العالم
باكستاني عايش “طالبان الأمريكي” يشيد بإلافراج عنه: “كان نقيا وايجابيا”
ـ اسلام اباد ـ أشاد باكستاني قضى ستة أشهر مع جون ووكر ليند الملقّب بـ”طالبان الأمريكي” بالإفراج عنه، واصفا إياه بانه “شخص جيّد” شعر باستياء من الوضع في أفغانستان وكشمير والأراضي الفلسطينية.
واعتُبر ليند رمزا لخيانة الولايات المتحدة عندما ألقي القبض عليه ملتحيا وأشعث بينما كان يقاتل في صفوف طالبان في مدينة مزار شريف الأفغانية عام 2001.
وأعاد الإفراج عنه من السجن الخميس، قبل ثلاث سنوات من انتهاء مدة محكوميته البالغة 20 عاما، ذكريات هجمات 11 أيلول/سبتمبر وسلّط الأضواء على مأساة الاجتياح الأمريكي لأفغانستان حيث يدفع المدنيون ثمن الحرب المستمرة.
وأعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عدم ارتياحه للإفراج عنه لكن محامي الإدارة الأمريكية أشاروا إلى عدم وجود طريقة قانونية لإبقائه في السجن.
وقال ترامب للصحافيين “سنراقبه من كثب”.
من جهته، أعرب محمد التماس الذي درّس ليند لستة أشهر في مدرسة إسلامية قرب الحدود الأفغانية في شمال غرب باكستان عن سعادته لدى معرفته بقرار الإفراج عنه.
وقال التماس لوكالة فرانس برس “كان شخصا نقيّا وإيجابيا للغاية”.
وأشار إلى أن ليند قدم إلى المدرسة العربية الحسينية التي كان يعلّم التماس فيها خارج مدينة بانو في كانون الأول/ديسمبر 2000 حيث مكث حتى أيار/مايو أو نيسان/ابريل من العام التالي.
وقال “أراد أن يحفظ القرآن”، متحدثا عن كيفية استماعه الى آيات قرآنية على آلة مسجّلة أو عن تعلمه اللغة البشتوية.
وأشار التماس إلى ان ليند “كان طالبا جيدا وورعا يركز على دراسته. لم أره يوما يجلس مكتوف اليدين. لم يكن مهتما بالرياضة. كان شخصا جديا وملتزما بقضيته”.
وأضاف أن تلميذه السابق كان “يشعر بالاستياء من الوضع في أفغانستان وكشمير وفلسطين”.
وفي ذلك الوقت، انخرط نظام طالبان الذي كان يسيطر على معظم أجزاء أفغانستان في حرب دامية ضد عناصر جماعة “التحالف الشمالي” المتمردة.
وبعد وقت قصير، انضم ليند إلى صفوف طالبان.
وبعد الاجتياح الأمريكي لأفغانستان الذي أعقب هجمات 11 أيلول/سبتمبر، كان ليند بين مئات المقاتلين الأفغان الذين ألقت قوات التحالف الشمالي القبض عليهم في 25 تشرين الثاني/نوفمبر.
وكشف عن هويته الأمريكية لضابطين من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) في مدينة مزار شريف.
وقتل أحدهما ويدعى جوني مايكل سبان في تمرد بالسجن بعد ساعات من استجوابه لليند، ليكون بذلك أول أميركي يقتل في النزاع في أفغانستان الذي أعقب هجمات 11 أيلول/سبتمبر.
“غاية في الشجاعة أو غاية في الغباء”
استذكر سكان مزار شريف الذين كانوا يعرفون ليند الصدمة التي شعروا بها لدى سماعهم خبر إلقاء القبض على الأمريكي أثناء قتاله في صفوف طالبان.
وقال خيبر إبراهيمي أحد سكان مزار شريف “تساءل الناس حينها كيف حدث ذلك”. وأضاف “أعتقد أنه إما كان غاية في الشجاعة وإما غاية في الغباء لينضم إلى طالبان”.
وضمن صفقة إقرار بالذنب في تموز/يوليو 2002، اعترف ليند بتقديمه الدعم لطالبان وحمل الأسلحة والمتفجرات.
وبحسب معظم الشهادات فقد تعلّق بشدة بعقيدته طوال فترة حبسه.
وأفاد تقرير داخلي صدر عن “المركز الوطني لمكافحة الإرهاب” حصل عليه موقع “فورين بوليسي” أن ليند “واصل الدفاع عن الجهاد العالمي وكتابة وترجمة النصوص المتطرفة والعنيفة”.
ولكن لا دليل منشورا علنا يؤكد صحة هذا الاتهام.
وقال التماس لفرانس برس إن ليند كتب له رسائل من السجن وهو أمر لم تتمكن فرانس برس من التحقق منه بعد.
وعندما غادر إلى أفغانستان، ترك بعض مقتنياته في المدرسة مؤكدا أنه سيعود، بحسب التماس.
وقال “ما زلت أحتفظ بهذه الأغراض — حقيبته وكتبه وأحذيته وملابسه ودفاتره”.
وأضاف “كان الناس يسألونني حينها إن كنت أنا من حولته إلى جهادي. كنت دائما أجيبهم أنني حولته إلى التعليم”.
واليوم، سيقيم ليند (38 عاما) في فيرجينيا تحت رقابة صارمة تمنعه من استخدام الانترنت أو الاتصال بأي إسلاميين آخرين.
أما في أفغانستان، فعادت طالبان مجددا إلى الواجهة بينما يتوق المدنيون الأفغان إلى السلام في وقت تبدو الولايات المتحدة متحمسة لإنهاء ما بات أطول حرب في تاريخها. (أ ف ب)