السلايدر الرئيسيتحقيقات

شيخ العوازم في الكويت يعتذر عقب تصريحات قال فيها ان قبيلته لا يوجد بها راقصات وإن الراقصات كن يأتين من البصرة ـ (فيديو)

سعيد سلامة

ـ لندن ـ من سعيد سلامة ـ اثارت تصريحات شيخ قبيلة العوازم في الكويت الشيخ فلاح بن جامع حول نساء البصرة ازمة بين العراق والكويت، استدعت تدخل الخارجية الكويتية فيما هاجم محتجون عراقيون قنصلية الكويت في البصرة.

وكان شيخ العوازم الكويتي قال إن قبيلته “لا راقصات فيها وإن الراقصات كن يأتين من البصرة إلى الكويت”، وهو ما أثار غضبا واسعا، قبل أن يضطر الشيخ فلاح بن جامع شيخ قبيلة العوازم ثاني أكبر قبيلة في منطقة الخليج العربي إلى “الاعتذار والتوضيح”.

وقال المتحدث باسم الخارجية العراقية، أحمد الصحاف، الأربعاء “تنسيق عراقيّ ـ كويتيّ عالي المستوى على خلفية ما تلفظ به أحد رجال القبائل الكويتيّة من كلام عن المرأة العراقيّة، وسيصدر عنه اعتذار للعراق بالصوت والصورة”، وفقا للخارجية العراقية على موقع تويتر.

وكان فلاح بن جامع يُعلق على حادث قديم جدا، حينما قتل أحد أفراد عائلته قبل أكثر من عقدين رئيسة تحرير مجلة “المجالس” الكويتية هداية سلطان السالم انتقاما من مقال قالت فيه إن قبيلة العوازم بها راقصات، علما أن هذا الموضوع قد عاد إلى السطح مجددا مع بدء قبيلة العوازم حملة لجمع دية القتيلة لإبرام تنازل بين القبيلة وأبناء القتيلة والبالغة عشرة ملايين دينار كويتي ـ 30 مليون دولار أمريكي ـ، إذ جرى تأمين المبلغ من خلال حملة تبرعات شعبية واسعة النطاق.

وقال بن جامع في مقطع فيديو نشرته “الراي” الكويتية: “في هذه الليلة المباركة أقدم اعتذاري للشعب العراقي الوفي ولأهل البصرة خاصة وأعلمكم أنكم أهلنا وانسابنا وجماعتنا ولنا علاقة معكم تربطنا الأخوة والإسلام والجيرة وقد سبق وقلت زل لساني في كلمة واعتذرت في وقتها، والآن اعتذر لكم جميعا وانتم أهلنا..”.

وتابع قائلا: “نرجو منهم العذر والسموحة وأرجو من الله أن يكون هذا العذر وصل العراق.. لم أقصد شي والنية ما كانت سيئة وانتم أهلنا ونصكم ساعدنا كيف أسب فيكم؟ لا يمكن هذا الشيء أتمنى العذر منكم وأطلب منكم السموحة وخاصة انتم يا إخواني أهل البصرة..”.

ونقلت صحيفة “القبس” الكويتية عن مصدر في وزارة الخارجية لم تسمه، قوله: “إن ما حصل من تجمّع وتهجّم على مبنى القنصلية الكويتية في البصرة مرفوض وغير مقبول، وأبلغنا الخارجية العراقية أن هذا الأمر لن يمر مرور الكرام، ونسعى جاهدين بالتنسيق مع القنصل الكويتي في البصرة الى إعداد تقرير عن الحادثة، وحصر أي أضرار في القنصلية”.

وأضاف المصدر وفقا لتقرير “القبس”: “التجمّع الذي حصل ـــ للأسف ـــ كان بسبب كلمة لشيخ العوازم فلاح بن جامع أثناء تجمّع العوازم، وقام بذكر مدينة البصرة بكلمات أثارت حفيظة العراقيين.. شيخ قبيلة العوازم فلاح بن جامع سبق أن اعتذر، لاحتواء الأزمة”.

وتتمتع عشيرة العوازم بنفوذ واسع في الكويت ولها ثمانية نواب في البرلمان.

وكان خالد نقا العازمي الذي كان يعمل ضابطاً في الجيش الكويتي قد قام باغتيال الصحفية هداية السلطان عام 2001 باطلاق النار عليها من مسدسه بينما كانت تسوق سيارتها في احد شوارع الكويت .

وهداية سلطان السالم هي من المقربات من الأسرة الحاكمة في الكويت آل الصباح، لان اباها هو أخ فهد السالم الصباح من أمه.

وتعد السالم من أوائل من عملن في الصحافة في الكويت، حيث عملت كرئيسة تحرير مجلة “المجالس”، كما كانت مالكة مجلة “العربي الرياضي”، واشتهرت بمقالاتها الناقدة بشكل لاذع والمثيرة للجدل.

وفي شباط 2002، تمت إدانة خالد نقا العازمي بقتل هداية سلطان السالم وحكم عليه بالإعدام شنقًا، ولكن في وقت لاحق تم تخفيف الحكم إلى الحبس المؤبد, مع امكان الافراج عنه بعد 15 سنة في السجن ان حصل تنازل من ورثة القتيلة.

وبدأت الحملة بالدعوة لجمع التبرعات لدفع دية القتيلةبعد قبول ورثتها بذلك وترضيتهم بدفع دية حددت بمبلغ 10 ملايين دينار، مقابل التنازل عن حقهم والاكتفاء بالمدة التي قضاها خالد في السجن وهي 19 عاما. وخلال ساعات قليلة من انطلاق حملة مشروع دفع الدية ، بدا جليا أن الهدف تحقق سريعا.

وأما عن المقال الذي كان سبب المشكلة وأصلها ففيما يلي جزء منه كما جاء في مجلة المجالس ـ العدد 1458:

في كل يوم جمعة تتحفنا المذيعة منى طالب ببرنامجها الأسبوعي من أنغام وتراث وفن الكويت القديم، انني أحييها على هذا البرنامج الذي أحرص على سماعه، ولقد استمعت يوم الجمعة الماضي الى قطعة من خماري، وعشت ليس في جو الأغنية فقط، وإنما في أجواء الطفولة التي عشتها عندما كان عمري ما بين الخامسة والعاشرة، حيث كنا نذهب إلى الأعراس أو إلى حفلات الطهور وإلى نحو ذلك.

والخماري وهو ينبعث من الراديو ارتسمت للتو أمامي المرأة الراقصة وهي ترتدي العباءة وتظهر عينا واحدة، وحافية القدمين وهي تتكسّر على إيقاع الطبلة في حركات كلها إغراء وإيحاء جنسي.

وكنا نجلب الراقصات في الأفراح، في الثلاثينات حيث يسكن في بيوت خارج الكويت أي خارج السور، لأنهن كن يتواجدن هناك وقبلها في فريج يسمى فريج العوازم، والعوازم من سكان الكويت الأصليين ومن المواطنين الأولين منذ بداية عهد الكويت.

المهم كان الرقص ممنوعاً، وعيب على البنات أن يرقصن فكنا نأتي بهؤلاء من ذلك الفريج، أحياناً نأتي بواحدة، أو اثنتين، وأحياناً ثلاثة يرقصن مع بعضهن وكل واحدة تقابل الثانية وتتمايل من الرقبة يسمى (الزفان) وبالعباءة وكنا ندفع أجرة لكل واحدة منهن، وتحضرني حتى الآن أسماء بعضهن ولكني لا أريد أن أذكرها فقد يكون لهن بعض الأقارب، المهم أننا كنا نطرب لهذا الزفان وهذا الخماري..الذي يكاد يندثر وقلما يعرفه أبناء هذا الزمن الحالي، فالرقصة صعبة الأداء لأن الايقاع له وزن والتكسر الملازم لدقة الطبل له وزن بعفوية مغرية تهز المشاهد..ومن المؤسف أن هذا الفن القديم الذي كان يعيشه آباؤنا وأجدادنا لا يعرفه هذا الجيل، ولم يعرفوا قيمته، ولم يفهموا حتى الإيقاع إلا من خلال بعض اللقطات التي تظهر على الشاشة الصغيرة أحياناً أو من بعض الرجال الذين يرقصون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق