*ليلى العياري
حاولت الهروب منك فوجدت نفسي باتجاه وجهك أهرب أيتها المدينة … أخفي بين قسمات وجهكِ هزيمتي وخيبتي.. من واقع مرير … أخبئ بين منعطفات شوارعك ذاكرة جميلة. لحاضر متعب.. وطفولة شقية ماضية لطفولة مغتصبة حاضرة وشباب كان مفعم بالأمل متحمس للمستقبل الى شباب بائس. يائس اهرب يا مدينتي من الحاضر المرير الى ماض جميل. لأعود أتذوق أيامي الجميلة.. طعم المرارة بالحاضر المرير.. يمتزج بماض أجمل.. فيتساقط مع طلاء أبنيتك البيضـــــــــــــــاء.. والزرقاء. أجوب شوارعك وازقتك أيتها الرائعة، الهادئة، العاشقة، الحالمة، أسلك دروبك.. أتجول في شوارعك باحثة عن شوق لا ينتهي وحنين لا يفارقني.. عن حب يسكنني ولا يموت.. عن آهات تقودني إلى زاوية خلفية من زواياك الجميلة تختبئ في زقاق منعزل للمدينة العتيقة التي تخفي خلف اسوارها حكايات الحب والمجد والشهامة… ابحث عن أغنية تمتد جذورها في الاعماق لتسرقني من واقع مرير لتأخذني الى ذلك الزمن الجميل.. وتسحبني إلى هناك تقذف بي بعيداً حيث مضارب الروعة وبساتين الزهور حيث كان للربيع جماله وللياسمين عطره.. احاول ان اهرب منك فأجدك امامي وبداخلي تهمسينا في اذني أنك هنا بداخلي ولن اتخلص من عشقي لك الا بموتي فلطالما غادرتك ولم تغادريني ولطالما تنقلت معي من بلد الى اخر وكان حلم العودة يرافقني حتى وإن عدت جثة هامدة فلم احلم يوما ان يحتضن جثتي ترابا غير ترابك …. مدينة تفتك بكل شيء بداخلي.. وتردني مسلوبة العقل إليها.. وقد كنتِ أيتها الرائعة دائما في انتظاري.. تروينا عطشي واشواقي اليك … كنت ألتهم المسافات وأختصر الشوق والحنين و طول السنين والغربة لأعود اليكِ … حاولت الهروب منك مجددا فوجدتني أقول.. هل يعقل أن أسافر بدونها.. هل يعقل أن أحمل أبجديتي وكلماتي وحبي ودمعي وأتركها خلفي مرة اخرى…؟ أي جنون سأكتبه بدونها.. بدون حماقاتي الصغيرة التي أرتكبها كل يوم أمام أزقتها ونوافذ منازلها وشوارعها التي تقتفي أثر خطواتي المقتربة من وهج شمسها الحنونة.. لقد تعبت شوارعكِ يا وطني ونامت على صوت خطواتي البطيئة المنهكة قلبي يعتصر الما … وأنا أتأمل ملامحكِ المتعبة والحزينة وأتفرس ارضك الطيبة وأمرر يدي المرتعشة فوق اسمك ورسمك الذي حفرته وشماً في ذاكرة امرأة…..
وضاعت المرأة بين المسالك….
وأصبح وطني عليلا يحاولون قتله وللقتلة اسماء وعناوين.. فهل سيضيع وطني في بساتين ربيعهم الوهمي …
دمروا مقوماته للصحة والتعليم …. وتم رهنه للبنوك ودمروا مؤسساته الوطنية فعن اي انجازات يتحدثون؟ …
واي لغة يفهمون؟
هم ان اجتمعوا لمصالحهم يسعون ولمطالبنا رافضون… ولفضلنا عليهم ناكرون ولوطننا جاحدون ولحقوقنا متجاهلون … وإن تفرقوا ابنائنا يقتلون وبدمائنا يسكرون … ولحمنا ينهشون. وخيراتنا يتقاسمون.. تبا لهم ولما يفعلون.. فنساء مدينتنا سينهضون. ولوطننا جنود سينتصرون… وسيزهر الياسمين من جديد ولن يضيع وطني بين بساتين ربيعهم الوهمي؟
لان لمدينتي ربيعها الابدي …..
ولم تكتمل قصة مدينتي