ـ الجزائر ـ من نهال دويب ـ ينتظر الشارع الجزائري خطابًا جديدًا يتوقع أن يلقيه، اليوم الإثنين، قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، خلال زيارته إلى منطقة ورقلة جنوبي الجزائر، حول التطورات السياسية المتسارعة في البلاد.
وفي بيان لها كشفت وزارة الدفاع الجزائرية، الأحد، عن “زيارة عمل مرتقبة لرئيس أركان الجيش الجزائري إلى الناحية العسكرية الرابعة بورقلة، جنوبي الجزائر، يشرف خلالها على تمرين عسكري ويلتقي بالقيادات والكوادر العسكرية”.
وتأتي زيارة رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح بعد غيابه عن المشهد السياسي لأول مرة منذ انطلاق الحراك الشعبي في 22 فبراير/ شباط الماضي، ومنذ انطلاقه يستغل قائد الأركان زياراته الميدانية إلى المناطق العسكرية لإلقاء خطابات تتضمن مواقف المؤسسة من الأزمة السياسية الراهنة التي تشهدها البلاد منذ انطلاق الحراك.
ومن المنتظر أن يرد رئيس أركان الجيش عن موقفه من دعوات فتح حوار مباشر بين ممثلين عن الحراك وفعاليات المجتمع المدني وقوى المعارضة لوضع خطة حل سياسي للخروج من الأزمة التي تشهدُها البلاد.
ووجهت ثلاث شخصيات وطنية وهو كل من الدبلوماسي السابق أحمد طالب الإبراهيمي والعقيد المتقاعد رشيد بن يلس والحقُوقي على يحي عبد النور، دعوة صريحة لقيادة المؤسسة العسكرية من أجل فتح حوار مع ممثلي الحراك الشعبي والفعاليات السياسية المؤيدة له للخروج من الأزمة التي تتخبط فيها البلاد منذ شهر فبراير الماضي.
وفي سياق متصل دعت 46 منظمة وجمعية جزائرية، الأحد، قيادة المؤسسة العسكرية إلى فتح حوار مع الطبقة السياسية والمجتمعية من أجل إيجاد حل توافقي للأزمة، وعدم إجراء انتخابات الرابع من يوليو/ تموز، التي دعا إليها الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح.
وعشية الخطاب المرتقب لقائد المؤسسة العسكرية، بعث رئيس الدولة الجزائرية المؤقت عبد القادر بن صالح برسالة إلى طلبة بلاده في ذكرى عيدهم الوطني 19 مايو /آيار 1956، وقال إن ” بلاده تعيش مرحلة تبشر بآفاق واعدة في مستقبل عنوانه الكفاءة والاستحقاق ” في تلميح منه إلى ذروة الحراك الشعبي المناهض لاستمرار سياسات الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
وأكد بن صالح في رسالته التي لم تتضمن إي إشارة للانتخابات الرئاسية المقررة يوم 4 يوليو / تموز القادم، أن ” مستقبل الجزائر سِمتُه المثابرة والعطاء للوطن، وتعود فيه الكلمة للشعب السيد لاختيار حكامه في ظل ضمانات حقيقية لمنافسة نزيهة وعادل “.
وعبّر عن رغبته بأن “يرسي دعائم حكم راشد، ويوطد دولة الحق والقانون، ويعزز المشاركة المجتمعية، ويأخذ بيد الشعب إلى عهد جديد في مسيرته الحضارية والتنموية نحو الرقي والازدهار”.
ويتواصل الغليان في الشارع الجزائري، حيث خرج الآلاف من الطلبة الجزائريين، الأحد، في العاصمة الجزائر ومدن أخرى، بمناسبة اليوم الوطني للطالب، لدعم مطالب الحراك الشعبي ورفض استمرار رموز نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في الحكم، ورفض تنظيم الانتخابات الرئاسية تحت وصاية حكومة نور الدين بدوي.
وردد المتظاهرون شعارات عديدة على غرار “ماكانش انتخابات يا العصابات” أي “لا انتخابات أيها العصابات”، في إشارة إلى رئاسيات 4 تموز/ يوليو المقبل.