شمال أفريقيا

بدء محاكمة المشتبه بهم في قتل سائحتين اسكندنافيتين في المغرب

ـ الرباط ـ يمثل 24 شخصا الخميس امام محكمة مغربية بتهم ذبح سائحتين اسكندنافيتين وقطع رأسيهما في كانون الأول/ديسمبر 2018، في جريمة شكّلت صدمة كبيرة في البلاد.

وقتلت الطالبتان الدنماركية لويزا فيسترغر يسبرسن والنروجية مارين أولاند ليلة 16 الى 17 كانون الأول/ديسمبر 2018 عندما كانتا تخيّمان في جبال الأطلس في جنوب المغرب. وعثر على جثتيهما اليوم التالي بعد أن تعرضتا لعدة طعنات وقطع الراس.

ويواجه ثلاثة متهمين سبق وبايعوا تنظيم داعش، اتهامات بالتورط المباشر في عملية القتل وقد يحكم عليهم بالإعدام.

وسيمثل 24 متهما أمام محكمة جنائية في سلا قرب الرباط وهم يواجهون اتهامات بالترويج للإرهاب وتشكيل خلية إرهابية والقتل العمد.

من بينهم كيفن زولر غويرفوس وهو إسباني سويسري مسلم يبلغ من العمر 25 عاماً، متهم بتشكيل “عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية”، و”تدريب وتجنيد أشخاص لتنفيذ أعمال إرهابية”، و”تقديم المساعدة عمدا لمن يرتكب أفعالا إرهابية”. وقال محاميه إنّه سيطلب تأجيل المحاكمة “لإعداد دفاعه بشكل أفضل”.

ولن يحضر أهالي الضحيتين ومحاموهم جلسة المحاكمة، حسب معلومات أطلعت عليها وكالة فرانس برس.

والضحيتان يسبرسن واولاند ليل محبتان للطبيعة وقد تشاركتا في السكن اثناء دراستهما في جامعة بو في النروج حيث كانتا تدرسان لتصبحا مرشدتين سياحيتين.

وقد سافرتا سويا للمغرب لقضاء أجازة عيد الميلاد. لكن الاعتداء المروع في جبال توبقال، أعلى قمة في شمال أفريقيا، عبد بعد 80 كلم من مدينة مراكش، أنهى أحلامهما وحياتهما.

 “اعداء الله”

بعد العثور على الجثتين، التزمت السلطات المغربية الحذر مشيرة أولا إلى “عمل جنائي” وجروح في عنق الضحايا.

لكن كل ذلك تغير حين انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي عدّته السلطات حقيقيا، يظهر نحر رقبة أحد الضحايا لتعود الرابط وتعتبر الجريمة “إرهابية”

وأشار أحد الجناة في الفيديو إلى أن الضحايا “أعداء الله” مشيرا إلى أن الحادث يعد ثأرا للأخوة في سوريا.

وانتشر الفيديو بسرعة فائقة في المغرب والنروج والدنمارك.

وفي آذار/مارس الفائت، أعلنت الشرطة الدنماركية أنها وجهت اتهامات الى 14 شخصا يشتبه بنشرهم على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قتل أحدى السائحتين الاسكندينافيتين.

وأظهر مقطع فيديو آخر نشر بعد الحادث مبايعة أحد المتهمين الرئيسين لزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، إلى جانب المشتبه بهم الثلاثة الرئيسيين الآخرين.

يتحدر المشتبه بهم الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و33 عاما من أوساط فقيرة، ولديهم مستوى تعليمي بسيط جدا، ويقومون بأعمال متعددة غير ثابتة لتأمين لقمة العيش في الأحياء المحرومة لمدينة مراكش (وسط) الوجهة السياحية الشهيرة في المغرب.

وغالبيتهم متهم بالانتماء إلى جماعة تعتنق إيديولوجية تنظيم داعش، “بدون التواصل” مع قادة عمليات التنظيم في سوريا والعراق، كما قال لوكالة فرانس برس مدير مكافحة الإرهاب في المغرب عبد الحق خيام بعيد توقيفهم.

ولم يعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الاعتداء.

واتهمت السلطات المغربية عبد الصمد الجود، وهو بائع متجول يبلغ من العمر 25 عاماً، متحدر من مراكش، بأنه “أمير” أو زعيم الجماعة المسؤولة عن الاعتداء.

واعتقلت الشرطة المغربية سريعا المشتبه به الأول في أحد ضواحي مراكش، قبل أن توقف الثلاثة الآخرين بعد أيام قليلة اثناء محاولتهم مغادرة المدينة عبر حافلة.

وانتشرت على الانترنت مؤخرا مناشدات بإعدام المتهمين في عملية القتل المروعة.

لكن المغرب علق عمليا تنفيذ أحكام الإعدام منذ العام 1993.

وفي نيسان/ابريل الفائت، حكم القضاء المغربي على مواطن سويسري ثان اوقف بعد الاعتداء المروع بالسجن عشر سنوات بعد إدانته ب”تكوين عصابة لارتكاب أعمال إرهابية”.

ومنذ الاعتداءين الانتحاريين في الدار البيضاء (33 قتيلا) في 2003 وفي مراكش (17 قتيلا) في 2011، شدّد المغرب إجراءاته الأمنية وعزّز تعاونه الدولي في مجال مكافحة الارهاب، فبقيت المملكة بمنأى عن هجمات تنظيم داعش. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق