السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
غضب على مواقع التواصل الإجتماعي بالمغرب بعد سقوط شاب مكفوف من سطح بناية وزارة التضامن
فاطمة الزهراء كريم الله
– الرباط- أثار سقوط أحد الشباب من مجموعة المكفوفين من سطح مبنى وزارة الأسرة والتضامن والتنمية الاجتماعية بالعاصمة الرباط، حيث كان يقود رفقة مجموعة من زملائه في “تنسيقية المكفوفين المعطلين بالمغرب”، اعتصاما للمطالبة بفرص عمل. غضب نشطاء مغاربة، حيث اعتبروا أن الشاب الكفيف توفي وهو يطالب بأدنى حقوقه، في حين لم تكلف الوزارة نفسها، بحسبهم، عناء محاورة أولئك المكفوفين، وتعاملت باستهتار واستخفاف مع فئة من أبناء هذا الوطن.
و تلقت بسيمة الحقاوي، وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، سيلا من الانتقادات على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي، وذلك تعليقا على البيان الذي أصدرته عقب وفاة أحد المكفوفين المعتصم في سطح الوزارة، مساء اليوم الأحد. إذ انهالت التعليقات السلبية على البلاغ الذي نشرته الوزيرة على صفحتها تفاعلا مع الحدث الأليم الذي شهده سطح وزارته، وكيف أن الوزيرة لم تتفاعل مع الاحتجاجات التي تشهدها وزارتها منذ عشرة أيام تقريبا، وصلت إلى صعود المحتجين إلى سطح العمارة.
وشدد نشطاء مغاربة على صفحاتهم في مواقع التواصل الإجتماعي، على ضرورة مساءلة الوزيرة لتقصي حقيقة كارثة إنسانية راح ضحيتها الشاب المكفوف صابر الحلوي البالغ 28 سنة. مطالبين بمساءلة الوزيرة عن سبل إيجاد حل لأزمة الأشخاص ذوي إعاقة، خصوصا وأنهم فئة قليلة لا يقتضي إدماجها سوى بعض السلاسة على مستوى الإدارات والوزارات التي ترفض بشكل قاطع أن تطبق القانون الذي يعطي كوطا معينة لصالح إدماج المكفوفين.
في هذا الصدد، كتب انس رضوان على صفحته: ” من مكاتبنا المُكيفة..
من سياراتنا المُريحة..
من منازلنا الفسيحة..
نُعلن تضامننا معكم، نُندد بما حصل لكم، نشجب كيف تعاملوا معكم..
نكتب تدوينة، نصرخ في وقفة، نُصدر بياناً، ثُم نعود للديار، نملأ البطون بما لذ وطاب من الطعام، ثُم ننام..
واصلوا النضال، فنحن معكم..”.
من جهته، قال خالد أبجيك في تدوينة له: ” فاجعة أخرى تضرب معطلي هذا البلد السعيد بوفاة أحدهم سقط من سطح وزارة التضامن، أمس، بعد تدخل السلطات لفض معتصمهم الذي دام قرابة 12 يوما.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.. ورزق أهله وأصدقاءه الصبر والسلوان”.
وقال الناشط مصطفى عرباش: “لم يكفيهم الرمي بغبناء هذا الوطن في البحر شرعزا برميهم من سطوح وزاراتهم”.
و نشرت وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، بيانا أكدت فيه خبر الوفاة، معبرة عن أسفها وحزنها العميقين تجاه هذا الحادث الأليم.
وأوضحت الوزارة في البيان، أنه تم نقل المتوفى إلى مستشفى ابن سينا بالرباط، عبر سيارة إسعاف كانت مرابطة بجانب مقر الوزارة طيلة مدة الاعتصام، مشيرة إلى أنه تم فتح تحقيق في الحادث من طرف السلطات المعنية تحت إشراف النيابة العامة.
إلا أن ذلك أثار استغراب المعلقون لعدم تدخل المسؤولة الحكومية لإيجاد حد أدنى من التوافق مع المعتصمين، ووضع حد لمواصلة اعتلاء سطح المبنى.
ويذكر أن المكفوفين يستخدمون في كل احتجاجاتهم أساليب تصعيد خطيرة؛ إذ أقدموا خلال شهر مارس الماضي على الاعتصام في وسط قنطرة الحسن الثاني، الرابطة بين مدينتي الرباط وسلا، صابّين البنزين على أجسادهم ولافّين أحزمة حول أعناقهم، لتنقطع بذلك دينامية السير لأزيد من ساعة قبل أن يتدخل الأمنيون لفض الاعتصام.