شمال أفريقيا

الجبهة الجنوبية لطرابلس تعيش فترة “هدوء ما قبل العاصفة”

ـ السواني ـ يغتنم مقاتلو “الكتيبة 166” المتمركزة عند جنوب العاصمة الليبية هدوء الجبهة الجنوبية لطرابلس لأخذ استراحة المحارب عند الإفطار الذي تتراوح وجباته بين اللحم المشوي والحمام المحشي.

ممازحا يقول أحد مقاتلي هذه الكتيبة التي جاءت من مصراتة الواقعة على بعد مئتي كلم شرقا من أجل التصدي لهجوم قوات المشير خليفة حفتر “لا ينقصنا شيء… لا نحرم أنفسنا من شيء”.

ويلتقط بواسطة هاتفه صورة للشواء قائلا “أرسل الصورة إلى ابنتي التي تسألني عن وجبتنا اليوم”.

وفي مزرعة في إحدى ضواحي منطقة السواني الواقعة على بعد 25 كيلومترا جنوب طرابلس، يجري تحضير الإفطار في جو صاخب.

ويذكّر دوي غارة جوية استهدفت منطقة تبعد مئات الأمتار المقاتلين بأجواء الحرب، لكن لا شيء يفسد جو الإفطار الرمضاني.

وتقاوم “الكتيبة 166” مع قوات أخرى من العاصمة ومدن أخرى في الغرب الليبي بشراسة قوات حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا والذي شنّ مطلع نيسان/أبريل هجوما للسيطرة على العاصمة.

 “ليس لدينا ما نخفيه”

في البداية كانت المعارك عنيفة لكنّها أصبحت متقطّعة في العديد من الأحياء المكتظة في الضاحية الجنوبية حيث نجحت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني في منع قوات حفتر من دخول العاصمة طرابلس.

ومنذ أسابيع تشهد الخطوط الأمامية للجبهة البالغ طولها أكثر من مئة كيلومتر شبه استقرار.

ويقول حمزة الحصان أحد القادة الميدانيين للكتيبة التي أتت من مصراتة لمؤازرة قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا “لم نكن مجهزين للمعركة. هو (حفتر) كان يعد للحرب منذ أربع سنوات”، مضيفا أن الاستقرار الحالي “ليس إلا الهدوء قبل العاصفة”.

ويتابع “إلى الآن اكتفينا بالدفاع ولكن سنمر قريبا إلى الهجوم”، ويضيف “بدأنا بالتنظم والتنسيق وبدأنا باستعمال الأسلحة الثقيلة”، مؤكدا أن النصر هو “مسألة وقت”.

ويجلس حمزة مع رفاق السلاح لتناول الشاي على مقاعد حمراء.

وخاض حمزة قبل بضعة أيام قتالا إلى جانب شقيقه محمد قائد الكتيبة الذي أصيب في المعارك.

وسبق لمحمد أن أصيب في عام 2015 خلال معارك في مواجهة تنظيم داعش في سرت (شرق). وكان محمد قد تولى قيادة الكتيبة خلفا لوالده الذي قتل في المعارك.

ويقول حمزة “فقدنا أناسا أعزاء في حربنا ضد +داعش+ والآن حفتر يأتي ويقول إنه يحارب الإرهابيين”.

ويتابع “ليس لدينا ما نخفيه، كل وسائل الإعلام دخلت للجبهات من غير أي تضييق. لماذا حفتر لا يُدخل الصحافة؟ لأنه لديه بالتأكيد أشياء لا يريد أن يطلع الناس عليها”.

وأطلقت قوات حفتر في 4 نيسان/أبريل هجوما على العاصمة الليبية من أجل “تطهير الجنوب من الجماعات الإرهابية والمجرمين”، لكنّ خصومه يتّهمونه بالسعي إلى “انتزاع السلطة بالقوة”.

 “العدو نفسيته تحت الصفر”

وسمحت حكومة الوفاق الوطني لعشرات وسائل الإعلام الأجنبية بدخول طرابلس لتغطية المعارك، في المقابل لم يُسمح لأي صحافي مستقل بدخول المعسكر المقابل الذي يكتفي بنشر صور لقواته على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويقول حمزة “رغم الدعاية الإعلامية، حفتر لا يستطيع أن يتحمل لوقت طويل بخطوط إمداد لأكثر من ألف كلم”، مضيفا “كل ما طالت الحرب كل ما كانت لصالحنا”.

بدوره يقول ابراهيم رياض البالغ 35 عاما والمكلّف عمليات الاستطلاع بواسطة طائرتين مسيّرتين إنه يزوّد الكتيبة بمعلومات قيّمة عن مواقف العدو، على الرغم من “قلة الإمكانيات” المتوفرة.

ويضيف “ليس لدينا ما يكفي من التجهيزات”، لكن قوتنا بما لدينا “من رجال متمرّسين”.

ويقول ابراهيم إن “حفتر كان يعتقد أن طرابلس ستكون لقمة سهلة. نسي عنصرا هاما أن المقاتل الذي أمامه حارب لمدة ثمانية شهور (مقاتلي) +داعش+ الذين يعتبرون من أشرس المحاربين”.

ويعتبر ابراهيم أن الاستقرار الذي تشهده الجبهة قد لا يدوم طويلا.

ويضيف أن حفتر “حاول عدة مرات التقدم وفشل… مثل من سقط في امتحان أربع أو خمس مرات، مؤكدا أن “العدو نفسيته تحت الصفر”. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق