السلايدر الرئيسيتحقيقات
هل تدفع مكونات الشعب الاردني النظام الهاشمي إلى مواجهة امريكا وحلفائها والاتجاه الى محور إيران وتركيا وقطر؟
رداد القلاب
المكون الفلسطيني على الاراضي الاردنية تصفه تقديرات شبه رسمية بـ 60%، في بلد عماده العشائر
رداد القلاب
ـ عمان ـ من رداد القلاب ـ موجة الكترونية من الاعجاب بموقف العاهل الاردني، عبد الله الثاني، القاضي برفض صفقة القرن والتمسك بتحقيق السلام الشامل والدائم على أساس حل الدولتين، الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفق قرارات الشرعية الدولية، حالة إعجاب.
جاء ذلك بعد لقاء جمع الملك عبد الله الثاني، في قصر الحسينية، في العاصمة الاردنية عمان، مساء أمس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنر، الذي يزور الأردن ضمن جولة له في المنطقة.
وأصدر الديوان الملكي الأردني، بيانا، حصلت “” على نسخة منه “أن جلالة الملك أكد ضرورة تكثيف جميع الجهود لتحقيق السلام الشامل والدائم على أساس حل الدولتين، الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفق قرارات الشرعية الدولية”.
وأضاف البيان: “جرى خلال اللقاء، بحث المستجدات الإقليمية، خصوصا الجهود المبذولة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بحضور وزير الخارجية وشؤون المغتربين، الأردني أيمن الصفدي، ومستشار الملك للاتصال والتنسيق الدكتور بشر الخصاونة، والسفيرة الأردنية في واشنطن دينا قعوار، ومساعد الرئيس الأمريكي والممثل الخاص للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، والوفد الامريكي المرافق”.
وعلق النائب في البرلمان الاردني، المهندس خليل عطية، على اللقاء وقال “ان الملك يلقن كوشنر درساً في التاريخ والجغرافيا”.
ووصف عطية، مستشار الرئيس ترامب، عبر مشاركة الفيسبوكية، بـ “الفتي الغر الجاهل” وان “مملكة الهاشميين” لا تقبل سوى حل الدولتين ودولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وصحبه من عرابي الظلام والشر ورموز الصهيونية في زمن “التخاذل العربي” وقوامها: لا مكان لمقترحاتكم الشريرة بين النشامى مهما تطلب الامر، مشدداً على الرؤية واضحة عند ملكنا ودولتنا بلا غباش ولا مواربة.
وزاد ” نقترح على الفتى المسترسل في الجهل والذي لا يعرف شيئا عن شعبنا الفلسطيني والاردني ولا حتى عن الصراع أن يلملم خيبته ويرحل فعمان لا تحترمه وتعتبره ضيفا ثقيلا سيء النية ولعوب في المعنى والمبنى”.
وقال “على كوشنر المغادرة حاملا معه خيبته وعلى “بعضنا” من أصحاب السلطة والاجتهاد في بلدنا الصمت بعد الموقف الملكي وتتبع مسار “كلا” التاريخية لعميد بني هاشم فلا حاجة لنا حول نهر الاردن العظيم باجتهاداتهم ونظرياتهم حول “الواقعية”.
ونوه “المؤتمرات “تطبيعيه وانهزاميه” بدون شك وهو بمثابة المحطة الاولى في قطار العبث بالأمن القومي والوطني الاردني تمهيدا لصفقة القرن سيئة السمعة والصيت والتي “لن تمر”.
وحذر عطية الحكومة من اي محاولة للاجتهاد او الحديث عن حضور من اي نوع من هذه المؤتمرات (المنامة) حيث يتربص من لا يحبون الاردن بمصالحنا الحيوية والاساسية، لافتاً إلى ان المؤتمرات التي ستعقد خطيره وقيادتنا قالت كلمتها بكل اللهجات وعلى جميع المسئولين والسياسيين تجنب الكمين المنصوب لنا في المنامة والالتزام بمضمون ومنطوق “كلا ” الهاشمية التي أطلقها جلالة الملك المفدى”.
وضجت منصات التواصل الالكتروني، بتأييد الملك في مواجهته للحليف الامريكي التقليدي، ورفض صفقة القرن، وسط ضائقة مالية وتضاؤل خيارات الاستدارة نحو محور روسيا وطهران وتركيا.
إلى ذلك انتشر تقرير لـ شبكة “سي إن إن” الامريكية، في الاردن، على نطاق واسع، والمتضمن “إن الملك عبد الله الثاني ابلغ كبير مستشاري الرئيس الامريكي جاريد كوشنر عدم التزامه بحضور ورشة البحرين والتي تمثل الجزء الاقتصادي من خطة السلام الامريكية بحسب ما وصفها البيت الابيض”.
وجاء في ترجمة تقرير الصحفية في “سي إن إن”، نيكول غويت، “ان الملك عبد الله وضع لكوشنر، خطا أحمر على خطة السلام، المزمع الكشف عنها من قبل إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب في محاولة لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وابلغه: أن السلام يجب أن يقوم على حل الدولتين الذي يعطي الفلسطينيين عاصمة في القدس الشرقية”.
وبدأ كوشنر جولة تتضمن الأردن والمغرب والاحتلال الاسرائيلي هذا الأسبوع للقاء المسؤولين وحشد الدعم للجزء الاقتصادي من الخطة التي طال انتظارها، والتي سيتم الكشف عنها خلال مؤتمر يونيو في البحرين.
واشارت غويت الى أن “حديث الملك الاردني كان بمثابة رسالة إلى كوشنر وفريقه، الذين أكدوا أنهم لا يشعرون بالالتزام بالصيغ السابقة التي قادت محادثات السلام، بما في ذلك حل الدولتين”.
ودعت الولايات المتحدة الامريكية إلى مؤتمر اقتصادي يعقد في العاصمة البحرينية، المنامة، في الفترة من 24 ـ 26 حزيران المقبل، ويعد مقدمة للإعلان عن “صفقة القرن”، الذي يقف الاردن في المنطقة الرمادية، وسط حيث رفض الصين وروسيا والسلطة الوطنية الفلسطينية وتركيا وإيران، المشاركة في المؤتمر، وموافقة على المشاركة من قبل السعودية والامارات وقطر.
كما دعت السعودية إلى قمتين عربية وخليجية، طارئة، لأجل دراسة التهديدات الايرانية لدول الخليج وسبل مواجهتها وذلك على وقع طبول الحرب في المنطقة.
ويتخوف الاردن من تداعيات “صفقة القرن”، جراء التداعيات الامنية الخطيرة على النظام، وذلك بسبب وجود المكون الفلسطيني الكثيف على الاراضي الاردنية، والتي تصفه تقديرات شبه رسمية بـ 60%، في بلد عماده العشائر.
ويعاني الاردن من ضائقة مالية كبرى، حيث بلغت المديونية نحو 40 مليار دولار، في ظل اشتراط سعودي واماراتي لتقديم تلك المساعدات، وفقاً لما يتحدث به الرسمي الاردني، في الردهات والمكاتب والغرف المغلقة.
الاردن امام معضلة تتمثل بعدم قدرته على تغيير تحالفاته والانتقال من الحضن الامريكي ودول المنطقة التي تدور في فلكها (السعودية والامارات والبحرين) إلى محور روسيا وايران وتركيا ومعها العراق وحزب الله.