ـ القاهرة ـ من شوقي عصام ـ تراهن الدولة المصرية في أطار تطوير قطاع السياحة على منطقة المعمورة بمدينة الإسكندرية، لاستعادة رونقها ووضعها على خريطة السياحة العالمية، في ظل ما تمتلكه المنطقة من امكانيات مستقبلية سياحية وترفيهية، وما تمتلكه من تاريخ كواحدة من أهم وأرقى المناطق السياحية في العالم، والتي كانت مقصدا لأمراء وملوك وزعماء العالم حتى منتصف القرن الماضي.
وتعاني منطقة المنتزه من إهمال على مستوى عقود ماضية لاسيما أنها كانت رمانة الميزان لقطاع السياحة والترفيه في الإسكندرية عروس البحر المتوسط.
وكانت منطقة المنتزه هي المقر الصيفي للحكم في مصر في بداية القرن العشرين حيث كانت مقر الملوك في فصل الصيف في عهد الملك فؤاد وابنه فاروق، واستمرت مقر إقامة في الصيف لرؤساء الجمهورية في وقت حكم اللواء محمد نجيب، جمال عبد الناصر، أنور السادات، وكانت في فترة الخمسينات والستينات ملاذا للطبقة الأرستقراطية وأعضاء السلطة والحكم، ولكن وضعها تأثر بعد أن اتجه كبار رجال الدولة والمسؤولين والوزراء إلى الساحل الشمالي كمقر إقامة صيفي.
ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال اجتماع أخير مع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزيرة السياحة، رانيا المشاط، بتطوير وحماية منطقة المنتزه بالإسكندرية ومواصلة عملية التطوير الشامل للمنطقة في إطار تصميم سياحي عالمي يتسق مع مكانتها وقيمتها، ويهدف لرفع كفاءة الخدمات المقدمة بها واستعادة الوجه الحضاري للمنتزه كأحد أهم معالم الإسكندرية، بما يساهم في إعادة إحياء السياحة الشاطئية والتاريخية بالإسكندرية.
وتستهدف عمليات التطوير بالمنتزه أن تعود مقصدا سياحيا عالميا، وأن تكون رهانا كأحد معالم الترفيه في مصر، ولكن هناك العديد من المشاكل سيتم العمل عليها في عملية التطوير
من أبرز تلك المشاكل، المنطقة الشعبية بالمنتزه، والتي تضيف أبعادا عشوائية تحتاج إلى غربلة وإعادة بناء المنطقة بشكل يخرج تلك العشوائيات ويقدم فيها مناطق نموذجية سياحية حديثة تتناسب مع الأساس التاريخي والترفيهي التاريخي المستهدف احياءه.
أيضا من أهم المشاكل، أزمة الكبائن المملوكة للدولة والتي استولى عليها أبناء الوزراء والمسؤولين ورجال السلطة في النصف الثاني من القرن العشرين والتي تم الاستفادة منها وبيعها إلى أخرين، والتي تعتبر جزءا من تراث المنطقة والتي تحتاج إلى إعادة هيكلة مع تصفية وضع ملاكها الحاليين.
وتحتوي منطقة المنتزه على واحدة من أهم وأرقى الحدائق بالعالم، واندر النباتات والأشجار التي تعرضت لإهمال كبير، ويعتبر الاهتمام بها جانب سياحي أخر يعيد للمنطقة رونقها.
مشروع التطوير يحتاج أيضا إلى بناء مجموعة من الفنادق العالمية التي توفر احتياجات التوسعة والتطوير المأمول، لاسيما أن هذه المنطقة بها فندقين فقط خمس نجوم، في حين أن المشروع التطويري المستهدف يتطلب 7 فنادق أخرين.