بسام البدارين
الأسوأ فعلا من الاعتداء المنحرف على الطبيبة روان سامي هو محاولات بعضنا “تبرير” الجريمة فكل الاردنيين يعرفون تماما ما الذي يفعله نفر منهم في غرف الطواريء.
وإن كنا جميعا ندرك بالمقابل بأن إشكالية”تدبير سرير” تلخيص لأزمة وطنية لا علاقة لها بالطبيبة ولا بالمنحرف الذي ضربها.
عندما يتعلق الامر بوزارة الصحة التي تقوم بجهد مرعب وتتحمل مسئولية عملاقة يكفي ان نعرف الطريقة التي اقيل بموجبها الوزير الاخير وقفزت بالجديد لكي نفهم بأن الحكومة “غير جادة” حتى في مشروخة “تحسين خدمات القطاع العام” وبان رحلة الإصلاح في البلد أطول بكثير مما نتصور.
“الشقاء” الطبي الذي علق به المواطن الأردني مؤخرا “حجة”على الدولة والحكومات المتعاقبة الفاشلة وليس على الناس.
وضع الأردني رغم الجهود الجبارة في القطاع الصحي الرسمي مثير للشفقة فعلا .
ويثير الشفقة ايضا ان يجد معلق ما في التقصير والقصور مسوغا لضرب طبيب في اي ظرف.
لا اعتقد ان طبيب الطواريء الاردني يعالج عددا منطقيا من البشر كل لحظة .
وقد نكون الشعب الوحيد الذي يظهر شغفا كبيرا في التحلق حول طبيب وهو يعمل وتوجيه الاسئلة له ومضايقته في احلك اللحظات.
عموما يحتاج الجميع لتربية وطنية ودروس في أخلاقيات التعامل سواء أكنا اطباء او مرضى.
وعلى سيرة توقيف الصحفيين أعتقد ان “تمكن ” أي مسئول أمني او مدني يوما من “التدخل” لصالح توقيف صحفي مارس حقه في النقد أخطر بكثير من إيجابية “حق التقاضي”…هنا حصريا الخطورة وملامح الازمة المتواصلة.
الاستهداف واضح للزملاء في محطة “الأردن اليوم” ومحاولة التحكم في غرقة الاخبار والضيوف واضحة وتنتمي للماضي.
وكل التحية للزميل محمد العجلوني ورفاقه وهم يحاولون الدفاع ولو قليلا عن “مساحتهم المستقلة” في النقد المهني البناء.
*المصدر: صفحة الكاتب بموقع “فيسبوك”