ـ الرباط ـ من فاطمة الزهراء كريم الله ـ لاقت الحلقات الأخيرة لمسلسل المغربي “الماضي لا يموت” انتقادات واسعة من قبل محامين وصلت حد المطالبة بوقف بثه، بسبب ما اعتبروه “تهجما على مهنتهم”.
وقدمت حلقات المسلسل المحامي على أنه يبيع أسرار موكله للخصوم، ويتم الاعتداء عليه داخل مكتبه، وينعته بلفظيْ النصاب، ويرتكب جرائم القتل، ويعتقل على خلفية ذلك، ويتم وضع الأصفاد في يديه، وإهانته من طرف رجال الشرطة ومدير السجن، والاعتداء عليه من طرف السجناء، وإجبارهم له على القيام بأعمال التنظيف داخل المؤسسة السجنية.
و تصوير محام “على أنه ينسج علاقات غرامية مع موكلته المقبلة على التطليق، بنية الإضرار بالذمة المالية لزوجها”.
في خضم الجدل الدائر حول المسلسل، أكد مخرجه هشام الجباري، أن هذا العمل لا يحط من قيمة المحامين، بل تم تعزيز قيمته من خلال الديكور وأداء الممثلين، وأبطال الشخصيات في المسلسل ينقسمون بين أخيار وأشرار كأي عمل درامي، بالإضافة إلى تضمنه شخصيات طبية وشريرة، بينها شخصية المحامي النزيه، الذي يجسده الممثل رشيد الوالي.
إلى جانب ذلك، علق الناقد الفني عبد الكريم واكريم على الجدل الذي أثارته الحلقات الأخيرة للمسلسل الدرامي، قائلا “المحامون يجهلون نهائيا ماهية الفن وخصوصيته”، موضحا أن الدراما ليست مطالبة بتلميع صورة أي مهنة كيف ما كانت، والشخصية المنتمية إلى مهنة ما في عمل درامي لا تمثل بالضرورة كل من يمارس هذه المهنة”.
هذه الانتقادات لم تعثر النجاح الذي حققه المسلسل الذي يعرض على “القناة “الأولى”، حيث استطاع الذي يعرض على القناة “الأولى”، تصدر قائمة البرامج الأكثر مشاهدة في دول المغرب الكبير، متفوقا على المسلسلين التونسيين “مايسترو” و”مشاعر” والمسلسل الجزائري “أولاد الحلال”.
وتدور قصة العمل ضمن أحداث درامية مليئة بالتشويق والإثارة عن عائلة سعد الغالي المحامي المشهور، الذي يؤدي دوره الممثل رشيد الوالي، وهو يعيش حياة عادية رفقة أسرته؛ غير أنها تنقلب رأسا على عقب نتيجة ظهور أحداث وقعت إرهاصاتها في الماضي، ومحاولة الأب الحفاظ على العلاقات بين أفراد العائلة التي تعرف انهيارا، بعد أن عرفت توترا كبيرا، كما تعيش صراعات ومحاولات انتقام وقصصا قديمة تعود إلى الواجهة وتلعب دورا كبيرا في تغيير الأحداث.
ويشارك في بطولة هذا العمل الدرامي الجديد فاطمة خير ورشيد الوالي وأمين الناجي وعمر لطفي وعزيز دادس، إضافة إلى وجوه شابة مثل أحلام الزعيمي وفاتي جمالي وآخرين، وهو من إخراج هشام الجباري وإنتاج شركة “فيديوراما”.