أقلام مختارة

عيون وآذان (مع العمر الطويل… إن شاء الله)

جهاد الخازن

جهاد الخازن

إذا بلغ الواحد منا الستين من العمر فقد يتحسر على أيام الشباب أو يسرّ لأنه ليس في السبعين. طبعاً عندما يصل إلى السبعين يبدأ الخوف من المستقبل، وفي الثمانين يصير بانتظار ملاك الموت حتى لو أنكر ذلك.

لم يصل أحد أعرفه إلى المئة من العمر باستثناء جدتي، إذ توفيت وهي في السنة الأولى بعد المئة. إن شاء الله القارئ وأنا نصل إلى مثل عمرها.

هل التقدم في العمر مريح؟ لا أعتقد ذلك، وإنما أقول أن ابن الستين أو السبعين أو الثمانين لم يعد بحاجة إلى دراسة الجبر والهندسة كما فعل في المدرسة الثانوية.

كنت صغيراً أحب البوظة (جيلاتي)، وأنا اليوم أبتعد عنها لأنها تزيد الوزن. الإنسان يتقاعد في الخامسة والستين ويصبح حراً في أن يأكل ما يريد أو أن يمتنع عن أكل ما لا يحب.

الممثلة كاترين هيبورن قالت يوماً إن «الإنسان عندما يسنّ يحترم وكأنه بناية قديمة». كراوشو ماركس قال إن «الإنسان يتقدم في السن إذا كان محظوظاً».

عندي عن بعض المسنين:

– كولونيل ساندرز كان في الستينات من عمره عندما اخترع دجاج كنتاكي المشوي.

– جوناثان سويفت كتب «رحلات غاليفر» وعمره ٦٥ سنة.

– هاري ترومان انتخب عضواً في مجلس الشيوخ الأميركي وهو في الخمسينات من العمر.

– ميغيل دي سيرفانتس كتب «دون كيشوت» وهو في الخمسينات من عمره.

– تشارلز داروين كتب «أصل البشر» وهو أيضاً في الخمسينات من عمره.

الآن أكمل مع أرذل العمر:

– إذا كنت مسناً في باخرة تغرق فأنت تنقذ مع النساء والأطفال أولاً.

– تقبل كل أنواع الطعام لأن مذاق الواحد منها لا يختلف عن الآخر.

– في الستين أو أكبر لا أحد ينتظر منك أن تزرع شجرة في حديقة المنزل.

– تعرف أن واشنطن عاصمة الولايات المتحدة، إلا أنك لا تعرف عواصم الولايات الخمسين.

– ربما ابنك اغتنى وأصبح قادراً على شراء بيت لك في برمانا أو بحمدون أو لندن أو باريس.

– المشاهير عندما ماتوا تركونا نتحسر عليهم. أنا أتحسر على محمد عبدالوهاب وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ وأيضاً إسماعيل ياسين.

– أكبر معمرة في العالم كانت فرنسية، توفيت سنة ١٩٩٤ وعمرها ١٢١ عاماً. قرأت أنها كانت تأكل كيلوغراماً من الشوكولا كل أسبوع.

– إذا كان قارئ هذه السطور لبناني في الثمانين فهو يتذكر حريق المقاصد وفيضان نهر أبو علي والزلزال، وأيضاً حرب صيف ١٩٥٨، ثم الحرب الأهلية في سبعينات وثمانينات القرن الماضي.

– جامعة جنوب كاليفورنيا تقول في دراسة أن الرياضة تزيد عمر ممارسها حوالى ٢٥ سنة.

الإنسان في الثمانين أو أكثر يجب أن يسعد بعمره، لأن البديل هو ملاك الموت.

أتمنى للقراء العمر الطويل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق