رياضة
تحقيق الإثارة عنوان الدوري الإسباني هذا الموسم بعيدا عن ريال مدريد وبرشلونة
– على النقيض من جميع التوقعات، احتدمت المنافسة في بطولة الدوري الإسباني “الليجا” في أسابيعها الأولى وسط أجواء من الإثارة الكبيرة التي أصبحت عنصرا أساسيا في جميع مباريات المسابقة خلال الشهر الأخير.
وبعد مرور ثماني مراحل من المسابقة الإسبانية، اشتعلت المنافسة بشكل غير مسبوق بين الفرق المختلفة، حتى أصبح هناك ست فرق تتنافس فيما بينها على فارق ضئيل من النقاط، يصل إلى نقطتين.
وشهدت الجولتان الأخيرتان من المسابقة تغييرا في هوية متصدر جدول الترتيب مرتين، فقد أصبح إشبيلية الآن هو صاحب الصدارة بعد أن بدأ بشكل باهت مع انطلاق المسابقة على إثر حصده لأربع نقاط فقط في الأسابيع الأربعة الأولى من البطولة.
وأسفر هذا التراجع الكبير عن تفجر المطالبات برحيل رئيس النادي، خوسيه كاسترو، كما ثارت العديد من الشكوك حول الفريق ومدربه، بابلو ماشين، الذي تبدل به الحال في الوقت الراهن وتحول إلى مدرب مثير للإعجاب.
وقال ماشين: “لا أفكر في الترتيب، ولكن في إدارة المباراة في اللحظة الحالية، نحن نخرج بشكل جيد من لحظة معقدة للغاية بسبب الغيابات وأصبحنا فريقا مؤثرا إلى حد كبير”.
ومن المفارقات العجيبة أيضا هذا الموسم في الدوري الإسباني دخول ريال مدريد في نفق مظلم بعدما غابت عنه الانتصارات خلال أربع مباريات متتالية، ثلاثة منها في الليجا وواحدة في دوري أبطال أوروبا، كما أخفق خلالها جميعا في تسجيل أهداف.
ولكنه ورغم ذلك يبتعد بفارق نقطتين عن إشبيلية وبفارق نقطة واحدة عن كل من برشلونة وأتلتيكو مدريد.
وليس هناك شك أن برشلونة بأدائه المهتز هذا الموسم يطيل في أمد بقاء جولين لوبيتيجي، المدير الفني لريال مدريد بعد أن أصبح المدرب صاحب أسوأ انطلاقة في المواسم التي تولى خلالها فلورينتينو بيريز رئاسة النادي الملكي.
وحقق لوبيتيجي منذ توليه تدريب ريال مدريد خمسة انتصارات وتجرع هزيمتين وسقط في فخ التعادل أربع مرات، وهو ما يعد مستوى أقل من المتوسط من الناحية الفنية، ولكن ورغم ذلك لا تزال حظوظه في الاستمرار في منصبه قائمة، فهل سيقدم ما هو أفضل في الأيام المقبلة؟.
ويمكننا أن نقول نفس الشيء على برشلونة الذي يبدو أنه أصبح يدور في فلك نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، فكل شيء بات يعتمد على ما يفعله اللاعب رقم .10
وكانت مباراة أمس أمام بلنسية خير دليل على هذا التصور، فقد أنقذ الهدف الذي سجله النجم الأرجنتيني النادي الكتالوني من خسارة مؤكدة.
واستقبلت شباك برشلونة تسعة أهداف في الجوالات الثماني الأولى من الدوري الإسباني، وهو ما يعادل عدد جميع الأهداف التي دخلت مرمى هذا الفريق طوال النصف الأول من نسخة الليجا في الموسم الماضي والمكون من 19 مرحلة.
ولهذا السبب وفي ظل غياب اللعب المؤثر، لم يحقق برشلونة أي فوز منذ أربع مراحل في الموسم الحالي الدوري الإسباني، ليسجل رقما سلبيا أسوأ من أرقام غريمه التاريخي ريال مدريد.
وقال ارنستو فالفيردي، المدير الفني لبرشلونة: “دائما ما نسير ضد التيار، ولكننا نعتقد أن هذا سيتغير”.
وعلى الجانب الأخر، وكما هو الحال مع إشبيلية يحرز أتلتيكو مدريد تقدما ملحوظا بفضل مدربه الأرجنتيني دييجو سيميوني الذي التزم بخططه التكتيكية المعروفة التي تعتمد على التكتل في الخلف مع الحرص على عدم ارتكاب أخطاء وشن هجمات مرتدة على مرمى الخصوم.
وبهذه الطريقة حقق أتلتيكو مدريد الفوز بهدف نظيف على ريال بيتيس أمس الأحد ونجح في تعويض فارق النقاط السبع الذي كان بينه وبين برشلونة قبل أربعة أسابيع فقط.
وتحدث سيميوني عن الوضع الراهن لفريقه قائلا: “الفريق بات أفضل من الناحية الفردية، وعندما تكون النواحي الفردية أفضل فهذا يمنح قوة أكبر للفريق، نحن ملتزمون بخطتنا التي ننفذها منذ سبع سنوات”.
ويعد ناديا إسبانيول وألافيس هما الأبرز حاليا في الدوري الإسباني، فهما ناديان متواضعان لديهما فكر تكتيكي مميزة وجاد.
وفي الوقت الذي استطاع فيه ألافيس إلحاق الهزيمة بريال مدريد أول أمس السبت بأسلوب فني يتسم بالصلابة والتفاني، يقدم اسبانيول أداء فنيا هجوميا ومثيرا بشكل كبير للغاية.
وأثبت الفريقان أنهما قادران على الفوز على أي منافس، كما ساعدا على إثراء أجواء الإثارة في الليجا بشكل فريد لا يماثله غيره في باقي دوريات القارة الأوروبية.
ويبدو أن الدوري الإسباني لا يزال على موعد مع المزيد من الإثارة في المستقبل، حيث يحل إشبيلية في الجولة المقبلة ضيفا على برشلونة، الذي يخوض في 28 تشرين أول/أكتوبر الجاري على ملعبه “كامب نو” مباراة كلاسيكو الكرة الإسبانية أمام ريال مدريد. (د ب أ)