شرق أوسط
المعتصمون السودانيون منظمون أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة
ـ الخرطوم ـ قالت السودانية سهير عابدين البالغة من العمر 63 عاما أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في وسط الخرطوم، ساحة التجمع التي لا يفارقها المعتصمون منذ ثلاثة أسابيع وأقاموا في المكان كل ما يحتاجون إليه “نوزع الشاي والعصير والطعام”.
وأضافت “نتلقى أحيانا هبات ومساعدات من أقارب في الخارج يرسلون الاموال إلينا لنستمر في “اعتصامنا وهي مصممة على غرار آلاف السودانيين الآخرين على مواصلة التحرك حتى تحقيق مطلب تسليم السلطة الى إدارة مدنية.
وتحت ضغوط الشارع، عزل الجيش في 11 نيسان/ابريل الرئيس عمر البشير بعد 30 عاماً من الحكم الاستبدادي.
وحتى الآن، صمد المجلس العسكري الانتقالي الذي تولى السلطة أمام دعوات المتظاهرين الذين يخيّمون ليلا نهارا مقابل مقرّ الجيش منذ السادس من نيسان/ابريل، للمطالبة بنقل السلطة إلى إدارة مدنية.
ويشارك في الاعتصام مواطنون من مختلف أطياف المجتمع : طلاب وموظفون حكوميون ومزارعون وحتى أسر بكاملها.
وأقام المعتصمون في المكان كل ما يحتاجون إليه من عيادات مستحدثة، ومطابخ، وخيم لتلبية حاجات من يمضون الليلة في هذه الساحة.
ونصبت عابدين خيمة قادرة على إيواء 10 معتصمين في أي وقت وهي تعد الوجبات بانتظام للمحتجين. وقالت “نرحب بكل الراغبين في المشاركة” في التحرك.
وأضافت “نأكل ما توفر من طعام أكانت الوجبة فاصوليا أو معكرونة بالدجاج”.
وتتطوع سودانيات عديدات مثلها لتأمين الطعام والملجأ للمعتصمين كما تقول مراسلة فرانس برس.
وأعلنت عابدين “لن أقتنع بأن حكم البشير ولى إلا بعد تشكيل حكومة مدنية”.
“مستقبل الأمة”
ويتطوع محتجون للقيام بأعمال التنظيف وتقديم القهوة والشاي وتوزيع المياه لمساعدة المعتصمين على تحمل درجات الحرارة الخانقة.
وقال الطالب صديق محمد صديق “يفترض أن أنال شهادتي الجامعية العام المقبل وأعلم جيدا أن بقائي في الشارع قد يؤخر ذلك. لكن مستقبل الأمة أهم”.
من جهته، قال محمد أيمن المعتصم منذ السادس من نيسان/أبريل “دام الحكم العسكري 30 عاما ودمر اقتصادنا”.
والسودان الذي حرم من ثلاثة أرباع احتياطه النفطي منذ استقلال جنوب السودان في 2011، يعاني من نقص حاد في العملات الأجنبية.
وتدهور الاقتصاد السوداني في عهد البشير الذي حكم البلاد بقبضة من حديد وشهدت حركات تمرد في مناطق عديدة منذ انقلاب 1989.
والتظاهرات الحالية تثير مخاوف من تفاقم الوضع الاقتصادي لكن المحتجين مصممون على الحصول على إدارة مدنية مؤكدين أنها وحدها القادرة على تحسين الاقتصاد.
وقال أيمن “نهب النظام أموالنا بالمليارات خلال العقود الثلاثة الأخيرة”.
ويطالب المتظاهرون بمحاكمة المسؤولين الفاسدين من النظام السابق واستعادة الأموال المسروقة.
وأكد المجلس العسكري ضبط مبلغ 113 مليون دولار في منزل البشير.
ويرى أيمن أن حركة الاحتجاج لا تؤثر على الاقتصاد بقدر فساد المسؤولين في نظام البشير. وتابع “حتى لو استلزم الأمر 20 عاما لإسقاطهم سنبقى صامدين”. (أ ف ب)