السلايدر الرئيسيتحقيقات

المغرب: ارتفاع الاسعار في رمضان وحملة لمقاطعة البصل بعنوان “خليه يخمج”

فاطمة الزهراء كريم الله

يوراببا ـ الرباط ـ من فاطمة الزهراء كريم الله ـ ككل شهر رمضان ترتفع أسعار بعض المنتوجات الغذائية في المغرب، التي يكثر عليها الطلب خلال هذا الشهر، ما يثير الجدل واستنكار عدد من المواطنين المغاربة، وسط مطالبات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتدخل حكومي لخفض الأسعار المنتجات التي يكثر عليها الطلب في هذه المناسبة، ما يشكل هاجسا يؤرق غالبية المواطنين خاصة من ذوي الدخل المحدود والمتوسط.

هذا وسجلت أسعار بعض الخضر، مستويات قياسية خلال الأيام الأولى من رمضان، ولعل أبرز المواد الغذالية التي عرفت ارتفاعا صاروخيا هي البصل حيث بلغ ثمن الكيلوغرام الواحد للبصل 12 درهما، أي ما يعادل (5.3 دولار)، بالإضافة إلى العدس والحمص والأسماك واللحوم.

حملة “خليه يخمج” …

نتيجة لارتفاع سعر البصل، أطلق مجموعة من مغاربة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي حملة لمقاطعة البصل، من خلال هاشتاغ “خليه يخمج”، أي “خليه يفسد”، وتبادل نشطاء مغاربة دعوة المقاطعة، باعتبارها وصلت أسعارا وصفوها بالجنونية وتفوق طاقة المستهلك المغربي.

ودعا النشطاء، إلى عدم شراء البصل، وباقي المواد التي عرفت ارتفاعا في سعرها بسبب إقبال المواطنين عليها خلال رمضان.

وفي حديث مع “” قالت مريم العلمي، ناشطة مغربية مشاركة في الحملة: إن “هذه الحملة تأتي اجتجاجا على الأسعار المهولة التي عرفتها بعض الحضر داخل الاسواق، وأضافت أن التحكم في قنوات التسويق من لدن الوسطاء تسبب في ارتفاع كبير في الأسعار، وهو ما يستدعي تدخل السلطات المعنية لمحاربة المضاربة في الأسعار من لدن هذه الجهات”.

واضطر معظم تجار الخضر بالتقسيط في الأسواق الشعبية بمدينة الدار البيضاء إلى تخفيض أسعار بيع الطماطم والبصل بنسبة 50 في المائة في أول أيام رمضان، نتيجة تراجع الطلب على هذا المنتوج يوم الاثنين الماضي.

وحث المسؤولون كبار، تجار الجملة، على جلب كميات كبيرة من البصل والمواد الزراعية الأكثر استهلاكا في شهر رمضان إلى سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء.

وسجل مهنيون، دخول كميات كبيرة من البصل إلى سوق الجملة في العاصمة الاقتصادية، ما دفع المضاربين وتجار التقسيط إلى تخفيض الأسعار مخافة تكبد خسائر مالية كبيرة.

وفي هذا الصدد، قال بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، في اتصال مع صحيفة “”: إن “مسألة ارتفاع الأسعار أضحت أمرا مسلما به خاصة في هذا التوقيت بالتحديد، مؤكدا وجود زيادة ملحوظة في بعض المواد التي يكثر الإقبال عليها في رمضان من قبيل الطماطم والبصل”.

وأشار إلى أن هناك عدة عوامل مساهمة في ارتفاع الأسعار، تتمثل في المستهلك بالدرجة الأولى، فبمجرد اقتراب هذا الشهر، يحاصر المواطن نفسه بموجة من الاقتناء والشراء والتهافت على مختلف المواد، هذا بالإضافة إلى اقتناء المواطنين لكميات تفوق احتياجاته.

الحكومة: المشكل يتمثل في الوسائط والثقافة السائدة…

وفي تعليق له على الموضوع، اعتبر الوزير المنتدب المكلف بالشؤون العامة والحكامة في المغرب لحسن الداودي، أن “ظاهرتي الغش والفساد التي تطرح كل شهر رمضان “تعد إشكالية لا تتعلق بالعرض”. موضحا، أن جميع المواد الاستهلاكية متوفرة في السوق”، و أن المشكل يتمثل في الوسائط والثقافة السائدة، واستغلال البعض لزيادة الطلب على المواد الاستهلاكية خلال شهر رمضان وإقبال المواطنين على اقتناء بعض المواد الاستهلاكية خلال الأسبوع الأول من هذا الشهر، للزيادة في الأسعار”.

الداخلية تضع رقما لتلقي شكايات المستهلكين ومراقبة الأسعار…

في خطوة منها لمراقبة الأسعار، أعلنت وزارة الداخلية، عن إحداث لجنة مركزية تضم جميع القطاعات الحكومية المعنية للعمل بشكل متواصل طيلة شهر رمضان على تتبع مسار عملية المراقبة ووضعية الأسواق ومعالجة الإشكالات، بتنسيق مع المتدخلين المحليين. اذ وضعت رقما وطنيا 5757 المخصص لتلقي شكايات وملاحظات المستهلكين، وذلك وفي إطار التدابير الرامية إلى تعزيز آليات وقنوات التواصل المباشرة بين المواطنين والإدارة والتجاوب مع شكايات وتظلمات المستهلكين”.

وبحسب بيان للوزارة، فإنه وعن طريق هذا الرقم المختصر الموحد على المستوى الوطني، الذي يمكن الاتصال به بمختلف عمالات وأقاليم وعمالات مقاطعات المملكة، باستعمال أي من الهواتف الثابتة أو النقالة المرتبطة بشبكات الاتصالات الوطنية، “يمكن للمواطنين ربط الاتصال مباشرة بخلية تلقي الشكايات المختصة المتواجدة بالعمالة أو الإقليم موضع المكالمة، وذلك من أجل تقديم شكاياتهم وملاحظاتهم بشأن تموين الأسواق والأثمان والجودة وسلامة المنتجات الاستهلاكية وظروف تحضيرها وتخزينها وعرضها للبيع، وباقي المجالات المرتبطة بتنظيم الأسواق وبحماية المستهلك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق