ليلان ملا عبدالله
بعد مقاطعة حزب “يكتي” للجلسة الأستثنائية لبرلمان اقليم كوردستان لانتخاب رئيس للإقليم للبدء بتشكيل الحكومة المؤجل تشكيلها على مايقارب السبعة أشهر بسبب القلاقل المفتعلة من يكتي أيضاً وعدم تقبلهم لأمر الواقع وهو أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني حصد أغلبية الأصوات في الأنتخابات البرلمانية الأخيرة والتي بموجبها تصبح الرئاسات الثلاث من حصته الشرعية (رئاسة الأقليم ، رئاسة الحكومة ورئاسة البرلمان). في الأمس في يوم 28.05.19 عقدة الجلسة البرلمانية ومرة أخرى تخلف حزب “يكتي” أو تنصل عن واجبه الوطني والقومي بحضور الجلسة واداء واجبه أمام الشعب والمراقب للوضع بحجج واهية وبعيدة عن الصحة، نشرها في بيانه الركيك متهرباً به من من الواجب المفروض عليه باعتباره كتلة سياسية ملتزمة بالمصلحة العامة والواجب المقدس في المشاركة في العملية السياسية لدفع بعجلة العمل لتسيير شؤون الإقليم ومصلحة شعبه في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة.
مرة أخرى يتنصل حزب يكتي من واجبه الوطني والقومي تجاه الاقليم وشعبه من جهة ومن اتجاه الحزب الديمقراطي الكوردستاني ذو القاعدة الشعبية الأكبر في الاقليم مرة أخرى والذي دعا بدوره اي الأخير حزب يكتي في أكثر من مرة من خلال الزيارات المتتالية الى مقراته من قبل مسؤولين كبار في الحزب الديمقراطي الكوردستاني وعقدة عدة اتفاقيات وتسويات معه وأبداء استعدادهم للمشاركة والعمل معاً في سبيل لعب دوره اي اليكيتي والألتزام بواجباته والأستفادة من استحقاقاته والفرص التي منحه أباها الدمقراطي الكردستاني في سبيل سير العملية السياسية والوصول الى تشكيل الحكومة، الفرص التي لم يكن ليكتي منحها الديمقراطي الكردستاني لو كان هو من حصل على الأغلبية في الأنتخابات المنصرمة.
لكن ما قام به يكتي في يوم 28.05.19 هو هو بمثابة خرق لكل الأتفاقات وزيارات التقارب السابقة للپارتي وصبره وتفهمه للوضع والحقيقة هروب من المشاركة في العملية لأسباب نعرفها جمعياً !.
كان خرقاً لتعطيل العملية السياسية في الأقليم وتخاذلاً عن تسيير أعماله ومصالحه في الداخل والخارج وتحصين هيبة كوردستان وشعبها في الخارج في هذه المرحلة الخطيرة والمتحولة التي تعصف بالمنطقة بأكملها.
بالرجوع الى البيان الذي اصدرته اللجنة السياسية لحزب يكيتي والأسباب التي ذكرها في البيان والتي لأجلها أمتنع عن حضور الجلسة وهي أنه لم يتلمس خطوات إيجابية من قبل الديمقراطي بشأن مسألة او أزمة كركوك والمسائل العالقة في هذا الصدد كمسألة تعيين محافظ كوردي من حزب يكيتي لمدينة كركوك! فالقاصي والداني يعرف أن عدة قيادات من يكيتي تركوا مدينة كركوك لقمة سائغة للحشد الشعبي الذي انتزع الشرعية من محافظها السابق الدكتور نجم الدين والذي كان عضواً في يكيتي نفسه وهذا حدث بأعتراف من عدة مسؤولين في حزب يكيتي أمثال باڤل وآلا وغيرها . فكيف لهم مطالبة حزب الديمقراطي بإسترجاع ما قام أعضائهم ببيعه في بغداد بصفقات مشبوهة ثم رغم ذلك فأن هكذا مسائل لا تحل بهذه السهولة وما يُباع بطيب خاطر لا يُرد او يصعب استرجاعه بسهولة. رغم ذلك فأن القيادة الحكيمة للحزب الديمقراطي وحرصاً منه على تحقيق مصلحة وأمن وسلامة الأقليم وشعبه والعمل في سبيل استحقاق حقوقهم كاملة فقد تقدم الرئيس نيجيرڤان البارزاني وقبل تنصيبه بعدة أيام بطلب رسمي الى هيئة الأمم المتحدة للمساعدة والوقوف بجدية تامة هذه المرة لتطبيق المادة 140 من الدستور العراقي بشأن المناطق المقتطعة والمتنازع عليها لحل هذه المسألة هذه المرة وأعتبر عدم الوقوف عليها بجدية وإيجاد حلول جزرية لم يعد مقبولاً بالنسبة لهم، هذه الخطوة من قبل پارتي الديمقراطي على لسان السيد نيجيرڤان البارزاني هي من أنجع الحلول وأحسنها بأعتبار حزب يكيتي وبعد نكسة 16 أكتوبر من أكثر العارفين أن بغداد لا تلتزم بوعودها ومواثيقها وكيف تنصلت من اتفاقياتها مع جماعة 16 أكتوبر ووعودها المعسولة لهم.
التقدم بطلب جدي للأمم المتحدة بهذا الشأن هي جملة من الخطوات التي يتحرك عليها الديمقراطي في هذا المنحى لحل مسألة المتنازع عليها وليس فقط بشأن مدينة كركوك الكوردستانية وحدها وهذا ما يبطل صحة الشرط او السبب الأساسي الذي ورد في بيان يكيتي لعدم حضوره الجلسة البرلمانية .
بالنسبة لشخصية نيجيرڤان البارزاني وأحقيته في الرئاسة فهي شرعية يستمدها من شرعية إنتخابه من قبل حزبه الذي حصل بدوره على الأغلبية في الأصوات في الأنتخابات البرلمانية وهو الشخص الذي يراه الديمقراطي الأجدر لهذا المنصب في الوقت الراهن ويمتلك كاريزمة وأسلوب له القدرة على جمع الأطراف المتناحرة من جهة ( وهذا ما رأيناه في أزمة 16 أكتوبر المشؤومة) بين الأقليم وبغداد من جهة وبين الأقليم والدول المجاورة والعالم من جهة أخرى وهذا ما يشهد له به أغلب الأطراف بأنه رجل المرحلة بجدارة. وهذا مالمسناه من رسائل التهنئة والتبريكات التي أنهالت على الإقليم فور أعلان رئاسته من العراق ودول الجوار والعالم، ومن أبرز الرسائل التهنئة كانت رسالة سفير الأتحاد الأوربي في العراق بأن نيجيرڤان البارزاني سيعزز تعاوننا مع حكومة أقليم كوردستان حيث أنها بمثابة شهادة على مدى رزانة وحنكة وتفتح هذه الشخصية بينما كانت رسالة هيئة الأمم المتحدة التي نشرتها قناة رووداو حيث أنهم يرون في شخصية السيد نيجيرڤان البارزاني الشخصية التي يحتاجها الشرق الأوسط لإحلال السلام والأستقرار وهذه شهادة بخبرة وجدارة شخصية نيجرڤان لا يمكن التغاضي عنها !.
لقد قال البرلمان كلمته وأنتخب رئيساً جديداً لقيادة المرحلة وهذه أيضاً قفزة عريضة في الديمقراطية وبهذه الخطوة انتهت حقبة التوافقات الحزبية والتكتلات وهي أستحقاق للعملية الدستورية تحت قبة البرلمان.
بقي أن نعول على الخيرين من حزب يكيتي أمثال السيد قوباد الطالباني والسيد كوسرت رسول وغيرهم الكثيرين وعلى جهودهم الكوردستانية لإرجاع هذا الحزب الى حاضنته الكوردستانية وانقاذه من التكتلات المتشكلة ضمنه والتي كل منها تتدعي انها السلطة الشرعية للحزب وهي من لها القرار وتشد حبل تملكه وسيادته اليها في تفكك واضح وتخلخل مؤسف .
* عضوة رئاسة فيدراسيون المجتمع الكردي في المانيا