السلايدر الرئيسيتحقيقات

الميليشيات الإيرانية وانعدام الخدمات تجبر العراقيين على النزوح مجدداً

سعيد عبدالله

ـ الموصل ـ صلاح الدين ـ رغم تحرير كافة الأراضي العراقية من داعش منذ نهاية عام 2017 الا أن موجات النزوح لم تتوقف من المدن المحررة الى المخيمات التي تقع غالبيتها في شرق الموصل وجنوبها وفي إقليم كردستان العراق، فنقص الخدمات الرئيسية والدمار وسيطرة الميليشيات التابعة لإيران على هذه المناطق حال دون استقرار النازحين العائدين اليها.

واضطرت رملة الجبوري، نازحة من محافظة صلاح الدين الى النزوح مجددا قبل أشهر الى مخيم بحركة في أربيل، اثر مقتل أخيها ووالدتها في هجوم شنه مسلحون ملثمون ليلاً على منزلها الذي يقع في أطراف المحافظة، بينما مازال مصير أخيها الآخر وابن عمها مجهولا بعد تعرضهما للإعتقال على يد القوة ذاتها.

ومضت رملة بالحديث لـ”” والحزن يطغي على ملامح وجهها “لا يمكن حاليا الاستقرار في غالبية المدن المحررة، لأن الميليشيات الإيرانية، خصوصا العصائب وبدر وحزب الله والكتائب الأخرى تهاجم منازل المدنيين ليلاً، تقتل رجالنا وشبابنا وتعتقلهم، وتطالبنا بترك بيوتنا ومدينتنا”، مشيرة الى أن الميليشيات تشن حملة واسعة لتهجير من عاد من النازحين للإستيلاء على منازلهم وأراضيهم الزراعية وماشيتهم، لافتا الى أنها تنتظر الحكومة العراقية الجديدة أن تضبط الأمن في هذه المناطق كي يتمكن النازحون من العودة اليها والإستقرار فيها.

رملة ليست الوحيدة التي اضطرت للنزوح مجددا بسبب الميليشيات الإيرانية، فالمئات من العوائلات النازحة تركت مناطقها بسبب هذه الميليشيات.

أحمد حامد، نازح آخر من محافظة صلاح الدين أكد لـ”” أن ميليشيا بدر التي يتزعمها القيادي المقرب لإيران هادي العامري هي التي منعته من العودة الى منزله في قضاء بيجي التابع لمحافظة صلاح الدين بعد استيلائها على المنزل، وأضاف “هددتني ميليشيات بدر بأنني سأواجه مصيرا مجهولا اذا حاولت مجددا دخول المدينة والمطالبة بمنزلي”، مشيرا الى أنه لم يكن الوحيد وأن عشرات العائلات النازحة منعت من الدخول بيجي فإضطرت الى العودة الى اقليم كردستان.

بينما نزحت خديجة غانم من الموصل لنقص الخدمات وتأخر عمليات إعادة اعمار المدينة خصوصا الموصل القديمة التي شهدت معارك طاحنة بين القوات العراقية وتنظيم داعش خلال معارك تحرير الموصل من التنظيم عام 2017، وأوضحت خديجة لـ””: “كنت خلال المعارك نازحة في هذا المخيم، وعدت الى الموصل بعد التحرير مباشرة، فوجدت منزلي قد دمر بالكامل، وليست هناك أي خدمات، الى جانب رائحة الجثث التي تفوح من كل زاويا، لذلك كانت العودة الى المخيم الخيار الأفضل في الوقت الراهن”.

وبحسب احصائيات إدارة مخيمات حسن شام والخازر شرق الموصل، وبحركة في أربيل، تستقبل هذه مخيمات يوميا ما بين 10 ـ 40 عائلة نازحة من مدن الموصل وصلاح الدين والأنبار، والنازحون هم العوائل التي كانت نازحة وعادت بعد التحرير الا أنها نزحت مجددا.

وقال مدير مخيمات الخازر وحسن شام، رشيد صوفي لـ””: “بلغت أعداد النازحين في مخيمات الخازر وحسن شام وعددها ثلاثة مخيمات 6000 عائلة نازحة أي ما يقارب 23 الف شخص”، مبينا أن المساعدات الإنسانية المقدمة للنازحين من قبل المنظمات الدولية أصبحت قليلة لا تكفي هذا العدد من النازحين.

أما مخيم بحركة الذي يقع في مدينة أربيل، فهو الآخر يستقبل يوميا العديد من النازحين، وأضاف مدير المخيم، بدرالدين نجم الدين لـ””، مخيمنا يحتضن حاليا أكثر من 4700 نازح، ولم يعد باستطاعته استيعاب نازحين جدد”.

في غضون ذلك تشهد ممثلية وزارة التربية التابعة للحكومة الإتحادية العراقية في مدينة أربيل اقبالا كبيرا من طلبة محافظات العراق الأخرى الذين قدموا طلبات نقل من مدنهم الى إقليم كردستان العراق، وقال ممثل الإعلام التربوي في ممثلية وزارة التربية في أربيل، علي البيدر، لـ”” “من المتوقع أن يصل عدد التلاميذ الراغبين في الإنتقال الى مدارس ممثلية وزارة التربية في محافظة اربيل الى نحو 5 آلاف طالب وتلميذ من جميع محافظات العراق بما فيها محافظات التي شهدت صراعات”، مبينا أن اسباب النقل مختلفة ما بين البحث عن الخدمات وواقع امني افضل او لاسباب شخصية، وتابع البيدر أن الممثلية ستوزع هؤلاء الطلبة على المدارس التابعة لها في محافظة أربيل.

وكشفت احصائيات ممثلية وزارة التربية في محافظة أربيل الى أن أعداد الطلبة في مدارسها تجاوز الـ80 الف طالب وتلميذ في العام الدارسي الحالي، موزعين على 198 مدرسة، 115 منها مدارس ابتدائية و80 منها مدرسة متوسطة وثانوية ومركزين لمحو الأمية ومعهد للفنون الجميلة اضافة الى اعدادية مهنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق