العالم
مسؤولون في طالبان ومعارضون أفغان يتحدثون عن “تقدم” في محادثات موسكو
ـ موسكو ـ أعلن مسؤولون في طالبان وشخصيات من المعارضة الأفغانية الخميس حدوث “تقدم هائل” في المحادثات بينهم في موسكو، إلا أن هذا الإعلان يخلو من أي معنى نظرا لاستبعاد الحكومة الأفغانية من المحادثات مرة ثانية، وعدم إعلان وقف لإطلاق النار في البلد المضطرب.
وأمضى المتمردون الإسلاميون المتشددون أكثر من يومين في فندق فاخر وسط موسكو حيث التقوا العديد من السياسيين الأفغان بينهم الرئيس السابق حميد كرزاي وزعيم الحرب السابق عطا محمد نور.
وفي بيان مشترك قال الطرفان إنهما أجريا مناقشات “مثمرة وبناءة” تركزت على قضايا بينها وقف إطلاق نار محتمل، و”تعزيز النظام الإسلامي” و”حقوق المرأة”.
وجاء في البيان أن “الجانبين احرزا تقدما هائلا، ولكن بعض القضايا تتطلب مزيدا من المناقشات”.
غير أن استبعاد الحكومة الافغانية التي تعتبرها الحركة المسلحة “دمية” في يد الولايات المتحدة، من المحادثات، يجعل من الصعب تحديد النتائج الملموسة التي يمكن أن تثمر عنها المحادثات.
وكان الرئيس اشرف غني اقترح وقفا لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد في بداية شهر رمضان، إلا أن طالبان رفضت ذلك.
كما رفضت الحركة المسلحة الدعوات الأمريكية المتكررة لخفض العنف أثناء اجراء المفاوضات بين واشنطن وطالبان.
ويعتبر هذا الاجتماع الثاني من نوعه الذي يجري في العاصمة الروسية.
وبدا عدم الارتياح على وجوه مسؤولي طالبان الملتحين الذين كانوا يرتدون العمامات، عندما أخذت الصحافيات اللواتي يرتدين الملابس الغربية يقتربن منهم لإجراء مقابلات معهم.
وجاء الاجتماع بعد أسابيع من جولة سادسة من المحادثات بين الولايات المتحدة وطالبان انتهت في الدوحة بدون إحراز تقدم ملموس.
وقالت طالبان إن محادثات السلام تعثرت حول مسألة أساسية هي الجدول الزمني لخروج القوات الأجنبية من أفغانستان.
ورفضت الولايات المتحدة الموافقة على الانسحاب كجزء من الاتفاق مع طالبان، إلا في حال قدمت الحركة ضمانات أمنية ووافقت على وقف لإطلاق النار، مع التزامات أخرى تضم الانخراط في حوار أفغاني داخلي مع حكومة كابول ومسؤولين أفغان آخرين.
“حقوق” المرأة
رغم تأكيد الطرفين أن اجتماع موسكو كان بين الأفغان، إلا أن غياب مسؤولي الحكومة عنه كان واضحا.
في مستهل اجتماع الخميس، سُمح للسفير الأفغاني في موسكو بإلقاء كلمة. ولكن تم منعه من حضور الفعاليات التالية، فانتهى به الأمر بالجلوس في بهو الفندق السويسري.
ورغم ذلك، أكد شير محمد عباس ستانيكزاي – كبير المفاوضين في طالبان والنائب السابق لوزير الشؤون الخارجية – أن الحركة المسلحة تسعى “بكل صدق” إلى السلام.
وتدارك “ولكننا نريد سلاما منطقيا في أفغانستان .. يجب أن ينتهي الاحتلال”.
وقال المتحدث باسم طالبان سهيل شاهين إن الحركة ترغب في تشكيل حكومة مستقبلية “يرى جميع الأفغان أنها تمثلهم”.
ومنذ بدء محادثات السلام في الخريف الماضي بين طالبان والولايات المتحدة، أكدت الحركة أنها خففت تشددها في كثير من القضايا بينها حقوق المرأة التي تعرضت للاضطهاد الوحشي في ظل حكم طالبان في الفترة من 1996 حتى 2001.
وقال ستانيكزاي إن طالبان ترغب في رؤية افغانستان “تحترم فيها حقوق النساء والرجال والأطفال والكبار والصغار”.
الا أن هذه الحقوق تخضع للشريعة الإسلامية والتقاليد القبلية ومفتوحة على التفسيرات الواسعة التي يطرحها الرجال.
من ناحية أخرى، يتواصل العنف في كابول وأنحاء أفغانستان.
والخميس، هاجم انتحاري أكاديمية عسكرية في العاصمة وقتل ستة اشخاص.
كما ذكر مسؤولون في الاستخبارات الأفغانية أن 62 من عناصر طالبان قتلوا ليل الأربعاء الخميس في ولاية ورداك وسط البلاد. (أ ف ب)