ـ القاهرة ـ من شوقي عصام ـ في شهر رمضان بمصر، تكثر العزومات خارج المنازل، وأيضا الافطار الجماعي للأسر والعائلات في العديد من المطاعم الشهيرة، ولكون الشهر الكريم مناسبة دينية وتراثية، يكون الاقبال بشكل كبير على المطاعم الشعبية أو التي تقدم مأكولات تعكس المطبخ المصري عن المطاعم الراقية في الفنادق أو على النيل.
الاقبال على المطاعم الشعبية الشهيرة ليس لكونها أرخص ماديا على سبيل المثال، بل بالعكس كثيرا ما تكون هذه المطاعم ذات أسعار أعلى في فاتورتها النهائية عن المطاعم الراقية، ولكن نوعية الأكل البلدي أو المصري التراثي تكون فاتحه للشهية بشكل أكبر عن المطاعم الأخرى بالإضافة إلى ما يقدم على الجانب الأخر من مشروبات ومقبلات رمضانية.
هناك العديد من المطاعم التي تكون مكتظة في الشهر الكريم بشكل غير معقول، وهي مطاعم ذات شهرة كبيرة ومزدحمة أيضا في الأيام العادية ولكن ليس بهذا الشكل.
فمن أهم هذه المطاعم نجد “البرنس” في قلب الحي الشعبي إمبابة، وهو مطعم تتسع طاولاته لـ 500 فرد، ولكنه في شهر رمضان يفترش الشارع بالطاولات، ومع ذلك تفاجئ بأن مع مدفع الافطار يكون هناك أعداد في قائمة الانتظار تقف بالشارع أكبر من الجالسين في الداخل، في انتظار خلو الطاولات لتناول الطعام، لدرجة أنه في بعض الأحيان يظن الغرباء أن الواقفين ينتظرون مائدة الرحمن، ولا يتصور أحد أن التكلفة لكل 4 أفراد يتناولون الافطار في هذه المطعم تتراوح بين ألف إلى ألفين جنية..
ويقدم البرنس مجموعات من طواجن اللحوم والفتة بالكوارع وأنواع لحوم الموز، وأيضا مأكولات الجريل بين اللحوم والسجق والكبدة، ومكرونات مختلفة الأنواع، فضلا عن مشروبات السوبيا والتمور، فضلا عن المقبلات التي يهتم بها المتوافدين على طاولاته.
وقريبا من هذا الشكل، وفي الحي الشعبي المقابل على الضفة الأخرى من النيل لإمبابة، يوجد مطعم “صبحي كابر” في حي روض الفرج الذي حقق شعبية كبيرة، وأحيانا يتم الجلوس فيه للابتعاد عن قائمة الانتظار بالواسطة.
وهو أيضا يعتمد على الطواجن ما بين الخضروات والفريك والموز والعكاوي، وأصناف أخرى من الممبار المحشي وسجق اللحوم والحمام، وأيضا يتمتع بمقبلات شهية بالإضافة إلى قسم خاص للعصائر، ويعتبر “كابر” أقل قليلا في الأسعار من “البرنس” في إمبابة.
“كابر” منذ عام تقريبا، كان عبارة عن مطعم في حي شعبي، فهناك مربع سكني بالكامل في شبرا كانت شوارعه مغلقه بالطاولات وجميع المحال تابعه له، وجميع سكان الحي يعملون في هذا المطعم، وكانت تقدر الطاولات المنتشرة للطعام بـ 300 طاولة، ولكن في عام 2018، قام بشراء مركز تجاري مكون من 4 أدوار على مساحة 4 الأف متر، ليكون هو المطعم، ومع ذلك مازالت تعاني قوائم الانتظار.
ومن المطاعم المهمة في الافطار الرمضاني في مصر، مطعم بيبو في حي الساحل الشعبي المجاور لحي شبرا، وهو معروف باللحوم المحمرة والطواجن والسلطات وكأولات الكوارع، وعلى الرغم من أن بيبو حاول الانتشار في مناطق أخرى مثل مدينة السادس من أكتوبر والتجمع الخامس إلا أنه فشل في ذلك ليعود إلى مقره الشعبي في حي الساحل يأتي له زبائنه المعتادين على تناول الأطعمة عنده، فضلا عن أقبال الأجانب من الجنسيات الأوروبية والاسيوية بشكل ملحوظ عن أي مطعم أخر.