العالم
مجلس الأمن قلق من استمرار “تدهور الوضع” في منطقة الساحل
ـ نيويورك ـ عبر مجلس الأمن الدولي في بيان مساء الخميس، عن قلقه من “استمرار تدهور الوضع الأمني والإنساني” في منطقة الساحل بدون أن يرد على دعوة وجهها وزير خارجية بوركينا فاسو إلى تشكيل “تحالف دولي” لمكافحة الإرهاب والإجرام في هذه المنطقة.
وقال وزير الخارجية البوركيني الفا باري خلال جلسة لمجلس الأمن، إن الإرهاب والجريمة المنظمة “يجب أن تتم معالجتهما بدرجة التصميم نفسها التي سادت في العراق وفي أفغانستان”.
وأضاف باري الذي كان يتحدث باسم مجموعة الخمس لدول منطقة الساحل (بوركينا فاسو والنيجر وتشاد وموريتانيا ومالي) أن البلدان الخمسة “لن تنجح في ذلك بمفردها”. وتحدث عن “كفاح من أجل بقائها”، مذكّرا بحوادث الأسابيع الأخيرة من خطف فرنسيين إلى عمليات قتل في كنائس ومقتل 28 جندياً في النيجر الثلاثاء…
وتابع وزير خارجية بوركينا فاسو أنّه في الساحل “تبقى الجماعات الإرهابية (…) قوية (…) والتهديد يمتد إلى كل الأماكن”.
وأكد أن مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل “مسؤولية جماعية”، معتبرا أنه “آن الأوان لينظر المجتمع الدولي في إنشاء تحالف دولي”.
وبدون أن يرد على هذا الطلب، عبر مجلس الأمن في بيان صدر مساء الخميس عن “قلقه العميق من استمرار تدهور الوضع الأمني والإنساني في منطقة الساحل”.
وأكد المجلس “إرادته في المساهمة في منع أي زعزعة جديدة للاستقرار” في بوركينا فاسو، وخصوصا في مناطقها الحدودية، كما ورد في البيان الذي أقر بإجماع الدول ال15 الأعضاء.
وخلال الاجتماع، طالب ألفا باري الأسرة الدولية بإظهار “موقف واضح بما يخص حل الأزمة الليبية”، مؤكدا أن ليبيا “تبقى ملاذا لإرهابيين ومجرمين من شتى الأنواع”.
معارضة أمريكية
قالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون إفريقيا بينتو كيتا أيضا إن “قوة مجموعة الساحل المشتركة ليس بمقدورها أن تتحمل وحدها عبء المعركة ضدّ الإرهاب وتأمين استقرار المنطقة”.
وطلبت من مجلس الأمن توسيع الدعم اللوجستي الذي تقدّمه الأمم المتحدة إلى هذه القوة التي أطلقت رسمياً قبل عامين ولكنّها لا تزال تعاني نقصا في المعدات وقصورا عملانيا.
وترفض الولايات المتحدة التي تفضل معالجة على أساس العلاقات الثنائية، أي مشاركة أوسع من قبل الأمم المتحدة لدعم هذه المجموعة المتعددة الجنسية والتي تضمّ خمسة آلاف عسكري.
وكرر نائب المندوب الأمريكي جوناثان كوهين أنّ “المساعدة الثنائية هي أفضل وسيلة لمساعدة هذه القوة”، موضحا أنّ المساعدة الأمريكية إلى الدول المعنيّة تصل إلى 111 مليون دولار.
ومثل فرنسا، اعترف الدبلوماسي الامريكي بأنّ “الظروف الأمنية تستمر في التدهور” في منطقة الساحل وأنّ “انعدام الأمن يؤثر على مجمل غرب أفريقيا”.
غير أنّه انتقد في الوقت نفسه توجهات داخل مجلس الأمن لتعزيز مشاركة الأمم المتحدة في المنطقة، بما في ذلك ما يتعلق بالدعم اللوجستي الذي كان في الأساس مطروحاً كـ”تدبير موقت”.
من جانبه، اعتبر السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر أنّ الوضع “يمثّل خطراً غير مسبوق على استقرار غرب افريقيا بأكمله”.
لكنّه دعا في المقابل إلى “تعزيز الدعم المتعدد الطرف” لمجموعة الساحل “عبر إصدار تفويض متين” من قبل الأمم المتحدة “وتنفيذ حزمة إجراءات لوجستية”.
وعبر نائب المندوب الروسي دميتري بوليانسكي عن الموقف نفسه لناحية التدهور الشديد للأوضاع، وأعلن أنّ روسيا لا تعارض “تمويلا للقوة المشتركة يأتي من الموازنة العادية للأمم المتحدة”. (أ ف ب)