السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا

المغرب يوافق على دعوة غوتيريس حول مفاوضات الصحراء ويتمسك بمقترح الحكم الذاتي

فاطمة الزهراء كريم الله 

– الرباط- أعلنت الحكومة المغربية، رسميا أمس الخميس، عن موافقتها على الدعوة التي وجهها أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، القاضية بتمديد مهمّة” البعثة الأمميّة إلى الصحراء  (مينورسو)، لمدة سنة، لاستئناف المفاوضات السياسية.

وقال مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة: إن “المغرب قرر الاستجابة لدعوة المبعوث الشخصي للأمين العام هورست كولر”.

وجدد الخلفي، في الندوة الصحافية بعد المجلس الحكومي، تمسك المغرب بمقترح الحكم الذاتي، كحل سياسي لقضية الصحراء. مستنكرا، في الوقت ذاته التصريحات الصادرة عن أطراف تسئ إلى المغرب، والتي ولا يمكنها التأثير على الملف على المستوى الدولي والذي يتجه نحو الإنصاف للمغرب”.

يأتي ذلك، بعدما حدد المبعوث الشخصي للأمين العام إلى الصحراء، هورست كولر، الـ20 من الشهر الجاري كآخر أجل لإبداء موقف صريح من العودة إلى المباحثات بشأن الصحراء، والبت في الدعوات التي وجهها إلى المغرب والجزائر وجبهة البوليساريو وموريتانيا، في أفق الجلوس إلى طاولة المفاوضات بالعاصمة السويسرية جنيف يومي 4 و5 ديسمبر / كانون الثاني المقبل.

وكان قد تحدث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في تقرير له وقال: إن “ذلك هذا  يأتي من أجل إعطاء مبعوثي، المساحة والوقت اللازمين لتهيئة الظروف التي تسمح بتقدّم العملية السياسية. كما اننا نحضّ الأطراف والجيران على الحضور إلى طاولة المفاوضات بنيّة حسنة وبلا شروط مسبقة”.

وأضاف غوتيريش، في تقريره، أن “التطورات الإيجابية” في سلوك البوليساريو، وعن استعداد الجزائر وموريتانيا لتأدية دور أكثر نشاطا في عملية التفاوض، وعن “مؤشر مشجّع” من جانب المغرب عندما سهل تنقلات مبعوث الأمم المتحدة هورست كوهلر في الصحراء”.

وكلف مجلس الأمن، في نيسان / أبريل الماضي، الأمين العام و  مبعوته الشخصي بإعطاء تقييم واضح حول عمل البعثة، خاصة في ما يتعلق بقدرتها على الحفاظ على السلم والأمن في المنطقة.

ويري مهتمين بهذا النزاع الإقليمي، أن إحياء وإنجاح مسلسل التسوية ليس رهينا فقط بجمع جميع الأطراف حول طاولة الحوار الواحدة، بقدر ما هو مقيد بتحديد الصفة الحقيقية لكل طرف في النزاع.

في هذا الصدد، قال الباحث في شؤون قضية الصحراء نوفل البوعمري، في تصريح لصحيفة ” “:  إن “موافقة المغرب تأتي في سياق يعرف الملف نوع من محاولة حلحلته على مستويين، الأول على صعيد بعثة “المينورسو” من خلال التأكد من قيامها بمهمتها في حفظ السلم و الأمن بالمنطقة  خاصة في نقطتي كركارات و المنطقة الشرقية انسجاما مع قرار مجلس الأمن الصادر في أبريل/ نيسان الماضي و يبدو أن البوليساريو قد اقتنعت بجدية الأمم المتحدة في تعاطيها مع التهديدات التي تسببت فيها خروقاتها المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار و أن هناك رفض كلي لأي عمل قد يؤدي إلى تهديد المنطقة، أضف لذلك مستجد التعاطي الجديد للإدارة الأمريكية مع بعثات حفظ السلام حيث سبق لها و أثناء مناقشة الملف أكدت على توجهها في ربط دعمها المالي لها و على رأسها بعثة المينورسو بالتقدم في العملية السياسية و يمكن أن يكون هذا عامل من العوامل التي أدت إلى وعي الأمم المتحدة بأهمية تقديم عرض سياسي و لو بتظيم لقاءات لا تأخذ طابع مفاوضات رسمية فقط لخلف الشروط الجدية لعقد مفاوضات سياسية تنهي هذا النزاع”.

و المستوى الثاني، يضيف البوعمري،  يتمثل في أن “الأمين العام للأمم المتحدة تحدث بشكل واضح خاصة بعد قبول المغرب الحضور لجنيف في ديسمبر / كانون الأول المقبل على ضرورة تمديد بعثة المينورسو لمدة سنة لفسح المجال نحو التقدم في العملية السياسية، و هو التقدم رهين بالأساس بانخراط الجزائر في هذه العملية بجدية باعتبارها الفاعل الرئيسي في النزاع من خلال دفع جبهة البوليساريو إلى  التخلي عن مشروعها الوهمي و الانخراط الجدي في مناقشة أرضية الحكم الذاتي كحل سياسي لهذا النزاع المفتعل، و هو ما يجعل من دعوة كوهلر إلى قدوم مختلف الأطراف لجنيف في إطار طاولة مستديرة كما سماها غوتيريس تحول نوعي في طبيعة حضور الجزائر الذي يتحول من صفة ملاحظ إلى صفة فاعل رئيسي و أساسي في النقاش والحل”.

وفي ظل هذا  المسلسل التفاوضي، يراهن المغرب على موريتانيا للعب دور في الملف، من أجل إيجاد حل سياسي ينهي النزاع الإقليمي حول الصحراء، باعتبارها طرفا أساسيا في مبادرات المبعوث الأممي الألماني هورست كولر.

وأشار البوعمري، إلى أن الموقف الموريتاني كان واضح عبرت عنه في الأمم المتحدة من خلال كلمة خارجيتها حيث أكدت على حيادها و دعمها للمسلسل السياسي، مبرزا أن تاريخيا موريتانيا لم يكن لها دور سلبي كالدور الذي لعبته الجزائر في الملف و حتى في لحظات الأزمة مع المغرب لم تكن تصل إلى حد استغلال ملف الصحراء  قصد لي ذراع المغرب.
هذا ويعمل المبعوث الأممي كولر، على مواصلة  تحركاته الرامية إلى إيجاد موطئ قدم في ساحة النزاع القائم، وذلك بلجوءه إلى المفوضية الإفريقية، ولقائه بموسى فيكي، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.

وأكد الاتحاد الإفريقي، في موقعه الرسمي، أن “اللقاء، الذي جمع كولر مع فيكي، هم تبادل وجهات النظر حول السبل الكفيلة بإنهاء النزاع، و أن المفوض الإفريقي أطلع المبعوث الأممي على أهم النقاط التي خرجت بها القمة الإفريقية الحادية والثلاثين التي انعقدت في العاصمة الموريتانية نواكشوط”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق