أوروبا

فوز الاشتراكي سانشيز بانتخابات إسبانيا واليمين المتطرف يدخل البرلمان

ـ مدريد ـ فاز رئيس الوزراء الاشتراكي الإسباني بيدرو سانشيز الأحد في الانتخابات التشريعية لكن من دون أن يحقق غالبية مطلقة، في وقت يستعد اليمين المتطرف لدخول البرلمان.

وأعلن سانشيز الأحد فوزه في الانتخابات، قائلاً لأنصاره المبتهجين من على شرفة مقر الحزب في مدريد “فاز الاشتراكيون في الانتخابات ومعهم فاز المستقبل وخسر الماضي”.

وبعد فرز 99% من الأصوات، حصل حزب سانشيز الاشتراكي على نحو 29% من الأصوات وعلى 123 نائباً، أي أكثر بكثير من النتائج التي حققها في انتخابات عام 2016، لكنه ما زال بعيداً من الغالبية المطلقة (176 من 350 نائباً)، وسيُجبر بالتالي على بناء تحالفات مع أحزاب أخرى للتمكّن من الحكم.

أمّا حزب فوكس اليميني المتطرّف فحصل على 24 مقعدًا وفق النتائج.

وأقبل الناخبون الإسبان بكثافة الأحد على التّصويت في الانتخابات التشريعية.

وكانت استطلاعات للرأي أجريت قبل أيّام عدّة من الاقتراع وبُثّت نتائجها مع غلق مكاتب التصويت عند الساعة 20:00 (18:00 ت غ)، قد أشارت إلى توقّع فوز سانشيز لكن من دون حصوله على الغالبيّة المطلقة.

وفي الجهة المقابلة، توقّعت الاستطلاعات أن يكون الحزب الشعبي وحزب المواطنة (ليبرالي) بعيدين عن الأغلبية حتّى لو تحالفا مع حزب فوكس.

وبالتالي قد يؤدّي الاقتراع الى فترة عدم استقرار جديدة في تواصل للمشهد السياسي في إسبانيا منذ نهاية الاستقطاب بين الاشتراكيّين والمحافظين في 2015، حيث بات المشهد متشرذمًا تُميّزه الانقسامات التي فاقمتها محاولة دعاة الاستقلال في كاتالونيا الانفصال عن المملكة.

وحزب فوكس (يمين متطرّف) الذي كان غير معروف تقريبًا حتّى تحقيقه اختراقًا في برلمان الأندلس السنة الماضية، أعاد للساحة أقصى اليمين في المملكة الإسبانية بعد أن كان شبه غائب منذ وفاة فرنكو في 1975.

– مشاركة قياسية-

في الساعة 18:00 (16:00 ت غ)، وقبل ساعتين من غلق مكاتب الاقتراع، بلغت نسبة المشاركة 60,75 بالمئة أي بزيادة 9,5 نقاط عن آخر انتخابات تشريعية في 2016، بحسب السلطات. وسجّل ارتفاع كبير في المشاركة في كاتالونيا (زيادة بنحو 18 نقطة).

وحذّر سانشيز الذي تولّى رئاسة الحكومة في حزيران/يونيو على أثر مذكّرة بحجب الثقة عن المحافظ ماريانو راخوي (الحزب الشعبي)، من موجة لليمين القومي. وقال إنّ “هناك احتمالاً واقعياً” بأن يكون أداء حزب “فوكس” المدعوم خصوصًا من الجبهة الوطنيّة في فرنسا وحزب الرّابطة في إيطاليا، أفضل.

في مدريد، أشار عامل البناء المتقاعد كارلوس غونزالس إلى أنّه صوّت للاشتراكيين، وهو “خيار معتدل” كما قال. وأضاف “فوكس يعود إلى الوراء، إلى الماضي. هذا ليس المستقبل، المستقبل يكمن في أوروبا موحّدة”.

لكنّ دولوروس بالومو (48 عامًا) التي صوّتت قرب برشلونة (كاتالونيا) لحزب المواطنة ترفض “سياسة التخويف” من اليمين المتشدّد التي يتّبعها سانشيز. وتأمل في قيام تحالف بين أحزاب اليمين الثلاثة، معتبرة أنّ حزبي المواطنة والحزب الشعبي سيضمنان أن لا يكون التحالف تحت هيمنة “أقصى اليمين المتطرف”.

من جهته، قال فالانتينو لوبيز في فالنسيا، إنّه صوّت لفوكس لأنّ “هذا البلد يحتاج تغييراً عميقاً”، نافياً أن يكون “فاشيّاً”.

وتنامى حضور فوكس ذي الخطاب المتشدّد المناهض لحقوق المرأة والمهاجرين، خصوصاً عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بتبنّيه موقفاً متشدداً من دعاة الاستقلال في كاتالونيا.

وتبقى كاتالونيا التي كانت مسرحاً لأسوأ أزمة سياسيّة تشهدها إسبانيا في غضون أكثر من أربعين عاماً، مركز اللعبة السياسيّة.

وقام اليمين واليمين المتشدّد بحملة شرسة ضدّ سانشيز الذي وُصف بأنّه “خائن” لوصوله إلى السلطة بفضل أصوات الانفصاليين الكاتالونيين بالأخصّ.

وعوّل سانشيز على دعم اليسار الراديكالي في حزب “بوديموس” (نستطيع) الذي يُواجه صعوبات، وأحزاب المناطق أي من حيث المبدأ الانفصاليين الكاتالونيين. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق