تحقيقات
المبعوث الألماني لأفغانستان: مستقبل كابول لا يمكن فرضه من الخارج
ـ الدوحة ـ أكد ماركوس بوتسل المبعوث الألماني لأفغانستان وباكستان أن الحوار الأفغاني يصب في صالح الجهود المبذولة للحد من المعاناة التي يواجهها الشعب الافغاني ، مشددا على أن مستقبل افغانستان لا يمكن فرضه من الخارج لكن يمكن تحقيقه فقط من قبل الأفغانيين أنفسهم.
وقال بوتسل ، في كلمة خلال افتتاح الحوار الافغاني بالدوحة اليوم الاحد ، إن ألمانيا وقطر قد اتخذتا زمام المبادرة لإجراء هذا الحوار لرغبتهما في القيام بدورهما من أجل فتح الطريق لإحلال السلام في أفغانستان، مشيرا إلى أن “المحادثات الجارية بين الولايات المتحدة وطالبان وفرت فرصة تاريخية لإجراء هذا الحوار البناء الذي نأمل أن يتحول إلى مفاوضات بناءة “.
وأشار إلى أن يومين من المحادثات سيوفران الفرصة لبناء تفاهم مشترك والوقوف على القضايا الواجب حلها وفتح المجال امام الدخول في مفاوضات أفغانية مشتركة ” ونأمل في أن يتم التوصل إلى تفاهمات مشتركة خلال الحوار الأفغاني – الأفغاني ” .
من جانبه قال مطلق بن ماجد القحطاني المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري لمكافحة الإرهاب وفض المنازعات ، في كملته ، إن “الشعب الأفغاني يمر اليوم بمرحلة تاريخية حاسمة تفصل بين خيارين إما المضي قدما في تعزيز العملية السياسية وضمان كافة حقوق الشعب الافغاني وتحقيق تطلعاته في الأمن والاستقرار والازدهار أو انهيار الأوضاع واستمرار دوامة العنف والدمار وتلاشي أحلام الاجيال القادمة”.
وطالب القحطاني جميع الفرقاء في أفغانستان والجهات الفاعلة بتحمل مسؤولياتها وتغليب لغة العقل والمنطق وتغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الأخرى، والعمل على تحقيق المصالحة الوطنية وبناء دولة المؤسسات التي تقوم على مبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون ومكافحة الفساد وحماية حقوق المرأة والأقليات .
وأضاف أن دولة قطر تؤمن بعدم جدوى الحل العسكري للازمة الأفغانية وأنه لا بد من إيجاد حل سلمي لهذا الصراع وبدعم من الدول الإقليمية والمجتمع الدولي ، مؤكدا أن قطر ستواصل جهودها ومساعيها الحميدة كوسيط نزيه في الأزمة الأفغانية من أجل إرساء أسس السلام بين الفرقاء في أفغانستان وبناء الثقة بين الأطراف عبر تحقيق وقف إطلاق النار الشامل والدائم وحماية المدنيين وإطلاق سراح الأسرى والسجناء والرهائن والتقريب بين وجهات نظر الاطراف المعنية في الصراع للتوصل إلى حل سياسي يضمن تحقيق السلام والاستقرار والازدهار للشعب الافغاني، الأمر الذي سينعكس إيجابا على تعزيز السلم والاستقرار الاقليمي والدولي.
من جانبه ، وصف المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد ، في تصريحات عقب الجلسة الافتتاحية الحوار الأفغاني بانه “خطوة جيدة وإيجابية للغاية” .
وقال زاد ” إنها خطوة جيدة ولدينا أمل كبير في عملية السلام في أفغانستان” . مضيفا ان ” الخطوة التالية هي التفاوض ، فهناك العديد من جلسات الحوار قبل المفاوضات والهدف من ذلك كله هو التفاوض على الاتفاق على شروط السلام فيما بينهم” .
بينما قال عبدالسلام ضعيف سفير طالبان السابق لدي اسلام اباد والمشارك في محادثات الدوحة مع الولايات المتحدة الأمريكية ، إن أهمية الحوار الأفغاني-الأفغاني بالدوحة تكمن في إن الشعب الأفغاني بأجمعه راغب في ايجاد طريق للحل السلمي للمشكلة في افغانستان ، وإيجاد طريق عملي يفضي الى السلام وإنهاء الوجود الأجنبي في افغانستان.
وحول المحادثات في الدوحة مع الجانب الأمريكي قال ضعيف :”هناك تطورات ايجابية موجودة ولا أعرف متى تنتهي المحادثات هذا الأسبوع أم بعد أسبوع آخر ، وأن الأمور مرتبطة ببعضها البعض وستدعم محادثات اليوم في الدوحة مسار المفاوضات “.
وشدد ضعيف ، في تصريحات عقب الجلسة الافتتاحية ، على ضرورة الوصول لاتفاق ، قائلا “نحن لا نريد أن نخذل الشعب الأفغاني ونريد تذليل المصاعب من أجل حل هذه الأزمة، والشعب الأفغاني ينتظر الحل ونحن كذلك ننتظر الحل ونفهم مطالب وطموحات الشعب الأفغاني ورغباته “.
وانطلق اليوم في الدوحة ، برعاية قطرية – ألمانية مشتركة ، حوار أفغاني، بين حركة طالبان ووفد مكون من مسؤولين وممثلين من قطاع واسع من المجتمع.
ويحضر المؤتمر ، الذي يستمر يومين، أكثر من 60 أفغانيا. (د ب أ)