شرق أوسط
مستشار ماكرون يلتقي روحاني سعياً لإنقاذ الاتفاق النووي وترامب يهدد مجدداً
ـ طهران ـ التقى المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء الرئيس الإيراني حسن روحاني في ختام يوم من المحادثات في طهران في إطار المساعي لإنقاذ الاتفاق النووي وتخفيف التوتر بين الجمهورية الإسلامية وواشنطن.
وبدا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كأنه يعقّد مهمّة المستشار الفرنسي إيمانويل بون إذ اتّهم إيران بتخصيب اليورانيوم “سراً منذ وقت طويل” وتوعّد عبر تويتر الاربعاء بأن العقوبات التي تفرضها بلاده على طهران “سيتم قريبا تشديدها في شكل كبير”.
والاتفاق الذي أضعفه انسحاب واشنطن الأحادي الجانب منه في أيار/مايو 2018، يواجه مزيدا من التهديد بإعلان طهران ردا على الانسحاب والعقوبات الأمريكية، تخليها تدريجاً عن بعض التزاماتها.
ونتيجة للسياسة التي تتبعها طهران، تجاوزت احتياطاتها من اليورانيوم المخصب الحدّ الذي فرضته اتفاقية فيينا الموقعة عام 2015 (300 كيلوغرام).
وقبل اللقاء مع بون، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف “لا يمكن إجراء أي مفاوضات تحت الضغط”، داعيا “الأوروبيين” إلى “حل المشكلة” التي نجمت عن خروج الولايات المتحدة من الاتفاق.
“باب مفتوح للدبلوماسية”
ويحرم الانسحاب الأمريكي الجمهورية الإسلامية من الفوائد التي توقعتها من الاتفاق المبرم مع ألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا والذي تضمن تحجيم برنامجها النووي في مقابل خفض العقوبات الدولية المفروضة عليها.
وتطالب طهران الدول التي ما زالت أطرافًا في الاتفاق باتخاذ التدابير التي تسعى إليها لضمان مصالحها.
وتستبعد طهران بشكل قاطع إعادة التفاوض بشأن الاتفاق كما يرغب ترامب وترفض أي تواصل مع الولايات المتحدة ما دامت الأخيرة لم تتراجع عن العقوبات التي تفرضها على طهران منذ آب/أغسطس 2018.
وفي طهران، سلّم بون رسالة مكتوبة من الرئيس الفرنسي إلى نظيره الإيراني، حسب ما أفاد مكتب روحاني.
وأثناء اللقاء، صرّح روحاني أن إيران “تركت دائماً الباب مفتوحاً للدبلوماسية والحوار” وأن الهدف لا يزال “التطبيق الكامل” للاتفاق، وفق الرئاسة الإيرانية.
وأضافت أن الرئيس الإيراني قال إن إيران تنتظر من الأطراف الأخرى “الوفاء بالتزاماتها بشكل كامل”.
وقبل لقائه روحاني، عقد بون اجتماعات مع الأميرال علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف ونائبه عباس عراقجي.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الثلاثاء إن مهمة المستشار الفرنسي تقضي ب”محاولة فتح مساحة النقاش لتجنب أي تصعيد لا يمكن السيطرة عليه، وحتى وقوع حادث”، في حين يهدد التوتر بين طهران وواشنطن بجر منطقة الخليج إلى الاشتعال.
وقالت سكرتيرة الدولة الفرنسية للشؤون الأوروبية اميلي دو مونشالان “نحاول العمل لجعل المثلث اوروبا الولايات المتحدة إيران، مثلثا للحوار”.
“تجاوزات طفيفة”
أعلنت إيران الاثنين إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 4,5% على الأقل وهو أعلى من الحد الأقصى المسموح به بموجب الاتفاقية (3,67%) وهددت باتخاذ تدابير جديدة خلال “60 يومًا” إذا لم تتم تلبية مطالبها.
لا تزال نسبة 4,5% بعيدة تماماً عن نسبة 90% التي تسمح بالتخطيط لإنتاج السلاح الذري. لكن نظرا للشكوك التي أبديت سابقاً حيال البرنامج النووي الإيراني، يثير ما اعلنته طهران أخيرا قلقًا في الخارج رغم أنها نفت على الدوام سعيها لصنع قنبلة ذرية والتزمت بانها لن تسعى على الإطلاق لحيازتها.
وفي بيان مشترك، أشارت برلين ولندن وباريس والاتحاد الأوروبي الثلاثاء إلى رغبة إيران في “البقاء في إطار” الاتفاق الموقع في فيينا. لكن الأوروبيين دعوا إيران إلى “التصرف وفقًا لذلك عبر العودة عن هذه الأنشطة والامتثال بالكامل وبدون تأخير” لشروط الاتفاقية.
غير أن لودريان وصف تخطي إيران لالتزاماتها بأنها “تجاوزات طفيفة”. وقال “هذه ليست اختراقات تصل إلى حد القطيعة”.
وبعد انسحابها من اتفاقية فيينا، أعادت واشنطن فرض عقوبات على إيران دفعت اقتصادها نحو الركود وأفقدتها أسواق النفط الواحد تلو الآخر. (أ ف ب)