أوروبا
مارين لوبن تستعد للانتخابات الأوروبية بحماس شديد
ـ باريس ـ بعد نحو سنتين على هزيمتها أمام ايمانويل ماكرون في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية، تستعد زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن اليوم للانتخابات الأوروبية المقررة الأحد المقبل بحماس شديد.
وقالت في مقابلة مع فرانس برس جرت الأسبوع الماضي في مكتبها داخل الجمعية الوطنية بعد انتخابها عضوا عام 2017 “كل شيء تغير”.
وأضافت “قبلا كنا وحيدين جدا على الساحة الأوروبية، لم يكن معنا أحد للعمل على تغيير هذا الاتحاد الاوروبي من الداخل، لم يكن لدينا حلفاء. لكن وخلال بضعة أشهر فقط، برزت على الساحة العديد من القوى السياسية وبشكل ملفت”.
ووضعت لوبن على مكتبها كتابا يحمل عنوان “مئة سؤال وسؤال حول الاتحاد الاوروبي”.
ومنذ 18 شهرا دخل العديد من الأحزاب التي تتشاطر معها مواقفها المناهضة للهجرة وللاتحاد الاوروبي، حكومات بلدان مثل ايطاليا والنمسا مع تسجيل تقدم في برلمانات أخرى في برلين وستوكهولم وحتى مدريد.
وفي فرنسا تمكن ايمانويل ماكرون مع حزبه الناشئ “الجمهورية الى الأمام” من منع اليمين المتطرف والشعبوي من الوصول الى سدة الرئاسة عام 2017 ما أثار مرارة لدى الجبهة الوطنية في تلك الفترة.
ومنذ تلك الفترة عمل حزب الجبهة الوطنية على إعادة صقل واسعة، فعدل اسمه ليصبح “التجمع الوطني” وأدخل تغييرات على أنظمته الداخلية متخليا عن فكرة الخروج من الاتحاد الاوروبي (فريكست) ومن منطقة اليورو، داعيا الى تغيير من قلب المؤسسات نفسها.
وأضافت مارين لوبن شارحة هذا التحول “لقد أخذنا بعين الاعتبار ما قاله لنا الفرنسيون. لا يريدون التخلي عن اليورو، لكن لا شيء يمنع من تحسين ما هو قائم”.
ولا تزال لوبن الخمسينية تعتبر أن خصم البارحة لا يزال خصم اليوم، إنه ايمانويل ماكرون، وهي تريد أن تجعل من الانتخابات الأوروبية استفتاء ضد ماكرون.
عن هذا الموضوع قالت لوبن “في حال جاء ايمانويل ماكرون في الطليعة سيحصل على وهم من المشروعية يتيح له الانتقال الى المرحلة الثانية من ولايته الخماسية … وأنا أقول للفرنسيين وأتوسل اليهم … عرقلوا ما يقوم به، لا بل أوقفوه عبر التصويت الى جانب اللائحة الوحيدة القادرة على التقدم على ايمانويل ماكرون”.
ورغم المصاعب التي واجهته فإن ماكرون (41 عاما) استعاد أنفاسه بعد تلاشي تحرك السترات الصفراء، وهو جاهز للدخول في الانتخابات الأوروبية.
معركة متقاربة
وتكشف استطلاعات الرأي أن التجمع الوطني سيحظى بما بين 22 و24% من الأصوات، متقدما بقليل على “الجمهورية الى الأمام” وحليفه الحركة الديموقراطية.
وأفاد آخر استطلاع نشرته الاثنين مؤسسة “ايبسوس غيم تشينجرز” أن التجمع الوطني والجمهورية الى الأمام جمعا النتيجة نفسها تقريبا بحيث حصل الأول على 23،5% مقابل 23% للثاني.
على المستوى الأوروبي فان القوميين من اليمين المتطرف قد يتقدمون خلال انتخابات السادس والعشرين من أيار/مايو، مع أن فضيحة اليمين النمساوي المتطرف قد تفقدهم بضع نقاط. ونتيجة هذه الفضيحة أجبر الرجل الثاني في الحكومة، وهو من اليمين المتطرف، على الاستقالة اثر التداول بشريط فيديو يظهره وهو يتناقش باحتمال تبادل مصالح مع روسيا.
وتعتقد مارين لوبن أن المجموعة المعروفة باسم “أوروبا الأمم والحريات” التي تضم التجمعات اليمينية المتطرفة والقومية على المستوى الأوروبي، ستحصل على ما بين 80 و120 مقعدا من مقاعد البرلمان الأوروبي ال751. لكن استطلاعات الرأي تعطيه المرتبة الرابعة بما بين 70 و80 مقعدا، أي ضعف عدد المقاعد الحالي.
تتابع لوبن “هذا الأمر لم يحصل قبلا، وهو بالتالي تاريخي، لكن الأمور التي ستتغير لن تكون فقط في البرلمان الأوروبي. الشيء الأكيد أن هذه الهرولة المجنونة للاتحاد الاوروبي نحو الفدرالية قد توقفت”.
رغم هذه اللهجة الواثقة من الصعب استبعاد المخاطر السياسية التي قد تواجهها لوبن التي خرجت ضعيفة من الانتخابات الرئاسية الأخيرة إثر حملة اعتبر الكثيرون أنها كانت سيئة.
وتابعت لوبن “من المؤكد أن خيبة أملي ستكون كبيرة” في حال لم تحصل لائحة التجمع الوطني برئاسة الشاب جوردان بارديلا (23 عاما) على المرتبة الأولى.
ففي عام 2014 حصلت الجبهة الوطنية على 25%، هل سيحصل التجمع الوطني اليوم على أقل؟.
ورغم مساعيها المكثفة لتشكيل مجموعة أوروبية تضم القوميين المتطرفين عبر ضم حلفاء أوروبيين لها، فإن نجاحاتها في هذا الصدد بقيت محدودة. (أ ف ب)