شرق أوسط
ترحيب بين الإسرائيليين والفلسطينيين بالتهدئة وسط مخاوف من تصاعد العنف
ـ عسقلان ـ بعد تبادل عنيف لإطلاق النار بين إسرائيل وقطاع غزة، عاد الهدوء إلى مدينة عسقلان، في جنوب إسرائيل، فيما يبدو المدنيون على جانبي الحدود غير راضين عن عدم وجود حل طويل الأجل، ويخشون استئناف القصف في أية لحظة.
وفي ملاجىء عسقلان، ولا تزال فناجين القهوة التي لم يكتمل ارتشافها وأنصاف السندويشات موضوعة على الطاولات، وكان موقف السيارات في المجمع التجاري المقابل لمبنى البلدية مكتظا بعدما عاد الناس لممارسة حياتهم كالمعتاد.
وافق القادة الفلسطينيون في غزة على وقف إطلاق النار مع إسرائيل، مما أنهى تصعيدًا حادًا من العنف هدد بحرب رابعة بينهما.
ولم يصدر كما في السابق تأكيد على وقف إطلاق النار من الجانب الإسرائيلي، ولم ترد أي تقارير عن إطلاق صواريخ من جانب الفلسطينيين أو غارات جوية إسرائيلية، منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ في ساعة مبكرة من الاثنين.
وبدأت آخر جولة من إطلاق النار السبت، بإطلاق سلسلة صواريخ من قطاع غزة المحاصر، فردت إسرائيل بغارات جوية انتقامية استمرت حتى اليوم التالي.
واستشهد ما لا يقل عن 25 فلسطينياً، بينهم تسعة نشطاء على الأقل ينتمون إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وفي الجانب الإسرائيلي قتل أربعة مدنيين إسرائيليين، اثنان منهم في عسقلان والثالث في مكان قريب.
واعترض أحد سكان بلدة سديروت الإسرائيلية القريبة من الحدود ويدعى نسيم دادون، على ما وصفه بـ “الهدوء الشديد” الذي تتعامل به الحكومة الإسرائيلية مع حماس.
وقال لوكالة فرانس برس “نحن لطيفون جدا معهم، مثل الأغبياء”.
وأضاف “نحن بحاجة إلى إجراء تنظيف شامل هناك، بيد قوية وبدون رحمة، وأن ننتهي من هذا الوضع إلى الأبد”.
وفي مدينة غزة، حيث شيِّع شهداء الغارات الجوية الإسرائيلية، رحب الفلسطينيون بالتهدئة التي تزامنت مع حلول اليوم الأول من شهر رمضان.
وقال رامي أبو عزام (30 عاما) لوكالة فرانس برس “نحن سعداء بوجود اتفاق تهدئة لكننا بحاجة للسلام والهدوء طوال شهر رمضان”.
وأضاف “هذا الصباح هرعت إلى السوق مبكراً لشراء كل ما نحتاجه لشهر رمضان خشية أن تبدأ الضربات الجوية مرة أخرى. لم نشتر أي شيء في الأيام الثلاثة قبل بدء الصيام”.
‘في ثوان’
وقال يوسي غرينفيلد، رئيس دائرة الطوارئ والأمن في بلدية عسقلان، وهو يجلس في مكتبه المحصن، إن أول صاروخ أطلق من قطاع غزة باتجاه عسقلان كان في العام 2005 عقب الانسحاب الإسرائيلي من هناك.
ويعتبر غرنفيلد أن تصاعد الاحداث اشتد بعدما استولت حركة حماس على السلطة في القطاع المحاصر عام 2007.
وقال لوكالة فرانس برس “الناس هنا يأخذون بعين الاعتبار احتمال إطلاق الصواريخ بأي لحظة”.
ويضيف “يدرك المقيمون في المدينة أنهم يمكن أن يجدوا أنفسهم ينتقلون من حالة الحياة الروتينية إلى حالة الطوارئ خلال ثوان”.
ورصدت إسرائيل إطلاق نحو 690 صاروخًا من غزة، وقالت إنها استهدفت بغاراتها الجوية نحو 350 هدفًا للنشطاء في القطاع.
وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة إن من بين الشهداء الغارات الجوية الإسرائيلية طفلة تبلغ من العمر 14 شهرا وزوجة عمها الحامل (37 عاما).
وعارضت إسرائيل بشدة ذلك وقالت إن وفاتهما كانت نتيجة نيران حماس التي أخطأت أهدافها.
وكانت وزارة الصحة في غزة قد أعلنت في وقت متأخر الأحد عن استشهاد طفل عمره أربعة أشهر نتيجة الغارات الإسرائيلية على شمالي القطاع، ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على ذلك.
وقالت وفاء أبو سيف (20 عاما) من مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة، “هناك الكثير من الشهداء والمصابين وعشرات البيوت المدمرة، كيف سيقضون رمضان”.
وتعتبر أبوسيف أن “المقاومة انتصرت” وتضيف “المقاومة أجبرت إسرائيل على التهدئة وخضعوا لشروط المقاومة”.
وفي الجانب الإسرائيلي من الحدود في سديروت، قال أمير بلوت “نحن لا نريد حربا، فالكل يخسر في الحرب. نريد السلام مع العرب الذين هم بشر مثلنا”.
وأشار رئيس دائرة الطوارئ والأمن إلى حفرة بالطريق ناتجة عن صاروخ ضرب المكان في هجوم سابق.
وقال “أنت ترى ذلك في العديد من الأماكن في مختلف أنحاء المدينة”، ثم أشار إلى جدران المباني المجاورة التي تضررت بشظايا الصواريخ. (أ ف ب)