الرئيس الفلسطيني يصدر “الكتاب الاصفر” بعنوان “قدوتنا رئيسنا” على غرار “الكتاب الاخضر” للقذافي… وسيُفرض تدرسيه على الطلبة… ومواقع التواصل تشتعل

ـ غزة ـ من محمد عبد الرحمن ـ في خطوة اعتبرها مراقبون تكريسا للديكتاتورية واحياء لنهج الزعيم الراحل معمر القذافي قرر الرئيس محمود عباس، تمجيد وتخليد نهجه السياسي ومواقفه الهامة والحساسة في كُتيب سيُفرض تدرسيه على الطلبة، ويوزع كمرجع رسمي داخل المؤسسات والدوائر الحكومية في كافة أرجاء البلاد.
الكتيب الذي حمل عنوان “قدوتنا رئيسنا” وصفه البعض بانه “الكتاب الاصفر” (على اعتبار ان لون حركة فتح هو الاصفر) على غرار “الكتاب الأخضر” للزعيم الليبي معمر القذافي.
يشار الى أن القذافي ألف الكتاب الأخضر عام 1975 وفيه يعرض أفكاره حول أنظمة الحكم وتعليقاته حول التجارب الإنسانية كالاشتراكية والحرية والديمقراطية، حيث يعتبر هذا الكتاب أساس النظام الجماهيري الذي ابتدعه معمر القذافي.
وطلقت وزارة التربية والتعليم، أمس الخميس كتيب “قدوتنا رئيسنا”، ضمن مبادرة “لأجل فلسطين نتعلم”، حيث يستلهم اقتباسات من كتب للرئيس محمود عباس.
جاء ذلك بحضور أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، وعضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” عزام الأحمد، ومحافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، ووزيري التربية والتعليم مروان عورتاني، والثقافة عاطف أبو سيف، والمشرف العام على الإعلام الرسمي أحمد عساف، ومدير تربية رام الله والبيرة باسم عريقات، وعدد من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني والمحلي.
ودافع عورتاني عن الكتيب مؤكدا على أهمية المبادرة في تنمية مهارات الطلبة الإبداعية لإبراز الهوية الوطنية، مشيراً إلى المسؤوليات التي تقع على عاتق المؤسسات لإحداث التطوير والتغيير المنشود.
وشدد على ضرورة وجود توجه مزدوج للمزج بين البعد الوطني والمعرفة، مؤكداً التزام الوزارة بطباعة هذا الكتيب وتعميمه على كافة المدارس.
من جهته، أشاد عريقات بمواقف الرئيس الثابتة التي تعكس التفاف الشعب الفلسطيني حولها، مؤكداً دور العلم في الارتقاء بالأمم والشعوب من خلال خلق المبادرات التي تنم عن الإبداع والتميز.
بدوره، أكد الأحمد ضرورة صقل شخصيات الطلبة ورفع مستوى الوعي الوطني لديهم، مشيرا إلى أهمية معرفة المواطن واجباته تجاه الوطن، ولفت إلى قرار الرئيس بإعادة طباعة الكتيب وتوزيعه على كافة المؤسسات التعليمية في الوطن.
وأشار أبو سيف إلى أهمية بناء شراكة عميقة مع وزارة التربية لتعميم هذه المبادرة على المستوى الثقافي، بما يخدم ويعمق الغايات التربوية، داعياً إلى إقامة الأندية الأدبية في المدارس.
وأشادت المعلمة صاحبة المبادرة أريج عطايا بالجهود الداعمة والمساندة للمبادرة، مستعرضة أهم أهداف المبادرة وأفكارها، وأشارت إلى أهمية التوسع في المبادرة من المدارس إلى الجامعات.
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي عقب الاعلان عن الكتيب وجاءت اغلب ردود الفعل مستنكرة هذا الكتيب والقائمين عليه وقالت شذى حنايشة على صفحتها بموقع “فيسبوك”: “ممكن ترجعونا ع المدرسة؟ مش عارفة كيف رح نقدر نتعايش مع الأجيال القادمة الي رح تستفيد من التطور الكبير في المنهاج الفلسطيني الجديد! ومش قادرة اتخيل كيف بدنا نتأمل خير بوزير التربية والتعليم وهو أول قرار أخذه أنه يضيف ع المنهاج كتيب اسمه “قدوتنا رئيسنا” ليجبر الطلاب يتعلموا ويحفظوا اقتباسات للرئيس. لحسن حظ الطلاب انه خطابات الرئيس كلها مكررة مش رح يتغلبوا كتير بالحفظ”.

اما مالك ريماوي فقال “ليس هذا ما يجب أن يحدث، فالتعليم يحتاج جهد حقيقي ومبادرات ممنهجة ومخططة تقوده وتعمل على تحقيق تحولات حقيقية، والوطن يحتاج حركة سياسية رائية لطريقها ومؤمنة بفعلها، تعرف أهدافها وتعرف كيف تحققها، هذه خطوة تسيء للشعب والتعليم والوطن وحتى للرئيس كشخص، مطلوب الغاء هكذا ارتجالات والاعتذار عنها”.

من جانبها علقت نوال ابو سلطان وقالت “صلاة النبي عالإنجازات اللي بدأها الوزير الجديد، يا هيك الإنجاز يا بلاش، قدوتنا قدوتنا، وماله، عاطف أبو سيف فكرة والفكرة لا تموت”.

اما اسراء الزير فكتبت متهكمة “إختبار كتاب #قدوتنا_رئيسنا 1. ما الحكمة المستخلصة من قول الرئيس: التنسيق الأمني مقدس مقدس مقدس؟. علل ما يلي: لماذا قال الرئيس انه يعيش تحت بساطير الاحتلال؟. اعرب كلمة صفد في الجملة التالية: انا متنازل عن صفد.. ما هي المناسبة التي قال فيها الرئيس: يا اخي مالنا ومال القدس الرسول ساب مكة. على أي قناة قال الرئيس: شغلنا الشاغل في الاجهزة الامنية هو الحفاظ على أمن اسرائيل”.

وقال محمد عابد “حالفين طلاق يضيعوا صيامى قال #قدوتنا_رئيسنا طب من أى ناحية ؟!”.

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=1478719018930529&set=a.103631919772586&type=3&theater