صحف
صحيفة “آي”: خيار الحرب سيضعف ترامب
ـ لندن ـ نشرت صحيفة “آي” الصادرة عن دار “الاندبندنت” مقالا كتبه، باتريك كوبرن، يقول فيه إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يدرك جيدا أن الحرب مع إيران ستجعله أكثر ضعفا.
ويقول كوبرن إن الاتحاد الأوروبي فشل في مهمة حماية إيران من العقوبات الأمريكية بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الموقع مع إيران في 2015. ولم تتمكن المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، من إقناع الرئيس الأمريكي بالالتزام بالاتفاق في زيارتهما التي وصفها بـ “المذلة” إلى واشنطن.
ومنذ ذلك الحين بدأت الولايات المتحدة في فرض المزيد من الضغوط على الاقتصاد الإيراني بتخفيض صادرات طهران النفطية من 2,8 مليون برميل يوميا إلى 1،3 مليون برميل يوميا.
ووعدت ألمانيا وفرنسا بإنشاء آلية مالي تبطل مفعول العقوبات الأمريكية ولكن جهودهما باءت بالفشل.
ويذكر الكاتب أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، قال الأربعاء إن بلاده ستتوقف عن الالتزام بالاتفاق ما لم يوفر الاتحاد الأوروبي الحماية لصادراتها النفطية ولمصارفها.
ويضيف أن عددا من المسؤولين الإيرانيين يعتقدون أن بلادهم يمكنها التصدي لأي عمل يقوم به الأمريكيون ضدهم باستثناء الحرب المباشرة، والأحداث الماضية تثبت أنهم على حق.
ويرى الكاتب أن إيران كانت هي الرابح الأكبر من الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، إذ ساعدتها الأحداث في إنشاء حزب الله، وهو أقوى أكبر قوة سياسية وعسكرية في البلاد. وبعد الاجتياح الأمريكي البريطاني للعراق عام 2003 كانت إيران وراء تفاقم الأوضاع هناك. وكان الدعم الإيراني حاسماً في بقاء بشار الأسد في السلطة في سوريا.
ويضيف أن الملاحظ أن إيران كانت دائما مع الطرف المنتصر في كل هذه النزاعات بسبب الأخطاء التي ارتكبها خصومها، ولكن هذا لن يتكرر بالضرورة مستقبلا.
ويقول كوبرن إن ترامب يتمنى إرغام إيران على التفاوض معه على السلم بشروطه التي تعني تخلى إيران عن قوتها في المنطقة. وربما كان تغيير النظام كليا هو الحل المثالي بالنسبة للرئيس الأمريكي، ولكن الأمر صعب المنال.
ويضيف أن ترامب إذا اكتفى بالعقوبات الاقتصادية فسيكون من الصعب على إيران التصدي له، ولكن أي أسلوب آخر من الضغط سيجعل الولايات المتحدة في مركز ضعف.