ـ تونس ـ من سناء محميدي ـ دعت الجمعية التونسية للتفكير الإسلامي والشؤون الدينية بفتح تحقيق إداري وقضائي للوقوف على التجاوزات الحاصلة في الحج باعتباره “ملف فساد بامتياز”، بحسب وصفها في نص البيان.
وطالبت الجمعية التونسية في بيانها بضرورة التدخل السريع والحاسم لإنهاء “ما يعرفه الحج من تلاعب سواء على المستوى المالي أو الفكري، إلى جانب غياب التأطير الديني وغياب متابعة وزارة الشؤون الدينية للحجاج أثناء تواجدهم في البقاع المقدسة”، مشددة على ضرورة عرض القائمة المعلنة للحجيج على لجان تحقيق محايدة للتأكد من صحتها.
وفي ذات السياق، دعت الى اعتماد مقياس الأكبر سنا فالأكبر سنا “بما يسمح بالقضاء التام على كل أشكال المحسوبية والفساد والتلاعب بالملفات، لأن اعتماد مقياس الأقدمية الحالي يسمح بالتلاعب بملفات الحجيج”، وفق نص البيان.
الى ذلك، طالبت الجمعية التونسية للشؤون الدينية إلى ضرورة “تهيئة الحجاج وتعريفهم بالمرشدين المرافقين لهم في البقاع المقدسة من الآن، وتكوين المرافقين والمرشدين تكوينا أمنيا إلى جانب تكوينهم العلمي، بما يضمن حماية الحجيج التونسيين من أي تأثير فكري متشدد على الحجاج”.
كما انتقدت الجمعية غلاء تكلفة الحج ، مبينة أن الحج هو “عبادة ليست مجالا للتجارة ولا للمزايدة ولا للمرابحة حتى تتخذها الوزارة والجهات المنظمة له مصدرا للربح غير المبرر”، مؤكدة ضرورة تدخل السلطة التنفيذية لتقدير التكلفة بما لا يضر بطاقة المواطن المالية وفرائضه الدينية، ويحقق تكافؤ فرص الجميع.
وفي سياق متصل، أعلن وزير الشؤون الدينية أحمد عظوم، أن تسعيرة الحج لموسم 2019/1440 قد تمّ تحديدها بقيمة 13,896 دينارًا (2,520 د معلوم تذكرة السفر و11,376 د معلوم الإقامة والخدمات)، مسجّلة بذلك ارتفاعًا بقيمة 2399 دينارًا مقارنة بالسنة الفارطة، موضحًا أن ارتفاع التسعيرة يعود إلى أسباب عديدة في مقدمتها انزلاق سعر الدينار التونسي مقارنة بالريال السعودي.
وبيّن عظوم، أن التوصل إلى تحديد هذه التسعيرة المعلن عنها كان بفضل تضافر الجهود من كافة الأطراف المتدخلة للتقليص في الكلفة الحقيقية للحج والتي قد تتجاوز 15 ألف دينار، مفيدا أن عدد الحجيج التونسيين لموسم 2019 يبلغ 10980 حاجًا تمّ اختيارهم من بين 236662 مترشحًا، ويبلغ عمر أكبر الحجاج سنًا 93 سنة وأصغرهم 24 سنة، وتمثل نسبة الإناث من بينهم 52 بالمئة. ويتضمن الوفد المرافق للحجاج 500 شخص يمثلون كافة الأطراف التي سترعى الحجاج وتتولى الإحاطة بهم والسهر على أدائهم لمناسكهم في أفضل الظروف.