السلايدر الرئيسيتحقيقات

صراعات داخلية تهدد بعض الأحزاب السياسية في المغرب مع اقتراب استحقاقات 2021

فاطمة الزهراء كريم الله

ـ الرباط ـ من فاطمة الزهراء كريم الله ـ تعيش الاحزاب السياسية المغربية صراعات داخلية في الفترة الأخيرة، سواء تعلق الأمر بالصراع حول المواقع الحكومية أو داخل الأحزاب نفسها، في إطار التحضير للانتخابات التشريعية المقبلة.

هذا ويعرف حزب الأصالة والمعاصرة “تطاحنات داخلية”، بسبب حدوث توتر بين تيارات متصارعة داخل الحزب، ابتدأت فصولها بين حكيم بنشماش، الأمين العام، والنائب البرلماني إبراهيم الجماني، حول من له الأحقية في تسيير الجلسة بعدما غابت رئيسة “برلمان الحزب”، فاطمة الزهراء المنصوري، عن الدورة بسبب المرض، قبل أن يتم التوافق على القيادي في الحزب محمد الشيخ بيد الله ليتولى المسؤولية.

كما يعيش حزب الاستقلال صراعا بين تيار حمدي ولد الرشيد وتيار نزار بركة داخل شبيبته، على خلفية رغبة ولد الرشيد في السيطرة على تنظيمات الحزب، خاصة الشبيبة الاستقلالية، التي تعتبر من أهم التنظيمات الحزبية، حيث عرف اللقاء مواجهة بين نجل ولد الرشيد والأمين العام للحزب. في حين عاش الاجتماع الأخير لفريق حزب الحركة الشعبية إلى اشتباك بالأيدي احتجاجا على ترشيح رئيسه لمحمد أوزين الذي كان قد شابته شبهات فساد عندما كان وزيرا للشباب والرياضة لمنصب رئيس مجلس النواب.

ويرى مراقبون، أن الصراعات التي تعيشها هذه الأحزاب، لا تعكس حيوية المشهد الحزبي، حيث لا تتعلق دوافع نشوب الصراعات بتاتا بالبرامج والإيديولوجية والمواقف السياسية، بل تعكس مراهنة هذه الأحزاب على تموقعها داخل المواقع الحكومية أو المواقع القريبة من السلطة، وهو رهان يزداد كلما اقتربنا من الانتخابات.

وفي هذا الصدد، يرى المحلل السياسي، محمد بودن، في اتصال مع صحيفة “”: أن “تصاعد وتيرة الصراعات الداخلية و الاتهامات في المشهد السياسي الوطني لا يصل لمستوى الظاهرة او الحالة العامة لكنه ليس مستجدا فجائيا و يبعث مخاوف حقيقية بشأن مستقبل السياسة في المغرب علاوة على كونه وضع يسائل جهود التكوين والتأطير على مستوى البنيات الحزبية، ويعكس ديمومة تفكير الاحزاب في لحظة الانتخابات، حوادث الصراع التي وقعت لن تكون الاخيرة وستتكرر مع كل لحظة فرز انتخابية واشتداد اعراض السلوكات السياسية العدوانية سيساعد على ضرب ما تبقى من الثقة في الحياة السياسية ويبعث شحنة يأس في نفوس الشباب الراغبين في المشاركة السياسية بفعالية”.

واعتبر بودن، أن “ما يساعد على تصاعد وتيرة هذه الثقافة المدمرة هو ثقل المناصب والمقاعد ومراهنة عدد من الفاعلين الحزبيين على لفت الانتباه والإثارة، بدل المضمون والمبادرة، المتأمل لردود الفعل على وسائط الإعلام و التواصل الاجتماعي يلاحظ حجم رفض تحول الصراعات داخل الاحزاب إلى لغة تواصل”.

تسابق لخلافة بنشماش على رأس الأصالة والمعاصرة…

يشتد في الفترة الأخيرة التنافس بين قيادات بارزة لحزب الأصالة والمعاصرة، التي تطمح إلى امتطاء كرسي القيادة، بعد الفشل الذريع الذي سُجّل في فترة أمينه الحالي في تدبير شؤون الهيئة السياسية.

هذا ويرغب مصطفى الباكوري، رئيس جهة الدار البيضاء سطات، في العودة إلى قيادة الحزب، بالرغم من كونه لم يكشف ذلك بشكل علني؛ غير أن تحركاته داخل المجموعة التي وقعت “نداء المسؤولية” تؤكد ذلك.

ويحظى الباكوري بدعم كبير من لدن قيادات بارزة بالحزب، خصوصا المؤسسين له، إلى جانب كون الرجل شخصا توافقيا.
من جهة أخرى عبر العديد من قيادات الحزب عن رغبتهم في عودة محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام السابق، إلى قيادة الحزب، معولا في ذلك على الأعضاء المنتمين إلى الصحراء من أجل دعمه في هذا السباق.

بدوره دخل عبد اللطيف وهبي، القيادي المثير للجدل، على خط المنافسة للوصول إلى الأمانة العامة، إذ تشير بعض المصادر إلى أنه يعتزم الترشح أيضا لهذا المنصب.

الشبيبة الاستقلالية: مساعي لطي صفحة الخلافات …

بعدما شهد الاجتماع، الذي عقده المكتب التنفيذي للشبيبة الاستقلالية الاثنين الماضي، قد شهد توترا سرعان ما تطور إلى اعتداء جسدي على خلفية رغبة ولد الرشيد في السيطرة على تنظيمات الحزب، خاصة الشبيبة الاستقلالية، التي تعتبر من أهم التنظيمات الحزبية، حيث عرف اللقاء مواجهة بين نجل ولد الرشيد والأمين العام للحزب.
ويشرف القيادي والبرلماني رحال مكاوي، على الخروج بتوافقات حول تاريخ المؤتمر وتوزيع حصص عضوية المجلس الوطني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق