العالم

المعارضة التشادية تندد بالدعم الفرنسي ل “نظام مستبد”

ـ نجامينا ـ اتهمت المعارضة التشادية السلطات الفرنسية بتقديم دعم سياسي وعسكري راسخ للرئيس ادريس ديبي، الحليف الاساسي في مكافحة الارهاب في منطقة الساحل، وذلك في موازاة ازدراء بوضع حقوق الانسان، منددة ب “تواطؤ” باريس مع “نظام مستبد”.

ويرى كثير من المراقبين ان الزيارة الاخيرة لوزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الذي يعرف ديبي منذ أمد بعيد ويتحادث معه بانتظام، فاقمت الشعور المناهض لفرنسا الذي بات واضحا في تشاد.

والتقى لودريان الثلاثاء الرئيس التشادي في معقله في مدينة أمجاراس (شرق) وذلك قبل اجتماعه في نجامينا بقائد قوة برخان الفرنسية لمكافحة الارهاب في الساحل.

وكان من المقرر أن يلتقي الوزير الفرنسي أيضا في نجامينا قادة القوى السياسية الممثلة في البرلمان وضمنها المعارضة، وذلك لتأكيد دعمه مجددا لتنظيم انتخابات تشريعية هذه السنة، لكن هذا الاجتماع ألغي.

وأوضح مقربون من الوزير أن الالغاء تم “بطلب من الجمعية الوطنية” التشادية اثر وفاة شقيق للرئيس التشادي، مشيرين الى انه تم التطرق للامر مع الرئيس التشادي.

وقال زعيم المعارضة في البرلمان رومادومنغار فيليكس نيابي (الاتحاد من أجل التجديد والديموقراطية) “نحن نأسف لعدم تنظيم هذا اللقاء، لدينا أمور يجب أن تقال” مطالبا بانتخابات “حرة وديموقراطية وشفافة”.

وتندد المعارضة المقسمة والضعيفة التمثيل، بدعم باريس لنظام “متسلط”.

وكان ديبي وصل الى السلطة باستخدام السلاح في 1990، ولا تزال تشاد تنتظر منذ 2011 تنظيم انتخابات تشريعية. وتم حجب مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك، تويتر، واتس اب) منذ أكثر من عام، رسميا، لدواع امنية.

دعامة في مكافحة الارهاب

قال رئيس اتحاد الديموقراطيين للتنمية والتقدم (معارضة) ماكس كيمكوي “لم تعد العلاقة بين تشاد وفرنسا اليوم علاقة بين دولتين. لقد باتت مسألة صداقة شخصية بين ادريس ديبي والسلطات الفرنسية الحالية”.

وأضاف “أن الرئيس ايمانويل ماكرون رفض لدى مروره بنجامينا الاجتماع بالمعارضة. واليوم يرفض جان ايف لودريان بإصرار لقاء المعارضة الديموقراطية”.

ويرتبط لودريان بعلاقة وثيقة بديبي منذ توليه وزارة الدفاع (2012-2017) في عهد الرئيس السابق فرنسوا هولاند.

والجيش التشادي دعامة لمكافحة التنظيمات الاسلامية المتطرفة في منطقة الساحل، وهو دور يتيح لسلطات جامينا تلميع صورتها والحصول على تمويلات مباشرة وغير مباشرة.

وذكرت مارييل ديبو الباحثة في جامعة باريس نانتير أن “تشاد التي كانت يعتبر بلدا في أزمة، أصبحت في السنوات العشر الاخيرة قوة عسكرية اقليمية معترفا بها. وقام ذلك أساسا على انخراطها في الحرب على الارهاب في المنطقة”.

واضافت “أن قوة ديبي تكمن في جعله من هذا الوضع الامني ورقة للحصول على دعم حلفائه ولجعلهم يغضون الطرف عن تزوير الانتخابات، وممارسات غير ديموقراطية تماما، ووضع اقتصادي واجتماعي فظيع للغاية على السكان”.

شعور قوي مناهض لفرنسا

ولا تتردد السلطات الفرنسية في تقديم الدعم حين يكون النظام التشادي في وضع عسكري صعب.

ففي نهاية كانون الثاني/يناير دخل متمردون تشاديون من ليبيا الى شمال شرق تشاد، وأوقفت تقدمهم غارات جوية فرنسية وقالت باريس حينها إنها ارادت منع “انقلاب”.

وقال جيروم توبيانا الخبير في شؤون تشاد “لقد أقنع ديبي فرنسا بالمضي معه في مغامرة عسكرية يفترض أنها لا تعنيها. وتدخل الجيش الفرنسي اثر رفض الجيش التشادي قتال المتمردين بسبب علاقات قوية جدا، بعضها عائلي ، للمجموعة المتمردة داخل الجيش”.

وكان التدخل الفرنسي موضع انتقاد شديد في صفوف المعارضة والمجتمع المدني في تشاد.

وعلق صالح كيبزابو رئيس الاتحاد الوطني للتنمية والتجديد (معارضة) “قدم الفرنسيون لقصف تشاديين للحفاظ على نظام ديكتاتوري عرف بانتهاكات عديدة لحقوق الانسان”.

وتندد المنظمات غير الحكومية بانتظام بقمع النظام التشادي لناشطي المجتمع المدني (توقيف واحتجاز وتعذيب).

وعلقت مارييل ديبو “هناك تعاظم لشعور مناهض لفرنسا لان الدور العسكري لباريس يشكل أيضا دعما سياسيا مباشرا لديبي الذي أعيد انتخابه في 2016 في اقتراع أثار اعتراضات ومع وجود مشاعر غضب قوية ضده”.

وأضافت “ان الحياة اليومية صعبة جدا على التشاديين مع انهيار أسعار النفط والازمة الاقتصادية. وهناك انقطاع متكرر للتيار الكهربائي في ذروة شهر رمضان، مع فترة جفاف وارتفاع درجات الحرارة”. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق