مال و أعمال

واشنطن وبكين تتبادلان التهديدات قبل استئناف المفاوضات التجارية بينهما

ـ واشنطن ـ يلتقي ممثلو الولايات المتحدة والصين الخميس في واشنطن لإجراء مفاوضات تجارية تبدو نتائجها غير مؤكدة وسط تبادل القوتين الكبريين تهديدات بفرض إجراءات حمائية جديدة.

وقبل ساعات من استئناف المفاوضات في واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة التجارة غاو فينغ في مؤتمر صحافي ببكين إن “الصين لن تستلم في مواجهة الضغط ونملك التصميم وكذلك الوسائل للدفاع عن مصالحنا”.

وأظهرت أرقام التجارة الخارجية الامريكية في آذار/مارس 2019 التي نشرت الخميس، أن العجز في السلع مع الصين تراجع الى أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات ليصل الى 28,26 مليار دولار.

ومن شأن تراجع العجز التجاري الامريكي مع الصين في مستوى السلع بنسبة 6,16 بالمئة، مع تراجع الواردات الامريكية من السلع الصينية، أن يعزز استراتيجية ترامب القائمة على الضغط الاقصى على بكين.

وكانت هذه الجولة الجديدة من المفاوضات التي ستعقد الخميس والجمعة في مكان قريب من البيت الأبيض، قدمت قبل أيام على أنها الأخيرة قبل قمة بين الرئيسين دونالد ترامب وشي جينبينغ يفترض أن تكرس اتفاقا تاريخيا بين الطرفين.

لكن الوضع تبدل وحلت محل التفاؤل، الشكوك التي تؤثر على أسواق المال. فقد خسرت بورصة هونغ كونغ أكثر من 2 بالمئة الخميس، وشنغهاي أكثر من واحد بالمئة بينما سجلت البورصات الأوروبية تراجعا واضحا صباح الخميس.

ومع أن مضمون المفاوضات لم يعرف بدقة، فقد أكدت إدارة ترامب أن بكين تراجعت عن تعهداتها الرئيسية التي قطعتها في جولات المفاوضات السابقة. لكن الناطق باسم وزارة التجارة الصينية نفى ذلك.

وقال غاو إن “الصين وفت بوعودها وهذا لم يتغير يوما”.

وأعلن الرئيس الأمريكي الذي يشعر باستياء كبير، أن الزيادة في الرسوم الجمركية على ما قيمته مئتي مليار دولار من السلع الصينية المستوردة التي علقت مطلع كانون الثاني/يناير، ستدخل حيز التنفيذ الجمعة.

وقال الرئيس الأمريكي في تجمع في فلوريدا “سنزيد الرسوم الجمركية في الصين إلى أن يكفوا عن سرقة وظائفنا”، مؤكدا أن “زمن الاستسلام الاقتصادي ولّى”.

وأضاف “هل ترون الرسوم الجمركية التي نطبقها؟ هذا لأنهم لم يحترموا الاتفاق. لم يحترموا الاتفاق”، موضحا “سيأتون إلى هنا، نائب رئيس الوزراء سيأتي غدا (الخميس)، حسنا، لكنهم لم يحترموا الاتفاق. لا يمكنهم فعل ذلك عليهم أن يدفعوا”.

لكن الصينيين لا ينوون الاستسلام إذا رفع الأمريكيون فعلا الرسوم الجمركية بنسبة تتراوح بين 10 و25 بالمئة الجمعة في أوج المفاوضات.

وقال ناطق باسم وزارة التجارة إن “الصين ليس لديها خيار آخر سوى اتخاذ الإجراءات المضادة الضرورية”.

لكن بكين لم تلغ رحلة مفاوضيها وأكدت أن نائب رئيس الوزراء ليو هي الذي يعتبر قريبا جدا من الرئيس شي، سيقود المفاوضات.

واعتبارا من بعد ظهر الخميس سيلتقي ليو الممثل الأمريكي للتجارة روبرت لايتهايزر في مكتب الأخير في واشنطن.

واختار ترامب اتباع استراتيجية الضغط الأقصى مع بكين، وفرض أولا في آذار/مارس 2018 رسوما جمركية على الفولاذ والألمنيوم الصينيين، ثم الصيف الماضي على سلع بقيمة 250 مليار دولار من الواردات الصينية.

وهو مستعد أيضا لفرض رسوم جمركية إضافية على كل المواد المستوردة من الصين وتبلغ قيمتها 539,5 مليار دولار في 2018، ما يثير مخاوف على نمو الاقتصاد العالمي واستقرار أسواق المال.

هيمنة تكنولوجية

يحذر الاقتصاديون في جميع أنحاء العالم والمؤسسات المتعددة الأطراف مثل صندوق النقد الدولي منذ أشهر من أن حربا تجارية طويلة الأمد بين الصين والولايات المتحدة ستؤدي إلى صدمة خارج حدود البلدين، إذ إن الانتعاش الذي تلى الانكماش العالمي في 2008 غذته إلى حد كبير المبادلات التجارية في العالم.

وتبدو الضغوط كبيرة على المفاوضين بينما يتطلب التوصل إلى توافق حول الملفات الشائكة أن تخفض الصين سقف طموحاتها الاقتصادية.

وفي الواقع تطالب إدارة ترامب بوضع حد للممارسات التجارية التي تعتبرها “غير نزيهة” وب”تغييرات بنيوية”، أي إنهاء النقل القسري للتكنولوجيا الأمريكية وكذلك حماية الملكية الفكرية الأمريكية.

وهي تريد أيضا اتفاقا حول القطع الأجنبي لمنع بكين من خفض قيمة عملتها من أجل تحفيز الصادرات.

وتطلب واشنطن أيضا وقف الدعم المالي الحكومي لشركات الدولة، تلك التي تعمل في إطار خطة الدولة الصينية الاستراتيجية “صنع في الصين 2025”. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق