العالم
واشنطن والكوريتان تتجنب الحديث عن آخر اختبار صاروخي لبيونغ يانغ
ـ سيول ـ استخدمت كوريا الشمالية السبت سلاحا واحداً على الأقل يحمل بصمات صاروخ بالستي، لكن لا واشنطن ولا سيول ولا حتى بيونغ يانغ، استخدمت هذه الكلمة في توصيفها لاختبارات كوريا الشمالية الأخيرة.
وأرادت سيول من تجارب الإطلاق الأخيرة أن تعرب للولايات المتحدة عن إحباطها من انهيار قمة هانوي التي اختلف فيها الطرفان حول العقوبات ومستوى التنازلات التي ستقدمها بيونغ يانغ في مجال نزع السلاح النووي، بحسب محللين.
وتوسطت كوريا الجنوبية في المحادثات النووية، المجمدة الآن، بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وكان البيت الأبيض وصف عدم قيام كوريا الشمالية بأي اختبار صاروخي خلال عام بأنه انتصار هائل لسياستها الخارجية.
لذلك، فإن للدول الثلاث رغبة بالتقليل من خطورة طبيعة الاختبارات التي جرت خلال نهاية الأسبوع.
وقال الباحث في “المركز الكوري من اجل الوحدة الوطنية” الكوري الجنوبي الرسمي هونغ مين إن “أكبر إنجازات ترامب في سياسته تجاه كوريا الشمالية هو وقف بيونغ يانغ لاختباراتها النووية والصاروخية منذ أواخر عام 2017”.
أضاف “لذلك فإن الإعلان عن أن الاختبار ضمّ صواريخ باليستية في هذه المرحلة، سيضرب نجاح (ترامب) المعلن”.
وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية السبت إن التدريبات تضمنت “راجمات صواريخ بعيدة المدى”، وهي أسلحة لا تستهدفها قرارات عقوبات الأمم المتحدة، وأيضاً “أسلحة تكتيكية موجهة” لم تحدد ماهيتها.
وخلافاً للقذائف العادية، تملك الصواريخ البالستية أنظمة توجيه، ويقول المحللون إن الصور التي نشرتها الوكالة الرسمية أظهرت جهازاً شبيهاً بصاروخ إسكندر الروسي القصير المدى.
ويبدو أن هذا الصاروخ ظهر في العرض العسكري لكوريا الشمالية العام الماضي، قبل وقت قليل من بدء التقارب الدبلوماسي في شبه الجزيرة الكورية.
وقال الجيش الكوري الجنوبي بادئ الأمر إن كوريا الشمالية أطلقت “صواريخ قصيرة المدى”، لكن التوصيف عدل بعد ساعة ليصبح “قذائف”.
وأكد أن مداها يتراوح بين 70 و240 كلم، وسقطت في البحر، وأنه لا بد من مزيد من التحليل لمعرفة ما إذا كانت صواريخ بالستية قصيرة المدى. وكذلك، تفادى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وصفها بالصواريخ، بل استخدم عبارة “قصيرة المدى” في وصفها في مقابلات تلفزيونية. وأكد لقناة “اي بي سي” أن تلك الأسلحة “لا تمثل خطراً” على الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان.
وأضاف “نأمل أن نتمكن من العودة إلى طاولة المفاوضات”.
“تصعيد التوتر”
ولم تطلق بيونغ يانغ أي صواريخ بالستية منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2017، كما أكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون العام الماضي أن ترسانة بلاده الذرية قد اكتملت، معلناً نهاية الاختبارات النووية واختبارات الصواريخ البالستية العابرة للقارات.
ورأى هونغ مين أنه فيما لا يخرق اختبار صواريخ قصيرة المدى ذلك الإعلان، إلا أن إطلاق صواريخ بالستية قد يؤدي إلى “إضرار كبير” بعملية المحادثات الأميركية-الكورية الشمالية.
وبحسب مقال في موقع “38 نورث”، الذي ينشر تحليلات متعلقة بكوريا الشمالية، فإن اختبارات السبت لا ترقى إلى مستوى تغيير سياسي في موقف كوريا الشمالية، وهو ما كان سيتطلب “تغييراً استراتيجياً هائلاً للخط” الذي اعتمدته.
وأضاف أن “ذلك يمكن أن يحصل لكن من غير المحتمل ان يتم بعد شهرين من قمة هانوي”.
في المقابل، يقول محافظون كوريون جنوبيون يعتمدون خطاً أكثر تشدداً تجاه الشمال من خط حكومة مون جاي-اين الليبرالية، إن بيونغ يانغ أطلقت بالفعل صواريخ بالستية وأن ردة فعل سيول على ذلك تضع الأمن القومي في خطر.
وقال النائب المحافظ من حزب “حرية كوريا” المعارض نا كيونغ-وون إن “صواريخ الشمال تشكل تهديداً لحياة وسلامة الكوريين الجنوبيين”. وتابع “لكن جيشنا واستخباراتنا يعملان على التقليل من أهمية هذا الخطر”.
وأوردت من جهتها صحيفة “جونغ أنغ إيلبو” المحافظة في افتتاحيتها الثلاثاء أن صاروخ إسكندر الروسي قادر على أن يحمل رأساً نوويةً صغيرةً، وأن النسخة الكورية الشمالية منه تهدد حياة “ثلثي” السكان الذين يعيشون في سيول ومحيطها، والبالغ عددهم 20 مليون نسمة.
وتابعت “رغم أن كوريا الشمالية تصعد التوتر وهي استراتيجيتها التي لا تتخلى عنها، إلا أن حكومتنا بالكاد ترفع الصوت”. (أ ف ب)