السلايدر الرئيسيتحقيقات
جدل في المغرب بسبب مشروع طباعة العملة المغربية باللغة الأمازيغية
فاطمة الزهراء كريم الله
ـ الرباط ـ من فاطمة الزهراء كريم الله ـ أثار قرار مجلس المستشارين بشأن مشروع القانون الأساسي لبنك المغرب، الذي ينص على طبع الأوراق والقطع النقدية باللغتين العربية والأمازيغية جدلاً كبيراً في الأوساط المغربية.
وكان قد أقر المجلس، خلال جلسة عامة تشريعية عقدت الثلاثاء الماضي، بالأغلبية، مجموعة من التعديلات من بينها المادة الـ 57 من مشروع قانون والمتعلقة بتحديد تعاريف الأوراق البنكية وأحجامها وصوريتاها وألوانها وجميع خصائصها الأخرى، حيث تمت إضافة فقرة إليه تنص على الطبع في الأوراق والقطع النقدية باللغتين العربية والأمازيغية كلغتين رسميتين اعتمدتهما الدولة المغربية في دستور 2011.
لكن الحكومة ممثلة في لجنة المالية والتخطيط والتنمية الاقتصادية بالمجلس، رفضت التعديل، مشددةً على أن “تكلفته ستكون باهظة”، وأنه “سيتطلب سحب الأوراق المالية والنقدية من السوق وإعادة طبعها”.
هذا وتباينت ردود الفعل، حيث أن بعض النشطاء يرون في ذلك خطوة لا بأس بها، كبداية لرد الاعتبار إليهم ولهويتهم الثقافية، في حين أبدى آخرون استياءهم من “تعصب” الأمازيغ للغتهم ولأصولهم على حساب هويتهم المغربية.
الكتاني: تضمين تيفيناغ على الاوراق النقدية تضيقا على لغة الإسلام…
في سياق الجدل المثار حول الموضوع، خرج الشيخ السلفي الحسن الكتاني، بتدوينة له على صفحته على “الفيسبوك” والتي كانت أكثر جدلا عندما اعتبر طبع النقود بالأمازيغية تهميشا للغة العربية، وتضييقا على لغة الإسلام والمسلمين.
وقال الكتاني في تدوينته: “في غفلة من الجميع وفجأة سنجد حروف التيفيناغ على أوراقنا النقدية. مزيدا من التهميش والتضييق على لغة الإسلام والمسلمين”.
وعبر عدد من النشطاء الأمازيغ عن استنكارهم لتدوينة الشيخ السلفي، معتبرين أن كلامه مسيء للغة الأمازيغية، في وقت تستعد فيه مجموعة من الفعاليات الأمازيغية للرد على ما جاء على لسان الكتاني، واصفين التدوينة “بالعنصرية”.
أبو حفص: أفكارك بليدة وعنصرية …
ردا على تدوينة الكتاني، خرج الشيخ اليلفي السابق عبد الوهاب الرفيقي، الملقب “أبو حفص”، الذي قال فيها: إن “فكرة تفضيل العرب، أو العربية على سائر الأجناس واللغات برأيي فكرة بليدة، فضلا عن أنها فكرة عنصرية قائمة على قومية وعصبية مقيتة. مضيفا أن الفكرة سخيفة، لأنها قائمة على أنها لغة القرآن، مع أن القرآن لو نزل على الصينيين، لكان بلغة أهل الصين، فهل ستكون الصينية حينئذ هي لغة أهل الجنة وفضلها الله على سائر اللغات”.
واعتبر أبو حفص، أن “الربط بين دين ما ولغة ما، يصح عند الأديان العرقية والقومية، التي لا تقبل بينها من ليس من عرقها، أما وأنت ترى أن الإسلام دين للعالمين، وأنه للعرب والعجم، وأنه لا فرق بين الأجناس والأعراق، ثم تدعي أن العربية لغة الإسلام والمسلمين، وأنها لغة الجنة، فذلك تناقض ما بعده تناقض، مؤكدا أن هذه الفكرة ليست جديدة، بل هي مبثوثة في عدد من كتب التراث، وأن هذه الكتب مشحونة بالعنصرية المغلفة بالدين”.
وأشار عبد الوهاب الرفيقي في تدوينته، إلى أن كتب التراث كانت دفاعا عن العرب بعد اختلاطهم بباقي الأجناس..، فكانت ردة الفعل هذه نابعة من خوف على العرق العربي واللسان العربي من الانحسار، ما أنتج هذا الفقه العنصري، والواقع أن متبني هذا الفكر اليوم يصدرون مثل هذا الخطاب لنفس الأسباب. وقال: إن “العربية سبقت للوجود بهذه المنطقة، وهي جزء لا يتجزأ من هويتنا وتاريخنا وثقافتنا..”، مبرزا “أنه ليس من العيب أن يعتز الإنسان بلغته عربية كانت أو امازيغية أو أي لغة أخرى، ولكن الخطير هو أدلجة اللغة، واحتقار لغات الآخرين كيفما كانت هذه اللغة، فكيف وهي جزء واسع جدا من هويتنا المشتركة”.