العالم

الحزب الحاكم المحاط بفضائح الفساد يواجه اختبارا في انتخابات جنوب أفريقيا

ـ جوهانسبرج ـ توجه ناخبو جنوب أفريقيا اليوم الأربعاء إلى مراكز الاقتراع للتصويت فيما ينظر إليها على أنها انتخابات محورية بعد سنوات من فضائح الفساد التي ابتليت بها “أُمة قوس قزح” متعددة الأجناس .

وبينما تنافس عشرات الأحزاب في الانتخابات، هناك ثلاثة منافسين رئيسيين: حزب “المؤتمر الوطني الأفريقي” الحاكم، وحزب “مقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية” اليساري المتطرف و”التحالف الديمقراطي” .

ويكاد يكون من المؤكد أن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي سوف يفوز مجددا، لكن الحزب تضرر في العقد الماضي من سلسلة من الفضائح في عهد الرئيس السابق جاكوب زوما الذي أُجبر على الاستقالة العام الماضي، وهو حاليا قيد المحاكمة بتهم فساد. وتعهد خليفته سيريل رامافوسا بـ”فجر جديد” لمواطني جنوب إفريقيا الذين فاض بهم الكيل من الفساد المالي وتعهد بجعل الحزب مجددا جديرا ببطل الحرية وأول رئيس ديمقراطي نيلسون مانديلا.

وقال بعد الإدلاء بصوته في بل\و سويتو مسقط رأسه: “(نحن) نبشر بفجر جديد بفترة من التجديد وهي أيضا فترة من الأمل.. هذا تصويت يذكرنا بعام 1994”.

وفي حين أن رامافوسا يتمتع بسمعة أفضل فيما يتعلق بالنزاهة وطهارة اليد، فإن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي فقد أصواتا في السنوات الأخيرة في عهد زوما لصالح حزب “مقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية” اليساري المتطرف و”التحالف الديمقراطي”.

وقال جوليوس ماليما زعيم حزب “مقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية” الذي تعهد بإعادة توزيع الأراضي المملوكة للبيض وتأميم البنوك، لوسائل الإعلام بينما كان يدلي بصوته: “إذا أردتم التغيير، فإن حزب مقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية هو الذي سوف يحقق ذلك “.

وأضاف ماليما: “بمجرد غلق مراكز الاقتراع.. سوف يقول شعب جنوب أفريقيا لنا ما الذي قرره.. ما إذا كان يريد البقاء عاطلا وبدون أراض”.

وفي الوقت نفسه، استحوذ التحالف الديمقراطي على جزء من اصوات حزب المؤتمر الوطني الأفريقي،الذي كان مهيمنا في الماضي . وفي الانتخابات البلدية الأخيرة، فاز التحالف الديمقراطي في مدينتين رئيسيتين: جوهانسبرج وكيب تاون.

وقال زعيم التحالف الديمقراطي مموسي مايماني بعد التصويت اليوم الأربعاء: “حيث يحكم التحالف الديمقراطي لا تُسرق أموال.. هذا اختبار ليس بشأن الولاءات هذا تصويت بشأن الكفاءة”.

وتابع: “كان للـ25 سنة الماضية بداية رائعة ونهاية مروعة”.

ووفقا للنظام الانتخابي لجنوب أفريقيا، لا يصوت المواطنون بشكل مباشر لاختيار الرئيس، لكن التصويت لصالح حزب المؤتمر الوطني الأفريقي هو في الأساس تصويت لصالح رامافوسا.

وتغلق مراكز الاقتراع التاسعة مساء (1900 بتوقيت جرينتش). ويقترب عدد الناخبين المدرجين على قوائم الانتخابات من 27 مليون شخص .

وسوف تحدد نسبة فوز حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في النهاية مدى قوة قبضة رامافوسا في التعامل مع الفساد في حزبه المتصدع، وسط رغبة المجموعة المتبقية من أعوان زوما في إخفاق رامافوسا.

وحثت مجلة “إيكونوميست” جنوب أفريقيا على دعم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، قائلة: “لوقف الفساد في جنوب إفريقيا، ادعموا سيريل رامافوسا”.

وتوقع استطلاع للرأي أجراه “معهد العلاقات بين الأجناس ” هذا الأسبوع أن يحصل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي على أقل من 55% من الأصوات، وأظهر أن “مقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية” قد حصل على دعم كبير، حيث توقع أن يحصل على نحو 14% من الأصوات.

وفي الانتخابات الوطنية السابقة في عام 2014 ، حصل حزب “المؤتمر الوطني الأفريقي” على نحو 62% من الأصوات ، بينما حصل “مقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية” على ما يزيد قليلا عن 6% من الأصوات.

وكان التحالف الديمقراطي قد حصل على نحو 22% من الأصوات في انتخابات عام 2014، ويتوقع أن يحصل على النسبة نفسها تقريبا في هذه الانتخابات، وفقا لاستطلاع معهد العلاقات بين الأجناس. (د ب أ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق