أوروبا
واشنطن وبرلين تحاولان تقليص خلافاتهما خلال زيارة بومبيو إلى ألمانيا
ـ برلين ـ حاول وزيرا الخارجية الأمريكي والألماني الجمعة تقليص خلافات بلديهما المتوزعة على عدة جبهات والتي أشارت اليها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في خطاب في الولايات المتحدة عشية زيارة مايك بومبيو إلى برلين.
والتقى وزير الخارجية الأمريكي الجمعة في برلين نظيره الألماني هايكو ماس، بعدما ألغى في مطلع أيار/مايو في اللحظة الأخيرة زيارة كانت مقررة الى ألمانيا، البلد الحليف الذي غالباً ما يكون هدفاً لانتقادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ومن المقرر أن يلتقي بومبيو في وقت لاحق المستشارة الألمانية.
ويختلف البلدان الحليفان تقليدياً حول عدة مواضيع، مثل إيران والعلاقة مع مجموعة هواوي الصينية العملاقة للاتصالات وكذلك الموقف من مشروع أنابيب الغاز الروسي “السيل الشمالي 2″، بالإضافة إلى الإنفاقات العسكرية في حلف شمال الأطلسي والحرب التجارية.
خطاب مناهض لترامب
وكانت المستشارة الألمانية انتقدت في خطاب في جامعة هارفرد الأمريكية الخميس، وبدون أن تذكر اسم دونالد ترامب الذي تجمعها معه علاقة صعبة، سياسة الرئيس الأمريكي الأحادية الجانب.
ونددت “بالأكاذيب التي تعرض وكأنها حقائق”، كما دافعت عن ضرورة “القيام بكل ما يمكن أن نفعله كبشر” للتصدي للتغير المناخي. وأشارت أيضاً إلى حسنات الشراكة بين ضفتي الأطلسي ومزايا التعددية الدولية.
وفي برلين، حاول الوزيران تخفيض النبرة.
وأكد ماس أن بلاده، مثل واشنطن، تريد أن تتوقف إيران “عن لعب دور سلبي في المنطقة”، لكنه اعترف “بالاختلافات” في مقاربة المسألة، مدافعاً في الوقت نفسه عن الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 والذي أثار انسحاب إدارة ترامب منه استياء الأوروبيين.
وعند سؤاله حول احتمال قيام ألمانيا بوساطة لنزع فتيل التصعيد بين إيران والولايات المتحدة، قال ماس إن ألمانيا “جاهزة” لتقديم “مساهمة” في خفض التوترات، بدون أن يعطي توضيحات.
وأظهر بومبيو من جهته مرونة بخصوص الآلية الأوروبية للتحايل على العقوبات الأمريكية على طهران، المسماة “إنستكس”، والتي يمكن أن تكون سبباً بإجراءات عقابية تطال الأوروبيين. وقال بومبيو إن الآلية “لا تشكل مشكلة” طالما أن تطبيقها يقتصر على التعاملات “الإنسانية”.
لائحة خلافات
وانضمّت حديثاً إلى لائحة الخلافات بين الطرفين العلاقة مع هواوي. وترفض برلين فرض حظر على تشغيل المجموعة الصينية العملاقة لشبكة الجيل الخامس للانترنت، رغم حرب إدارة دونالد ترامب المفتوحة ضد هذه الشركة الرائدة عالمياً في مجال الاتصالات.
وقال بومبيو إنه تحدّث “بشفافية” مع نظيره الألماني حول هذا “التهديد”. وأوضح “نريد التأكد من أن المعلومات الأمريكية تمرّ بشبكات يمكن الوثوق بها”، لكن، مع هواوي، يوجد مخاطرة “في أن تقع هذه المعلومات بين يدي الحزب الشيوعي الصيني”.
ورد ماس بالتأكيد على أن ألمانيا لن تتعامل مع الشركات التي لا تفي “بالمتطلبات الامنية” الألمانية في مجال شبكة الجيل الخامس.
وأعرب الوزير الأمريكي من جهة ثانية عن “قلقه” ازاء تخويف اليهود في ألمانيا من ارتداء القلنسوة اليهودية (الكيبا) في سياق تصاعد معاداة السامية.
وكان فيليكس كلاين وهو مسؤول حكومي ألماني قد “نصح” اليهود في ألمانيا في 25 أيار/مايو بعدم ارتداء الكيبا “في كل الأوقات” في ألمانيا بسبب مخاوف من اعتداءات.
وتحدث المسؤولان أيضاً عن مسائل أخرى مثل أوكرانيا والعلاقة مع روسيا وتسوية النزاع السوري. وطلب بومبيو من الأوروبيين المساعدة في تحقيق الاستقرار في شمال سوريا، بدون مزيد من التوضيح.
وبرلين هي المحطة الأولى في جولة أوروبية يقوم بها بومبيو تنتهي الثلاثاء، يزور خلالها سويسرا وهولندا، ويختتمها في بريطانيا حيث ينضمّ إلى الرئيس الأمريكي في زيارة الدولة التي يقوم بها إلى المملكة المتحدة.
ومن المتوقع أن تكون إيران محور محادثات بومبيو في سويسرا التي تمثّل المصالح الأمريكية في طهران مع غياب علاقات دبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران.