ـ تونس ـ من سناء محميدي ـ أعلن وزير السياحة التونسي، روني الطرابلسي، عن وصول 1500 زائر الأحد عبر مطار جربة جرجيس الدولي و1000 زائر آخر عبر مطار تونس قرطاج الدولي، لحضور موسم حج اليهود بمعبد “الغريبة” في جزيرة جربة، وسط استعدادات أمنية كثيفة.
وأفاد الطرابلسي، أثناء مرافقته لوزير الداخلية هشام الفوراتي في جولة لمتابعة الاستعدادات الأمنية لتأمين زيارة معبد “الغريبة” بأن “الحجوزات بالفنادق وعلى متن الطائرات تشير إلى أن جزيرة جربة ستكون ممتلئة في هذه الفترة، ملفتا أيضا إلى أن عددا من النزل أوقفت عمليات الحجز، متوقعا أن يزور ما بين 6 آلاف و7 آلاف زائر معبد الغريبة بجزيرة التونسية ليتضاعف العدد مقارنة بالسنة الماضية.
واعتبر وزير السياحة في تصريح سابق، أن تزامن حجّ الغريبة مع شهر رمضان سيكون رسالة هامة للتعايش السّلمي بين مختلف الدّيانات والأطياف في تونس.
ويتزامن حج اليهود إلى كنيس الغريبة أحد أقدم معابد اليهودية في العالم في هذا العام مع شهر رمضان، وتحتضن جزيرة جربة الاحتفالات السنوية من 19مايو/ايار الى 26 مايو/ ايار وهو ما يجعل تونس وفق مراقبين أرض تسامح تجتمع فيها شعائر المسلمين مع طقوس اليهود الذين يتوافدون في كل عام على البلاد لإحياء طقوسهم الدينية ومن بينها إشعال الشموع وكتابة الأماني على قشور البيض ووضعها في قبو المعبد وشرب نبيذ “البوخا” المستخرج من ثمار التين.
في المقابل، تعمل الأجهزة الأمنية على إتمام آخر استعداداتها تزامنا مع بدء موسم “حج الغريبة”، لتأمين هذه الاحتفالية السنوية.
بدوره، اعتبر رئيس هيئة تنظيم هذه الزيارة، بيريز الطرابلسي، في تصريحات إعلامية إن زيارة اليهود لكنيس الغريبة بجربة هذا العام ستعرف نجاحا كبيرا من شأنه أن يحدد نجاح الموسم السياحي الذي تعتبر مؤشراته هامة، كاشفا ارتفاع عدد الحجوزات الفندقية بأكثر من 30 بالمئة مقارنة بسنة 2018، متوقعا بوافد بين 7 آلاف و8 آلاف زائر من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وغيرها من البلدان بين شخصيات دينية وإعلامية.
ويعتبر كنيس الغريبة الأكبر والأقدم في أفريقيا، وتحج إليه جموع من اليهود كل عام، وتوجد به أقدم نسخة معروفة من التوراة وفق الروايات اليهودية، ويتكون الكنيس من بنايتين كبيرتين الأولى خاصة بالعبادات ويغلب عليه اللون الأبيض والأزرق، ويوجد بداخله بيت الصلاة وهو المكان الذي تؤدى فيه أهم طقوس الزيارة، أما البناية الثانية فتستعمل لإقامة الاحتفالات بالأهازيج والموسيقى التونسية وتوزيع الأكلات التونسية أيام زيارة اليهود.
ويشكل اليهود في تونس أكبر الجاليات اليهودية بالمنطقة العربية، ولكن أعدادهم تناقصت بشكل كبير خلال العقود الأخيرة. فبينما كانوا حوالي مئة ألف نسمة عند استقلال البلاد عام 1956، تضاءل العدد اليوم إلى أقل من ألفي نسمة يقيمون في جربة وتونس العاصمة وبعض المدن الأخرى.