رياضة

كولومبيا تتطلع للنسخة المونديالية من خاميس رودريجيز

ـ بوجوتا ـ ما زال في السابعة والعشرين من عمره ، ولكن نجم كرة القدم الكولومبي خاميس رودريجيز يبدو وكأنه يعاني من الشيخوخة الكروية.

ورغم تواجده في أحد أكبر الأندية الأوروبية، لم يترك خاميس في الموسم الماضي بصمة حقيقية في صفوف بايرن ميونخ الألماني للدرجة التي يصعب معها التكهن بمصير اللاعب.

وخاض خاميس الموسمين الماضيين في صفوف بايرن على سبيل الإعارة من ريال مدريد الإسباني لكن بايرن أعلن قبل أيام قليلة أنه لن يفعل بند الشراء النهائي المدرج في عقده مع اللاعب ما يعني أن اللاعب في طريقه للعودة إلى الريال.

ولكن الريال، الذي بدأ مرحلة إعادة بناء الفريق سعيا لاستعادة بريقه الذي فقده في الموسم المنقضي ، قد يرغب بشكل أكبر في التخلص من خدمات خاميس أكثر من الاستعانة به لاسيما وأن اللاعب لم يقدم ما يحفظ ماء الوجه خلال الموسم الماضي مع بايرن رغم إتاحة الفرصة أمامه للمشاركة في المباريات وحاجة الفريق إلى جهوده في ظل خروج لاعبين بارزين من الخدمة مثل الهولندي آريين روبن والفرنسي فرانك ريبيري.

وعلى الأرجح، قد تصبح النسخة المرتقبة من بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) ، التي تستضيفها البرازيل خلال الأسابيع القليلة المقبلة ، بمثابة عنق الزجاجة لخاميس لأن السطوع في هذه البطولة قد ينعش آماله في الدخول ضمن خطة الريال لإعادة البناء أو على الأقل الانتقال لناد آخر كبير في أوروبا.

أما الإخفاق في النسخة المرتقبة من كوبا أمريكا سيكون بمثابة نقطة تحول في مسيرة خاميس حيث سيكون عليه البحث عن طريق له مع أندية أقل في المستوى من الريال وبايرن.

وقبل عامين فقط ، أثار صانع اللعب الكولومبي انقساما وحيرة بين أنصاره ومشجعيه في كولومبيا حول مستقبله على مستوى الأندية.

ورأى البعض أنه من الأفضل له أن يظل مع النادي الملكي ويستعيد مستواه الذي كان عليه في الموسم الأول له بالعاصمة الإسبانية فيما رأى آخرون أن الأفضل له هو الانتقال لناد آخر يبرهن فيه على إمكانياته العالية.

وبالفعل ، انتقل خاميس إلى بايرن وحقق بعض النجاح في الموسم الأول له مع النادي البافاري مثلما فعل في موسمه الأول مع الريال لكنه تراجع في الموسم الثاني.

وفرض رودريجيز نفسه بين أفضل النجوم في العالم من خلال الأداء الراقي الذي قدمه مع منتخب بلاده في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل عندما ساهم في وصول الفريق بجدارة إلى دور الثمانية للبطولة.

ورغم هذا الانقسام حول مستقبل اللاعب على مستوى الأندية ، يتحد أنصار اللاعب ومحبوه على حقيقة واحدة وهو أنه يتعين عليه استعادة مستواه الذي كان عليه في مونديال 2014 عندما يخوض مع المنتخب الكولومبي فعاليات كوبا أمريكا 2019 .

وسجل رودريجيز في المونديال البرازيلي هدفا يعتبر الأفضل في تاريخ بطولات كأس العالم وهو هدف فريقه الأول في مرمى أوروجواي خلال دور الستة عشر للبطولة حيث تلقى رودريجيز تمريرة عالية وهيأها بصدره مع الاستدارة ثم سددها قذيفة مدوية بيسراه من خارج منطقة الجزاء لتسكن المرمى على يمين الحارس.

وأحرز اللاعب الهدف الثاني لفريقه أيضا في تلك المباراة التي انتهت بفوز المنتخب الكولومبي 2 / صفر ليتأهل بجدارة إلى دور الثمانية في البطولة.

ولم يكن التأهل لدور الثمانية هو الإنجاز الوحيد للاعب في ذلك المونديال ولكنه توج هدافا أيضا للبطولة برصيد ستة أهداف.

وكان كل شيء ممهدا أمام رودريجيز الذي استهل مسيرته الاحترافية وهو في الخامسة عشر من عمره من خلال فريق إنفيجادو الكولومبي كما شق اللاعب طريقه مبكرا إلى عالم الاحتراف في أوروبا ونال الفرصة الذهبية بعد المونديال البرازيلي بالانضمام للريال.

وقدم النجم الكولومبي موسما رائعا مع الريال في بداية مسيرته مع النادي الملكي حيث سجل 17 هدفا كما أصبح أول كولومبي يفوز بجائزة بوشكاش لأفضل هدف في عام 2014 والتي تسلمها في حفل جوائز الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) في مطلع 2015 وذلك عن هدفه الأول في مرمى أوروجواي.

ولكن الشكوك والمخاوف تحوم حاليا حول قدرة اللاعب على قيادة منتخب بلاده للفوز بلقبه الثاني فقط في تاريخ بطولات كوبا أمريكا.

وفقد اللاعب الكولومبي مكانه في تشكيلة الريال تحت قيادة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان رغم تصريحات زيدان المتكررة بشأن المستوى الجيد للاعب ومدى إخلاصه في التدريبات وولائه للريال.

ولذا ، لم يتردد مشجعو كولومبيا في توجيه انتقادات لزيدان لافتقاده الثقة في رودريجيز والتي اعتبرها “مسألة شخصية” فيما رأى آخرون أن اللاعب لم يعد كما كان في المونديال البرازيلي أو بداية مسيرته مع الريال.

وقال النجم الكولومبي الشهير السابق كارلوس فالديراما ، الذي لا تزال الجماهير في بلاده تعتبره النجم الأبرز في تاريخ الكرة الكولومبية ، : “حتى إذا سجل رودريجيز ثلاثة أو أربعة أو خمسة أهداف ، زيدان لن يشركه. إنه لا يحب هذا اللاعب”.

وأوضح فالديراما القائد السابق للمنتخب الكولومبي : “كارلو أنشيلوتي استعان برودريجيز ، واللاعب أجاد. ثم استعان به رافاييل بينيتيز ومن بعده زيدان. ولكن لا أعرف ماذا حدث بعد هذا”.

ومع انتقاله إلى بايرن وعودته للريال هذا الصيف ، سيكون رودريجيز بحاجة إلى ما يقنع به زيدان العائد لتدريب ريال مدريد أو أن يبحث اللاعب لنفسه عن فرصة في ناد آخر. (د ب أ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق