ـ القاهرة ـ من شوقي عصام ـ قال إقتصاديون مصريون، إن ما حققه الجنية المصري من أرتفاع أمام الدولار، وكسر الجنية لحاجز الـ 17 لأول مرة منذ عامين، يوضح مدى نجاح الإجراءات الإقتصادية التي أعطت تطمينات للمستثمرين المصريين والأجانب، أسواق السياحة المهمة في العالم، وجاءت باطمئنان لتوجيه المصريين لأموالهم من الخارج إلى البنوك المصرية.
وأوضح إقتصاديون مصريون، إن الجنية في الطريق للانخفاض متوقعين أن يصل إلى 14 جنية مع نهاية العام الجاري على أقل تقدير، وأن الانخفاض أكثر من ذلك متوقعا في ظل ما يقدم من تقارير ايجابية إقتصادية دولية من مؤسسات التصنيف الإئتماني في العالم، والتي تتحرك من خلال ما ترصده من واقع.
وفي هذا الأطار، قال أستاذ الإقتصاد السياسي، د. كريم العمدة، إن ما حدث من كسر الجنية للانخفاض عن الـ 17 جنية قائم على عوامل توضح أن الجنية يسير في طريق الارتفاع أمام الدولار مشيرا إلى أن هناك عدة عوامل ساقت الجنية للأرتفاع محليا على رأس تلك العوامل التدفقات المالية من المصريين بالخارج، والتي وصلت إلى معدلها القياسي في الـ 6 أشهر الماضية.
وأشار العمدة إلى أن مصر حققت ارتفاع كبير في تدفق الاستثمارات الاجنبية على المستويات العربية والأوروبية بعد نشاط في مؤتمرات الترويج الاستثماري والاجراءات الاقتصادية، فضلا عن أنها أصبحت سوقا أمنا، وذلك واضحا من خلال التقارير الدولية، لاسيما تقارير صندوق النقد الدولي التي يعتمد عليها من جانب الكيانات الإقتصادية الكبرى في توجيه أموالها.
ويرى أستاذ الإقتصاد والخبير المصرفي، د. علي الأدريسي، أن انخفاض الدولار أمام الجنية بهذا الشكل يفتح الباب أمام طريق أرتفاع الجنية بأشكال غير متوقعة نهاية هذا العام مشيرا إلى أن الاصلاحات الإقتصادية عندما تم اتخاذها، كان معروفا أن انخفاض الدولار أمام الجنية سيكون أحد النتائج، وما حدث من انخفاض تدريجي يوضح مدى التحرك الايجابي للأجراءات الإقتصادية التي انطلقت منذ عامين.
وأوضح الأدريسي أن المحك الحقيقي لانخفاض الدولار أمام الجنية، سيكون مع الموازنة الجديدة في شهر يوليو/تموز القادم، الأمر الذي سيوضح مع استكمال بقية الاجراءات الإقتصادية في حزمتها الأخيرة، مشيرا إلى أن الحكومة اتخذت تحدي كبير بالاجراءات الإقتصادية، وكان هناك تفاهم من جموع المصريين بالوضع الاقتصادي الصعب الذي يتطلب تحمل تلك الأجراءات، وهو ما تم بالفعل، لاسيما مع اتخاذ الحكومة عمليات لضبط الدعم وتوجيهه لمحدودي الدخل، وتوفير برامج رعاية إقتصادية للمحتاجين.
وتابع “هناك عوامل حركت الجنية بهذا الأرتفاع، منها زيادة تدفقات المصريين من الخارج، وزيادة الحركة السياحية لاسيما مع موسم الشتاء الذي حقق زيادة كبير في اقبال السائحين من دول تعتبر منعشة لأسواق السياحة في العالم، وأيضا التقارير الايجابية الاقتصادية من أكبر مراكز التصنيف الائتماني في العالم التي أعطت مساحة كبير من التطمينات للاستثمار الأجنبي”.