العالم
محادثات السلام الأفغانية في قطر تسعى إلى الحد من العنف داخل أفغانستان
ـ كابول ـ انتهى يوم الاثنين في قطر حوار سلام أفغاني شاركت ألمانيا في تنظيمه وشمل حركة طالبان وممثلين لقطاع واسع من المجتمع الأفغاني بتعهد للحد من العنف في أفغانستان.
وقال مندوبو الوفود في إعلان مشترك صدر في الدوحة مساء الاثنين إنه من أجل تقليص عدد الضحايا المدنيين إلى الصفر، لابد من وقف الهجمات على “منظمات الرعاية الاجتماعية مثل المراكز الدينية (ودور العبادة) والمستشفيات والمؤسسات التعليمية المدنية والبازارات والسدود وأماكن العمل في جميع أنحاء البلاد”.
وفي بند آخر من الإعلان المؤلف من صفحتين، دعا المشاركون أيضًا إلى “الإفراج غير المشروط عن السجناء المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى” من كلا الجانبين.
ويُنظر إلى الحوار الذي انطلق يوم الأحد في الدوحة باعتباره خطوة مهمة نحو محادثات سلام أكثر موضوعية.
وحضر المؤتمر مسؤولون ومندوبون من أطياف المجتمع الأفغاني.
وبالرغم من حضور عدة مسؤولين حكوميين أفغان في الاجتماع، تقول وزارة الخارجية الألمانية وطالبان إن هؤلاء المسؤولين يحضرون بصفة شخصية ولا يمثلون الحكومة في كابول.
ولم يتضح على الفور موعد تنفيذ الاتفاق. كما لم يتضح ما إذا كان الإعلان ملزماً.
وقال توماس روتيج، الخبير في الشأن الأفغاني والباحث بمركز أبحاث “شبكة المحللين الأفغان”، إنه “من غير المرجح” أن يكون الإعلان ملزما، لأن الحوار لم يشمل تفاوضا.
ومن المرجح أن يتم اعتبار الاتفاق بمثابة مذكرة تفاهم.
كانت جولة سابقة من المحادثات الأفغانية المقررة في نيسان/أبريل الماضي قد ألغيت بسبب خلافات حول قائمة المشاركين وعددهم المقترح من جانب الحكومة الأفغانية.
وفي حوار مع القناة التلفزيونية الإخبارية المحلية، قالت الأستاذة الجامعية زينب موحد إن المندوبين الأفغان حاولوا وقف إطلاق النار الفوري نظرا لأن المدنيين مازالوا يتأذون، ولكن طالبان مازالت تصر على أنه لن يتم مناقشة وقف لإطلاق النار حتى يتم الاتفاق على موعد للانسحاب الكامل للقوات الأجنبية.
ولكن الأستاذة موحد قالت إن طالبان كانت قد قالت للوفد الأفغاني إن المحادثات الأفغانية هي “بداية محادثات ما بين الأفغان سوف تشمل الحكومة الأفغانية”.
وقال زكي دريابي، رئيس تحرير صحيفة “اطلاعات روز” الأفغانية في تغريدة عبر موقع تويتر إنه تأثر للغاية عصر يوم الاثنين بعدما روت الناشطة الحقوقية جميلة أفغاني قصة مقتل رجل محلي عن طريق الخطأ على أيدي قوات الأمن الأفغانية، وإصابة عدد من أطفاله أمس الأحد في انفجار سيارة مفخخة نفذته طالبان في مدينة غزني بجنوب شرق البلاد.
وأضاف دريابي في تغريدته: “لقد بكى تقريبا كل الحضور بما في ذلك أعضاء طالبان في الدوحة”.
ويرى بعض المراقبين هذا الحوار إيجابيا، وسط مخاوف من أن طالبان يمكن أن تنسحب في اللحظة الأخيرة بسبب وجود بعض المسؤولين الحكوميين الأفغان.
وقال توماس روتيج لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في وقت سابق إنه من السابق لأوانه أن نقول ما إذا كان الحوار ناجحا.
وأضاف أنه بالرغم من الكثير من سوء الظن من قبل جميع الأطراف، يمثل حوار الدوحة فرصة “للحد من انعدام الثقة ومساعدة الأطراف على التركيز على السبل البناءة وكيفية جعل محادثات السلام ممكنة”.
ويجتمع مسؤولون أمريكيون وآخرون من طالبان منذ منتصف العام الماضي، أملا في إيجاد حل سياسي للحرب المستمرة في أفغانستان منذ نحو 18 عاما. وكانت الجولة الأخيرة من المحادثات قد عقدت في أيار/مايو الماضي. (د ب أ)