السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا

خلافات حادة ومشادات كلامية تعيشها الدورة الرابعة والعشرين من المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض  

فاطمة الزهراء كريم الله 

ـ الرباط ـ من فاطمة الزهراء كريم الله ـ تعيش أشغال الدورة الرابعة والعشرين من المجلس الوطني للتنظيم لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، التي انطلقت اليوم الأحد على وقع خلافات حادة ومشادات كلامية. بسبب من له الأحقية في تسيير الجلسة بعدما غابت رئيسة “برلمان الحزب”، فاطمة الزهراء المنصوري، عن الدورة بسبب المرض، قبل أن يتم التوافق على القيادي في الحزب محمد الشيخ بيد الله ليتولى المسؤولية. وهو ما أدى إلى حدوث توتر بين تيارات متصارعة داخل الحزب.

ومن المنتظر أن يتم خلال المجلس الوطني الذي ينعقد في ظل الأجواء المشحونة، عرض تقارير عن حصيلة عمل المكتبين السياسي والفدرالي، وحصيلة عمل الفريقين البرلمانيين للحزب، والهيئة الوطنية لمنتخبات ومنتخبي الحزب، وتقديم اقتراح المكتب الفدرالي بشأن أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع للحزب.

وأقر الأمين العام للحزب، حكيم بنشماش، في كملة له، بصعوبة الوضع داخل “البام”، إذ قال: “الحزب يقف اليوم على عتبة مفترق الطرق، وأمامه طريقان لا ثالث لهما، طريق الانحدار التدريجي، وهذا ما لا نرضاه ولا نريده وما سوف نكافح من أجل ألا يحدث، وطريق انبعاث جديد، وهذا ممكن جدا ومطلوب بإلحاح، شريطة أن نتحمل مسؤوليتنا أمام الله وأمام الوطن وأمام من وضعوا يوما ثقتهم في هذا المشروع”.

وأوضح بنشماش أن المؤتمر المقبل للأصالة والمعاصرة، وهو محطة مفصلية في تاريخ الحزب، “يجب أن يكون مؤتمر الحقيقة والوضوح، ومؤتمر الصعقة التي تعيد إلى القلب دقاته المنتظمة القوية وتعيد الوهج إلى الروح التي خالطتها الشكوك”.

ويرى بنشماش أن المغرب لازال في حاجة إلى “حزب كالذي اجتمعنا منذ ما يزيد عن عشر سنوات من أجل تأسيسه”، مشيرا إلى أن الإسلام السياسي بمختلف تلاوينه يستمر في “التشويش على التطور الطبيعي لبلدنا نحو الفصل بين أمور التدين وأمور الفعل السياسي، ويعطل بذلك صيرورة انبثاق الوعي الديمقراطي الحداثي المشبع بالأصالة المغربية، والذي هو شرط إنجاح الانتقال الديمقراطي بشكل حاسم”.

ويشار إلى أنه منذ فترة و حزب الأصالة والمعاصرة، يعيش على وقع أزمة داخلية حادة، تحت قيادة أمينه العام الجديد حكيم بنشماش، كشفت عنها مجموعة من الأحداث.
فبين تيار يقوده أحمد أخشيشن رئيس مجلس جهة مراكش آسفي والأمين العام للحزب بالنيابة، الذي يرى في بنشماش رجلا غير قادر على قيادة الحزب في مرحلة ما بعد العماري، الذي استقال من قيادة الحزب الذي يُعد أكبر قوة سياسية داخل مجلس النواب بعد العدالة والتنمية، أواخر 2017 في خضم ما عرف بحراك الريف، وتيار آخر يقوده الأمين العام ورئيس مجلس المستشارين حكيم بنشماس، يرى في خصومه شلة من المنقلبين على الشرعية.

وتعود بوادر الأزمة إلى تصريحات سابقة أثارت الكثير من الجدل، بعد ان وصف قياديين بالحزب بـ”الانقلابيين”، بعد أن أكد تيار خشيشن أن هذا الأخير قام بخرق النظام الداخلي للحزب في عدة مرات ما دفع بأعضاء من المجلس الوطني إلى الاحتجاج.

وأوردت ورقة عن أعضاء برلمان الحزب أن “ما سماه الأمين العام المقاربة الإقليمية هي خرق صارخ لمقتضيات القانون الأساسي، حيث إن الجهاز الحزبي وفق القانون المنوط به هيكلة الأقاليم، هو ندوة التنسيق الجهوية التي يترأسها الأمين الجهوي، والتي تتشكل من الأمين الجهوي والأمناء الإقليميين ورؤساء اللجان الوظيفية الجهوية وأعضاء المجلس الوطني بالجهة والبرلمانيين، ويعني هذا أنه سلب حق هؤلاء كلهم لكي يقوم هو بهيكلة الأقاليم سعيا منه إلى السيطرة على التنظيم الحزبي”.

ليقدم بعدها  الأمين العام للحزب، على الدعوة الى عقد اجتماع يضم القيادات داخل المكتبين السياسي والفيدرالي، بعد هجوم المكتب السياسي  لحزب الأصالة والمعاصرة على القيادي في الحزب عبد اللطيف وهبي إثر دعوته  لحل المكتبين السياسي والفيدرالي للبام، واصفا هذه الدعوة بـ “الشرود” والإنقلاب على الشرعية الديمقراطية، وهو اللقاء الذي طالبت به أطر الحزب في ظل وضع الأزمة التي يعيشها الحزب، وذلك بهدف تدارس الاشكالات التي تكاد تعصف بالحزب الذي دخل في حالة تعافي بعد 2012 بعد مسار قصير من الانتقادات اللاذعة منذ تأسيسه عام 2008 في ظروف استثنائية.

وهو الإجتماع الذي لم يرأب الصدع، لتستمر أطوار صراع الإخوة الأعداء، الذي أدخل شبيبة الحزب على الخط، بعدما تحدث الكثيرون داخل الحزب عن صفقة “طي الخلاف”، بين بنشماش و أحمد أخشيشن، عقب إقتراح جمال مكماني المحسوب على اخشيشن في صفقة مع الأخير، والذي تجاوز سنه الـ40، لعضوية المجلس، مكماني الذي صرح  ضمن المؤتمر الوطني لمنظمة شبيبة الأصالة و المعاصرة، أنه لن يستمر داخل هياكل شبيبة الحزب بعد ان تجاوز سنه 40، وأحداث  اللقاء التواصلي الأخير الذي نظّمه الحزب، مساء الأحد 10 مارس بالدار البيضاء، والذي جمع الأمين العام حكيم بنشماش بقيادات حزب الأصالة والمعاصرة، والذي وجه ضمنه عدد من القيادات انتقادات لاذعة، إلى بنشماش ومكتبه السياسي، مطالبينه بتحمل مسؤوليات الوضع الذي آل إليه الحزب، في ظل غياب التواصل مع المنتخبين وأعضاء المجلس الوطني وتركهم يواجهون خصومهم دون دعم أو مساندة.

هذا وتواصلت حدة الأزمة داخل الحزب عقب لقاء 16 مارس / آذار  بمراكش، الذي سجل غياب فاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس الوطني للحزب والحبيب بنطالب رئيس غرفة الفلاحة بجهة مراكش آسفي والمستشار البرلماني للحزب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق