ـ القاهرة ـ من شوقي عصام ـ أربك النادي الأهلي المصري، المشهد العام في مصر، ليس الرياضي فقط، بعد إعلانه الانسحاب من بطولة الدوري في حال عدم استكمال المباريات قبل كأس الأمم الأفريقية، لتأخذ المواجهة المباشرة مع نادي الزمالك الذي سيكون اليوم مع موعد مباراة العودة لبطولة الكونفدرالية الأفريقية التي ينتظرها الجمهور الأبيض على ملعب برج العرب أما نادي نهضة بركان المغربي بعد ان انتهت مباراة الذهاب لصالح الفريق المغربي بهدف نظيف الدقائق الأخيرة الأحد الماضي.
المشهد الذي أزداد تعقيدا لا يتعلق بالرياضة فقط بل يتعلق بمشاهد أخرى كثيرة سياسية وأمنية لاسيما أنه مرتبط بشكل مباشر بالبطولة الأفريقية التي تحتشد ورائها الدولة المصرية سياسيا، وذلك لما للبطولة من أهمية على المستوى العام في ظل ترأس مصر هذا العام للاتحاد الأفريقي، والتأكيد على انها المنقذ الأول لأي أزمة في أفريقيا حتى لو كانت رياضية بعد ان تم رفض ملف استضافة الكاميرون في اللحظات الأخيرة ثم تراجع المغرب عن طلب الاستضافة الشفوي، فدخلت مصر لتؤكد وجودها بعد 5 سنوات من تجميد عضويتها في الاتحاد الأفريقي عقب ثورة 30 يونيو 2013.
كرة الأهلي الملتهبة التي ألقى بها في قلب الملعب، تتعلق بعدم استكمال الدوري حال تأجيل أي من مبارياته إلى ما بعد بطولة الأمم الأفريقية، وبالطبع من تلك المباريات مباراته التي ستكون الأخيرة مع نادي الزمالك الذي يتبقى له 3 مباريات بعيدا عن مباراة الأهلي وتمسك الأهلي بألا يخوض بقية مبارياته إلا بعد خوض كل الفرق مبارياتها المؤجلة، والمقصود هنا الزمالك الذي يتطلب منه وسط هذه الأزمة أن يلعب مبارياته الثلاثة قبل مباراة الأهلي غي حين أن الوقت المتبقي على كأس الأمم الأفريقية 25 يوما، سيدخل قبلها المنتخب في معسكر مغلق، وستنشغل الدولة بالتجهيزات النهائية أمنيا ولوجستيا، واستقبال الوفود والفرق المشاركة .
ويتمسك الأهلي أيضا بطلبه الرهن بعدم تنفيذه الانسحاب من الدوري، الرفض القاطع لإقامة مباريات الأسبوع الأخير للدوري إلا في وقت واحد؛ بما يضمن العدالة، وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الأندية؛ سواء التي في المقدمة أو التي تصارع من أجل البقاء.
ووضع مطلب الأهلي، اتحاد الكرة في موقف لا يحسد عليه في ظل ضيق الوقت الفاصل عن موعد انطلاق البطولة الأفريقية، ورفض الزمالك نهائيا لطلب الأهلي، لاسيما أن الأهلي يعلم جيدا أن تهديده بالانسحاب يعتبر أمرا صعبا على منظومة الرياضة المصرية خاصه أنه حامل اللقب والأكثر في احراز اللقب، وهو المتصدر إلى الآن، وانسحابه قد يؤثر على القيمة التسويقية للدوري المصري هذا الموسم، ويضعف القيمة التسويقية للموسم القادم لاسيما ان من تبعات الانسحاب عدم المشاركة في المباريات المحلية في الموسم القادم.
الأهلي لا يخوض المعركة بمفرده، فقد اعد العدة وبدأ في عمل جبهة بمشاركة أندية له في هذا الطلب ودعمها المباشر، وعلى رأسهم 4 أندية هم سموحة، الانتاج الحربي، حرس الحدود، المقاولون العرب، مما خرج بالطلب من كونه فرديا يستهدف مصلحة الأهلي إلى طلب جماعي، مما يضع اتحاد الكرة في مأزق أكبر.