السلايدر الرئيسيتحقيقات
معانتهن لا تنهي بفقد أزواجهن…أرامل شهداء غزة يقعن في حيرة الزوج الأخر أو تربية الأبناء
محمد عبد الرحمن
– غزة – تواجه أرامل الشهداء في قطاع غزة مشكلة كبيرة بعد استشهاد أزواجهن، تتمثل بإجبارهن على الزاوج من شخص أخر، وخاصة شقيق زوجها لاحتواء الأبناء والحفاظ عليهم، وبالمقابل هذا الظن الحسن قد لا يكون بمحله في حالات عدّة، فيقع الأبناء في مشاكل نفسية تحتاج أحياناً لعلاج نفسي.
وفي حال رفض الأرملة الزواج من شقيق زوجها تتعرض لمضايقات كبيرة من عائلته، مثل إجبارها على ترك أبنائها، وقد يصل الأمر إلى التنازع على حضانة حضانتهم ورفع شكاوى قضائية في المحاكم.
أم أحمد (36 عاماً )،إم لثلاثة أطفال والتي فضلت عدم الإفصاح عن اسمها بالكامل تقول لـ””: “حين استشهد زوجها، بدأت بالوحدة والانكسار والفراغ الكبير الذي تركه بعد رحيله، قالت: “غياب زوجي وضعني أمام واقع مرير ألا وهو تحمل المسؤولية ومشاق الحياة ونظرات المجتمع”.
تأثير سلبي
وتضيف: بعد انتهاء فترة العزاء بدأوا بطرح الموضوع وكنت أقابلهم بالرفض حتى جاءتني زوجته وطلبت منّي الموافقة بحجة الحفاظ على الأبناء، وافقت بعد عام وكان كل همي أبنائي. لكن مع مرور الأيام، أصبحت زوجته الأولى تفتعل لنا المشاكل، واستمر هذا الحال لعامين ونصف العام وأثر سلباً على نفسية أبنائي، وهذا ما دفعني إلى طلب الانفصال عنه.
وتتابع: بعد طلبي الانفصال عنه هددوني بحرماني من أبنائي وأخذهم مني، لذلك تراجعت عن القرار الذي اتخذته، من أجلهم لأنهم قطعة من روحي، فتحملت كافة المضايقات وبقيت على ذمته.
أم محمد (38عاما) استشهد زوجها خلال حرب عام 2008_2009، تركها تكمل المشوار وحدها. وتقول ” كانت الحياة في وجوده أهون كثيراً علي، لم أكن أتوقع أن أفقده.
ضغوطات
وتقول “هناك ضغوطات كبيرة لكى أتزوج شقيق زوجي، فهو متزوج ولديه خمسة من الأبناء أنا كنت اعتبره طيلة الوقت كأخ لي، كما أني احتفظ بعلاقات جيدة مع زوجته، فلا أستطيع أن أصبح زوجة ثانية لزوجها، لان هذا سيجعل العلاقات داخل البيت متوترة دوماً”.
معاملة سيئة
وتضيف: بعد رفضي زواج شقيق زوجي تعرضت للكثير من المشكلات من سوء معاملة أهل زوجي لي ولأبنائي، واتهامهم لي بالتقصير وعدم الحرص، إلى جانب محاولتهم الاستيلاء على الراتب الذي أحصل عليه من جمعية الشهداء، وقطيعتهم لنا، وتدخلهم بطريقة غير مقبولة في تربية الأبناء”.
ويقول أستاذ علم الاجتماع الدكتور درداح الشاعر”: “يجب السعي لتغيير النظرة الدونية التي تعطيها بعض المجتمعات للنساء الأرامل، من خلال منابر الثقافة في المجتمعات المسلمة، كالدروس وخطب الجمعة وتخصيص حلقات فضائية لمناقشة هذا الأمر، ومن خلال طرح الموضوع في الجرائد والمجلات ومواقع الإنترنت وغيرها من وسائل الإعلام”.
إنشاء جمعيات خاصة
ويؤكد على ضرورة إنشاء جمعيات خاصة برعاية زوجات الشهداء، بحيث تجمع البيانات في المدن وتضع خطة للقيام برعاية الأرملة وكذلك دعم المجتمع المدني برعاية الأرملة من خلال مشاريع التزويج لمن شاءت، أو من خلال مشاريع تنموية للإنفاق.
ويرى أن زواج زوجة الشهيد من شقيق زوجها يجب أن يكون أمراً هي تقرّره. أمرٌ “بالأساس عائد لها ولرغبتها، ولا يجوز إجبارها أو تهديدها بأخذ أبنائها منها إن لم توافق عليه”. إذ يؤكد على أنها الأقدر على تحديد مصلحتها ومصلحة أبنائها إن كانت بالزاوج ـ خاصة إذا كانت صغيرة السن ـ أو بالبقاء على تربية أبنائها.
قبول الواقع
وعن مستقبل هذا الزواج إن تمّ بالإكراه، يقول شبير “إنه غالباً ما يستمر إما لخضوع الزوجة وسكوتها حفاظاً منها على عائلتها وتفادياً لتفكك أسري ستلحق بها تبعاته، أو لخوفها من نظرة المجتمع إليها وملاحقته لها في حال لم تتزوج من الشقيق أو طلبت الطلاق منه لاحقاً. ما يضطرها إلى تقبل الأمر الواقع والتعايش معه رغم مرارته”.