السلايدر الرئيسيشرق أوسط
ماذا ستفعل دول الخليج مع المعارضة الإيرانية بعد تبنيها مصطلحات فارسية؟
سعيد سلامة
ـ لندن ـ من سعيد سلامة ـ تجمع “مجاهدي خلق” و”المجلس الوطني للمعارضة الإيرانية”، المعارضين لنظام الملالي في إيران، علاقات مباشرة وتعاون مع شخصيات بارزة في دول الخليج العربي في أطار ما ترابطهما على هدف واحد ضد النظام في طهران، ودائما ما تعمل المعارضة في الخارج على تجنب بعض المصطلحات التي قد تغضب جهات خليجية، وأبرز هذه المصطلحات تسمية الخليج العربي بالخليج “الفارسي” من جانب المعارضين الإيرانيين، الأمر الذي يجعل دائما أي حد لمسؤول في المعارضة الإيرانية أو أي بيان صادر عن المعارضة، يكون فيها ذكر كلمة “الخليج” فقط دون ذكر “العربي” أو “الفارسي”.
سقطة وقعت فيها المعارضة الإيرانية في بيانها الأخير، عندما ذكرت “الفارسي” عند الحديث عن “الخليج”، الأمر الذي يبدو أنه جاء في غفله، توضح ما بداخل المعارضة الإيرانية بامتلاكها نفس قناعات نظام “ولاية الفقية” في طهران، وأن الاختلاف فقط بينهما لا يتعلق بأفكار أو أطروحات، ولكنه صراع عن السلطة.
وهذه السقطة تعني أيضا، أنه في حالة وصول المعارضة الإيرانية إلى السلطة، وهو أمر مستبعد في ظل عدم امتلاكها الشعبية القوية في الخارج،وأنها ليست أكثر من معارضة مؤتمرات في الخارج، فأنها ستتمسك بما يراه كل إيراني بأن الخليج ليس عربيا.
المعارضة قالت في بيانها الأخير “في حين أن الوجود العسكري الأمريكي في الخليج الفارسي يتوسع، فإن نظام الملالي الغارق في مستنقع الاتفاق النووي يبحث عن مفر له في تصديه للمجتمع الدولي. ويتشبث بكل محاولات جنونية”، فهنا وقع المكتب الإعلامي للمعارضة الإيرانية في فخ يبتعدون عنه دائما، وهو ذكر أن الخليج”فارسي”، فدائما ما تذكر في بياناتهم أو تصريحات مسؤوليهم كلمة الخليج فقط.
الغريب أن بيان المعارضة الإيرانية الذي ذكر فيه كلمة الخليج “الفارسي”، الأمر الذي تنزعج منه الدول العربية لاسيما الخليجية، كان يهاجم البيان النظام في إيران، دفاعا عن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، وهما من تعرضا لأعمال تخريبية من جانب إيران أو أذرع تابعه لها الأسبوع الماضي.
الكثير من الأسباب كانت تجعل المعارضة الإيرانية، تبتعد عن ذكر كلمة “فارسي” مع ذكر كلمة “الخليج”، من أهم هذه الاسباب أن هناك تمويل مباشر للمعارضة الإيرانية غير معلن، سياسيا وإعلاميا من جانب شخصيات في دول الخليج، وبالطبع لا ترغب المعارضة في إغضاب هذه الشخصيات، ودائما ما تلاحق المعارضة الإيرانية بالاشادة بدول الخليج، ليكون السؤال هنا :”هل ما جاء من كلمة فارسي كان سقطة أو خطأ؟!، وهل ستغضب هذه السقطة شخصيات في دول الخليج العربي؟!، أم أن هناك أي تأثيرات مثلا على أشكال التمويل من جانب الشخصيات العربية الداعمه للمعارضة الإيرانية، فكان هناك قصدا بذكر كلمة”الفارسي”؟!