شرق أوسط

الامم المتحدة تؤكد أن الانسحاب من موانئ الحديدة يسير “وفق الخطط الموضوعة”

ـ دبي ـ أكّدت بعثة الامم المتحدة في الحديدة غرب اليمن الاحد، أن عملية “إعادة الانتشار”التي تنص على انسحاب المتمردين من موانئ المحافظة تسير “وفقا للخطط الموضوعة”، رغم الشكوك التي أبدتها السلطة المعترف بها.

وعلى الأرض، قال مراسل لوكالة فرانس بعد جولة قرب ميناء مدينة الحديدة، إنّه لم يشاهد أي حركة لآليات عسكرية على الطريق المؤدية للميناء الحيوي، وأن نقاط التفتيش التي يقيمها المتمردون الحوثيون مستمرة في تفتيش السيارات.

وتابع ان المدينة لم تشهد منذ السبت أي اشتباكات بين القوات الحكومية المتمركزة عند أطرافها الشرقية والجنوبية، والمتمردين الذين يسيطرون على الغالبية العظمى من مناطقها منذ 2014، كما ان هدير الطيران سمع لآخر مرة ظهر السبت.

من جهته، أفاد نائب مدير الميناء يحيى شرف الدين في اتصال مع فرانس برس عبر الهاتف ان “الحركة طبيعية في الميناء، والسفن التي تحصل على تصريح تفرغ حمولتها”، متجنبا الخوض في التفاصيل العسكرية.

وفي بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه، قالت بعثة الامم المتحدة في الحديدة “مضى اليوم الأول من إعادة انتشار قوات أنصار الله (الحوثيين) من الموانئ الثلاث الحُديدة والصليف ورأس عيسى، وفقا للخطط الموضوعة”.

وتابعت “جرت مراقبة الموانئ الثلاث في وقت واحد من قبل فرق الأمم المتحدة عند خروج القوات العسكرية من الموانئ وتولى خفر السواحل مسؤولية الأمن فيها”، مشيرة إلى ان الأيام التالية ستركّز على إزالة المظاهر المسلحة والالغام.

وستقوم البعثة بإجراء “تحقيق رسمي” لعملية انسحاب المتمردين من الموانئ الثلاثاء.

 “خطوة اولية” 

وكان المتمردون أعلنوا السبت بدء تنفيذ “الانسحاب الاحادي الجانب”، مؤكّدين أنه يأتي نتيجة لرفض القوات الموالية للحكومة تنفيذ اتفاق تم التوصل إليه في السويد في كانون الاول/ديسمبر الماضي.

وكتب القيادي في صفوف الحوثيين محمد علي الحوثي على تويتر الاحد “نشكر الاخوة من أبناء القوات المسلحة والامن، الذي كان لهم شرف الدفاع عن الوطن بالموانئ الثلاث، على سلاسة اعادة التموضع”.

ونصّت اتفاقات السويد على وقف لاطلاق النار في محافظة الحديدة، وسحب جميع المقاتلين من ميناء مدينة الحديدة والميناءين الآخرين في شمال المحافظة، ثم انسحاب الحوثيين والقوات الحكومية من كامل مدينة الحديدة، مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته.

لكن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا اتّهمت المتمردين الحوثيين ليل السبت الأحد بمواصلة “التلاعب”، وتحدّثت عن “مسرحية مكرّرة” تتمثل بتسليم الموانئ، مشيرة إلى ان المتمردين يسلّمون الأمن إلى عناصر تابعين لهم بلباس مدني.

وأكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني في تغريدة على موقع تويتر أن هذا “يكشف عن استمرار (الحوثيين) في التلاعب والتملص من تنفيذ بنود اتفاق السويد”.

وقال موظف في إدارة موانئ الحديدة لفرانس برس عبر الهاتف الاحد مفضّلا عدم كشف هويته “لم يتغير أي شيء، الأشخاص انفسهم بقوا في أماكنهم. انّها مسرحية”.

ورغم ذلك، أكّد مايكل لوليسغارد، رئيس “لجنة تنسيق إعادة الانتشار” التي تضم ممثّلين للطرفين وتقودها بعثة الامم المتحدة، أنّه “يتعين أن يُنظر الى هذه الخطوة الأولية بوصفها الجزء الأول من المفهوم المتفق عليه للمرحلة الأولى من عمليات إعادة الانتشار الأوسع في الحُديدة”.

وتابع بحسب بيان بعثته ان الحكومة اليمنية أعربت عن التزامها “تنفيذ الجزء الخاص بها من المرحلة الأولى عند طلب الأمم المتحدة ذلك”، في إشارة إلى الانسحاب من مدينة الحديدة.

ولم يعلّق التحالف العسكري بقيادة السعودية والامارات، الذي يدعم القوات الحكومية، بعد على اعلان الحوثيين الانسحاب من الموانئ.

تسليم أو تعليق؟

تدور الحرب في اليمن بين المتمرّدين المتهمين بتلقي الدعم من إيران، والقوّات الموالية للحكومة، منذ 2014، وقد تصاعدت مع تدخّل التحالف في آذار/مارس 2015 دعمًا للحكومة المعترف بها دولياً.

وتسبّب النزاع بمقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم عدد كبير من المدنيين، بحسب منظمات إنسانية مختلفة.

ولا يزال هناك 3,3 ملايين نازح، فيما يحتاج 24,1 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي السكان، الى مساعدة، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم حاليًا.

وأحيت اتفاقات السويد آمالا بسلام قريب في أفقر دول شبه الجزيرة العربية، لكن البطء في تطبيق الاتفاقات والاتهامات بخرق وقف اطلاق النار في الحديدة، يؤشّران إلى أنّ الحل لا يزال بعيدا.

ويقول محلّلون أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت خطوة المتمردين في الحديدة تشكّل تقدّما حقيقيا.

ورأى الباحث الزائر في معهد “تشاتام هاوس” فارع المسلمي أن الاتفاقية التي تم توقيعها في السويد “صعبة التنفيذ أصلا لان الخطوط فيها عامة جدا وكل طرف يفسرها على هواه”.

وقال لفرانس برس “بشكل عام، سيظهر في الأسبوعين المقبلين إن كان هناك تسليم أو مجرد تعليق آخر”.

من جهته، رأى آدم بارون الخبير في الشؤون اليمنية في “المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية”، أن انسحاب المتمردين الحوثيين يمثّل “اختراقا محتملا”، لكنه حذّر من ان “الثقة بين الجانبين شبه معدومة، وهذا أمر يواصل إعاقة أي جهود لحل النزاع”.

وأضاف “حتى لو تم تطبيق الاتفاق، فإن هذا مؤشر الى تقدم في جانب واحد وجهة واحدة من النزاع. من المهم أن نتذكر أن اليمن ليس الحديدة”.

ومن المقرّر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا حول الحديدة الأربعاء. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق