شرق أوسط

شكوك حيال استمرار الهدنة بين اسرائيل وحماس

ـ القدس ـ وافقت إسرائيل وقادة قطاع غزة على وقف لإطلاق النار في وقت مبكر الاثنين بعد اندلاع أخطر مواجهات خلال اليومين الماضيين أوصلت الطرفين إلى شفير الحرب لكن عددا من المحللين اعربوا عن الاقتناع بأن أي هدنة لن تستمر.

ماذا حدث؟

أصيب جنديان إسرائيليان الجمعة عندما تعرضا لإطلاق نار خلال الاحتجاجات الاسبوعية على الحدود مع غزة. حملت إسرائيل الجهاد الاسلامي مسؤولية ذلك.

وقامت بقصف قاعدة لحماس ردا على ذلك، ما أسفر عن استشهاد اثنين من مقاتلي الحركة.

والسبت، أطلقت حماس وحركة الجهاد الإسلامي من قطاع غزة مئات الصواريخ على إسرائيل، ما أدى الى نزول عشرات آلاف الاسرائيليين إلى الملاجئ.

ردّت اسرائيل عبر الدبّابات والطائرات مستهدفة نحو 350 موقعاً عسكريّاً لحركتَي حماس والجهاد الإسلامي. و تصاعد الموقف الأحد مع مقتل أربعة مدنيين في إسرائيل جراء سقوط الصواريخ.

أكد الجيش إطلاق 690 صاروخا من قطاع غزّة في اتّجاه الأراضي الإسرائيليّة منذ السبت.

واستشهد 25 فلسطينيا في القطاع بينهم امرأتان حوامل وثلاثة اطفال،وفقا لوزارة الصحة في غزة، بالاضافة الى 9 على الاقل من ناشطي حركتَي حماس والجهاد الإسلامي.

وقد نفت إسرائيل مسؤوليتها عن وفاة امرأة وطفل، وحملت حركة حماس المسؤولية عن مقتلهما قائلة إنهما قتلتا بصاروخ “أطلقته حماس وانفجر”.

وافق القادة الفلسطينيّون في قطاع غزّة على وقف لإطلاق النار مع إسرائيل في ساعة مبكرة الإثنين إثر وساطة مصرية، ورفضت إسرائيل التعليق على الاتفاق.

لكن لم ترد أي تقارير عن إطلاق صواريخ أو غارات جوية منذ ساعات الصباح الباكر.

ما هي خلفيات ذلك؟

خاضت إسرائيل وحماس منذ عام 2008 ثلاث حروب، آخرها عام 2014. ويثير التصعيد كل مرة مخاوف من اندلاع حرب رابعة.

ومنذ اذار/مارس، انطلقت مئات الصواريخ من القطاع شنّت اسرائيل على اثرها غارات طالت عشرات المواقع التابعة لحركة حماس الإسلامية.

وفي 11 تشرين الثاني/نوفمبر، انتهت عملية للقوات الخاصة الاسرائيلية في قطاع غزة باستشهاد سبعة فلسطينيين وضابط إسرائيلي. ما ادى الى تجدد التصعيد بين الجانبين.

في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، تمّ التوصل الى اتفاق هدنة بوساطة مصر.استقال وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، معتبرا اتفاق الهدنة “استسلاما أمام الارهاب”.

يقول محللون إن لا حماس ولا إسرائيل تريدان حربا أخرى لكن كلاهما تواجهان ضغوطًا يمكن أن تقودهما إلى حرب.

على ماذا تنطوي الهدنة؟

قال مسؤولون فلسطينيون ان اتفاق الاثنين كان في الواقع لتطبيق ما تم الاتفاق عليه في تشرين الثاني/نوفمبر بعد جولة من التصعيد آنذاك.

وقد أعلن مسؤولو حركة حماس إن إسرائيل وافقت على تخفيف الحصار المفروض على غزة مقابل الهدوء.

وتقول إسرائيل إن القيود ضرورية لعزل حماس ومنعها من الحصول على مزاد لتصنيع اسلحة. لكن النقاد يقولون إن الحصار يرقى إلى حد العقاب الجماعي لمليوني شخص في القطاع.

وقد تضمن الاتفاق أن تسمح اسرائيل بادخال مبالغ كبيرة من الأموال القطرية والوقود إلى القطاع، وكذلك تسهيل مشاريع لإعادة تطوير البنى التحتية في القطاع في مراحل لاحقة.

ولم تؤكد إسرائيل علنا الاتفاق الشفهي.

وقال طارق باكوني الباحث في “انترناشونال كرايسيس غروب”” إن حماس والجهاد “شعرتا بالإحباط بسبب البطء في تنفيذ الاتفاق”.

وأضاف “تعتقد حماس أنها فعلت كل ما التزمت به بموجب اتفاق وقف إطلاق النار لكن المساعدات لم تتحقق يبدو أن الطرفين عالقان في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار”.

ماذا كانت ردود الفعل؟

وقد واجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي ما زال يحاول تشكيل حكومة ائتلافية بعد فوزه في انتخابات الشهر الماضي، انتقادات بسبب طريقة تعامله مع حماس.

واتهم زعيم المعارضة رئيس الاركان السابق الجنرال بيني غانتس نتانياهو “بالاستسلام” لحماس.

وأضاف أن “كل ما فعله هو وضع الحرب القادمة أمامنا، مرة اخرى”.

وفي حين بقيت الأحزاب التي يسعى نتانياهو لتشكيل حكومة ائتلافية يمينية معها صامتة إلى حد كبير، لكنه سيواجه ضغوطاً لإظهار أنه متشدد بمواجهة حماس.

وأحد هؤلاء الذين يحتاج إلى نتانياهو لاقناعه بالانضمام إلى حكومته هو ليبرمان الذي من المرجح أن يدفع باتجاه نهج متشدد.

ماذا بعد؟

من المقرر أن تستضيف إسرائيل مسابقة “يوروفيجن” للاغنية الأوروبية الأسبوع المقبل ،وتعتبر المناسبة حدثا مهما.

وقال إن “هذا الحدث ربما أنقذ الطرفين من التصعيد”.

وأوضح “لكنني أعتقد أنه من المرجح ان تندلع الحرب أكثر من أي وقت مضى بعد أن يشكل نتانياهو حكومته، وما شاهدناه في الأيام القليلة الماضية لن يتم نسيانه بالضرورة”.

من جهته، يوافق هيو لوفات، الخبير في المسائل الإسرائيلية الفلسطينية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، على أن “التوتر لا يزال شديدا”.

وقال لوفات “ليس هناك ما يدعو للاعتقاد بأن هذا التفاهم الجديد بين حماس وإسرائيل سيكون مختلفا أو سيستمر أكثر من التفاهمات السابقة التي تم التوصل إليها خلال الأشهر الماضية”.

وتابع أنه “في ظل غياب حل سياسي دائم لغزة، فمن المحتمل أن نشهد اندلاعا جديدا للعنف”. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق