العالم
الرئيس البرازيلي يثير الجدل مجددا بدفاعه عن عمالة الأطفال
ـ ريو دي جانيرو ـ أثار الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو موجة جديدة من الجدل هذا الأسبوع بدفاعه المتكرر عن عمالة الاطفال في البلاد.
وقال بولسونارو خلال منتداه الأسبوعي الذي يبث مباشرة عبر فيسبوك “أعمل منذ أن كنت في الثامنة من عمري والآن أنا ما أنا عليه”.
وتوجّه الخميس الى مشاهديه قائلا “انظروا، عندما يعمل طفل يبلغ من العمر ثمانية أو تسعة أعوام في مكان ما، فإن الكثير من الناس يدينونه باعتبار ذلك +عمالة قسرية+ أو +عمالة أطفال+”. وتابع “لكن إذا دخّن الطفل معجون الكوكا، فلا أحد يقول شيئا”.
وأضاف “العمل يجلب الكرامة للرجال والنساء، بغضّ النظر عن أعمارهم”.
وأعاد بولسونارو التطرّق الى الموضوع خلال مناسبة رسمية الجمعة. وقال “عملتُ منذ سن الثامنة في زراعة الذرة وقطف الموز أثناء متابعتي الدراسة في الوقت نفسه”. وأضاف “اليوم أنا ما أنا عليه. هذه ليست غوغائية، إنها الحقيقة”.
ونشر السبت فيديو لوكالة فرانس برس يعود لعام 2017 يظهر الطفل فرانك غياشيو (11 عاماً) الذي يملك مؤسسة لجز العشب ومن المعجبين بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو يجز عشب البيت الأبيض.
وكتب بولسونارو على الفيديو “العمل يعلي من شأن” الإنسان.
غير مسموح
أثارت تعليقات الرئيس البرازيلي ردود فعل انتقادية شديدة.
وقال السياسي الاشتراكي مارسيلو فريكسو “إنه أفضل مثال لتحريض طفل على عدم العمل، ولمنعه من أن يكبر ليصبح بالغا مثل (بولسونارو)، مع كل هذا الكم من الكراهية وعدم الكفاءة”.
ونشرت في الأثناء وسائل إعلام برازيلية مقابلة لعام 2015 لشقيق بولسونارو يناقض فيها الأخير كلام الرئيس البرازيلي.
وقال ريناتو بولسونارو لمجلة “كريسير” إن “والدي كان شخصاً بوهيمياً، لكن لم يسمح مع ذلك لأي من أبنائه بالعمل، لأنه اعتبر أن عليهم مواصلة دراستهم”.
ويمنع القانون البرازيلي الأطفال دون 16 عاما من العمل، لكن يسمح لمن هم في ال14 بالعمل كمتدربين.
ووفقا لمعهد الجغرافيا والإحصاء، يعمل في البرازيل نحو 2,5 مليون طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين خمس سنوات و17 عاما.
وأعلنت المسؤولة عن شؤون مكافحة عمالة الأطفال في وزارة العمل البرازيلية باتريسيا سانفيليشي لموقع “يو أو ال” أن “ما نحاربه كل يوم في اطار سعينا لدفع المجتمع إلى التفكير بطريقة مختلفة هو حجج أن العمل لا يسبب أذى أو أنه بديل صالح”.
والجمعة حاولت داماريس ألفيش وزيرة حقوق الإنسان والأسرة والمرأة في حكومة بولسونارو وضع حد لهذا الجدل. وقالت “جيلنا عمل منذ سن مبكرة للغاية أنا عملت منذ الصغر، لكن هذا لا يعني أنه يجب إلغاء تجريم (عمالة الأطفال)”.
وأضافت “لنكن واضحين، عمل الأطفال يعد انتهاكا لحقوقهم وهو أمر لا يمكن السماح به”.
ويثير بولسونارو باستمرار جدلا في تصريحاته. وقال في عام 2011 في مقابلة مع مجلة “بلاي بوي” إنه يفضل أن “يموت” ابنه “في حادث” على أن يكون مثلي الجنس.
وقال أيضاً إن الفقراء جاهلون لدرجة أنهم غير قادرين على استيعاب فكرة التخطيط الأسري.
وعندما كان نائباً في عام 2014، قال عن إحدى زميلاته إنها “قبيحة جداً لدرجة أنها لا تستحق حتى اغتصابها”. وأمره قاضٍ بدفع تعويض بقيمة 2500 دولار للسيدة بسبب هذا التصريح. (أ ف ب)