السلايدر الرئيسيكواليس واسرار
رئيس حزب “جيل جديد” المعارض سفيان جيلالي لـ “”: تنظيم الانتخابات الرئاسية حاليا في الجزائر غير ممكن
نهال دويب
ـ الجزائر ـ من نهال دويب ـ قال رئيس حزب جيل جديد المعارض سفيان جيلالي، في حديث خص به “” إن دعوة رئيس الدولة الجزائرية المؤقت عبد القادر بن صالح، إلى الحوار “الشامل” و”الذكي” ستلقى نفس مصير الندوة التشاورية التي انعقدت قبل أسبوعين تقريبا وغاب عنها بسبب اتساع دائرة رفضها.
ويعتقد سفيان جيلالي، أن النظام الحاكم اليوم في البلاد يبدو أن لديه مشكلة كبيرة في فهم مطالب الحراك الشعبي الذي تشهده البلاد منذ 22 فبراير/شباط الماضي، فالشارع الجزائري هو سيد المعادلة السياسية، وانتفاضته غيرت موازين القوى، بالنظر إلى المكاسب التي حققها في ظرف زمني وجيز أبرزها انسحاب بوتفليقة ورجاله من المشهد السياسي، ومطاردة المتسببين في تبديد المال العام، ولعل أخر مكسب حققه هو الإطاحة بـ “الثلاثي” المضاد للحراك (في إشارة منه إلى شقيق الرئيس الأصغر سعيد بوتفليقة والمديرين السابقين لجهاز المخابرات توفيق مدين وبشير طرطاق).
لكن يعود المعارض السياسي الجزائري ليؤكد أن سقوط ” رؤوس الحربة ” لا يعني أبدا نهاية نظام الرئيس المتنحي عبد العزيز بوتفليقة، فالشارع اليوم والمعارضة أيضا يطالبان بمرحلة انتقالية بخارطة طريق واضحة مع تنظيم انتخابات نزيهة وشفافة بأليات جديدة تحظى بالتوافق وتضمن نتائج حقيقة غير مزورة.
ويؤكد المتحدث أن تنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة في 4 يوليو/تموز القادم، “غير ممكن”، واعتبر تمسك الرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح بتنظيمها رغم اتساع رقعة المقاطعة الشعبية “ربح للوقت”، وقال إن هذا الأمر لا يصب في صالح البلاد والشعب معا.
ورغم أن بن صالح يواجه احتجاجات عارمة في الشارع الجزائري تطالب برحيله وسقوط كل مبادراته، إلا أن رئيس حزب جيل جديد المعارض يستبعد استسلام ورفع السلطة الراية البيضاء بالسهولة، فهناك مناورات مطروحة اليوم بهدف الصمود أكثر.
وفي سياق حديثه عن تقيد النظام بالمادة 102 من الدستور الجزائري التي تم تفعيلها بعد تنحي الرئيس الجزائري السابق بتاريخ 2 أبريل/نيسان الماضي، حذر سفيان من عواقب تكرار سيناريو الانتخابات الرئاسية التي كان يشرف على تنظيمها النظام السابق والتي كان يعتمد فيها على سياسة فرض أمر الواقع.
وذهب إلى أبعد من ذلك بقوله إنه “يخشي أن النظام اليوم بصدد تهيئة مرشحها لرئاسيات يوليو / تموز 2019 في سرية تامة وهذا ما تعودنا عليه في الانتخابات الماضية، في وقت يصمم الشارع على قيادة جديدة للبلاد تكون نابعة من إرادته”، وفي هذه المرحلة يقول سفيان جيلالي “إن الجزائر ستشهد تطورات جديدة وقد يفرض الشارع والمعارضة معا ثقله بقوة”.
ويعتقد جيلالي سفيان إن خارطة طريق المرحلة القادمة ستتضح وتُكشف للعلن مع انتهاء الآجال المحددة دستوريا لإيداع ملفات الترشح والمقررة يوم 25 مايو/آيار الماضي.
وعن دور المؤسسة العسكرية في المشهد السياسي، يقول المعارض سفيان جيلالي إن تشكيلته السياسية سبق وأن أكدت على ضرورة أن تلعب هذه المؤسسة دور المرافق لتحقيق الانتقال السياسي المنشود، ويرى أن الجيش الجزائري اليوم يملك فرصة دخوله التاريخ من أبوابه الواسعة من خلال تمكين شعبه من المرور إلى جمهورية ثانية دون تكرار السيناريوهات التي شهدتها عدد من الدول العربية على غرار سوريا وليبيا وتونس ومصر في وقت سابق، خاصة وأن الحراك الذي تشهده البلاد اليوم هو ظاهرة غير مسبوقة في العالم، انحنى أمامه كبار القادة والزعماء، فلا يحتفظ التاريخ بمسيرات شعبية مشابهة لتلك التي ينظمها الجزائريون كل جمعة”.