شرق أوسط
ناطوري كارتا: هدم الخان الأحمر لن يستطيع الاحتلال تحمل آثاره
* تحذيرات من صمت المجتمع الدولي على الاستيطان وإرهاب المستوطنين
* مزيد من الاستيطان في محيط بيت لحم
– رام الله – أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مصادقتها على إضافة ثمان وحدات استيطانية جديدة في مستوطنة “مجدال عوز” القريبة من بلدة بيت فجار، جنوب بيت لحم. وحسب حسن بريجية مدير عام هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم فإن سلطات الاحتلال أعلنت مصادقتها على إضافة 8 وحدات استيطانية في المستوطنة المذكورة، مشيرا الى وجود موافقة في الوقت الحالي دون المصادقة على إضافة 600 وحدة استيطانية أخرى في المستوطنة ذاتها مستقبلا.
واكد بريجية كما نقلت وكالة الأنباء الرسمية، ان هذا الاجراء الاستيطاني يأتي ضمن “تسمين” المستوطنات الصغيرة في اطار تجمع مستوطنة “غوش عصيون ” جنوبا.
وعلى الأرض كذلك، زار وفد من حركة ناطوري كارتا والتي تعني “يهود ضد الصهيونية” منطقة الخان الأحمر المهددة بالهدم وترحيل سكانها، في زيارة تضامنية معهم. وقال رئيس الحركة مئير هيرش إن هدم قرية الخان الأحمر شرق القدس المحتلة من قبل الاحتلال الإسرائيلية سيخلف عنفا ودمارا لن تتحمله دولة الاحتلال، التي عليها التراجع عن قرارها هدم هذه القرية وترك سكانها يعيشون بأمان.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن هيرش قوله “أنه ليس من حق دولة الاحتلال طرد البدو الفلسطينيين عن أرضهم، والتهديد بهدم قريتهم، فهم موجودون هنا قبل قيام الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية”.
وقال: “إننا جئنا للوقوف ضد أي فعلي سياسي وفعل عنصري إسرائيلي ضد أهالي الخان الأحمر، فنحن يهود ولكننا لسنا صهاينة ونعتبر انفسنا فلسطينيين وندعم حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم والتحرر من الاحتلال الإسرائيلي”، مؤكدا أن حضورهم إلى الخان الأحمر هو للتأكيد لحكومة الاحتلال أنها ليست لديها أي سلطة على الخان الأحمر، وإن الاحتلال هو يحاول أن ينشر العنف والعنصرية في المجتمعات وتحديدا في فلسطين.
وتطرق أن حركته ضد الاحتلال وضد القمع المستمر للفلسطينيين، “ليس هذا القمع فحسب، بل سلوك المؤسسة الصهيونية برمته ضد الشعب الفلسطيني، فعلى مدى عقود، كانت المستوطنات سبباً رئيسياً لسفك الدماء والاضطرابات في الأرض المقدسة، وقد أزهقت مئات الأرواح البريئة على مذبح القومية وشهوة الأرض”.
وأكد أن دولة إسرائيل غير شرعية على الإطلاق، وأن الجريمة تتفاقم عندما يستلزم إنشاء هذا الوطن احتلالاً وقمعاً وإذلالا وطردا لشعبٍ آخر، قبل عصر الصهيونية، عاش اليهود في فلسطين في سلام وأمن جنبا إلى جنب مع السكان العرب الفلسطينيين.
يذكر أن الحركة قائمة على مجموعة من اليهود يعيشون بالقدس ويؤيدون إقامة دولة فلسطينية ولا يعترفون بإسرائيل. ويحرق أعضاء الجماعة علم إسرائيل في احتفالات “الاستقلال” كل عام، ويرفعون علم فلسطين، وفي محيط إقامة زعيم الجماعة الحاخام هيرش بأحد أزقة حي “ميا شيريام” بالقدس، الذي يسكنه أكثر اليهود تطرفا، يرسم العلم الفلسطيني.
ولا يعترف أعضاء الجماعة بالبطاقة الإسرائيلية، ولا يسجلون مواليدهم في الدوائر الرسمية، ويرفضون المعونات الحكومية، ويحلم هؤلاء بالعيش بدولة فلسطينية وإعادة كل الأرض للفلسطينيين، ويؤمنون بأنه يحرم على الشعب اليهودي تأسيس أي دولة في العالم “دون إرادة إلهية، ما دام التيه مستمرا”.
على الجانب الرسمي الفلسطيني، حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من التداعيات الكارثية لصمت المجتمع الدولي على الاستيطان وإرهاب المستوطنين. وقالت في بيان رسمي “يشعر اليمين الحاكم في إسرائيل وجمهوره من المستوطنين والمتطرفين بأن الأبواب اليوم مُشرعة عن آخرها وأكثر من أي وقت مضى لمزيد من العربدة والتنكيل والاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم، وذلك في ظل الأجواء الراهنة سواء الداخلية أو الخارجية، فمن جهة هناك حالة التنافس داخل الحلبة الحزبية الإسرائيلية ورياح الانتخابات المبكرة التي تتسارع وتيرتها في الاسابيع الأخيرة، وحالة التنافس على من يكون أكثر يمينية وتطرفاً وبطشاً وانتهاكاً لحقوق الفلسطينيين، وهو تنافس يزيد من وتيرة الاعتداءات الاستيطانية التهويدية واتساعها، ومن جهة أخرى، هناك المظلة الأميركية التي توفرها إدارة الرئيس دونالد ترمب والانحياز الأعمى للاحتلال وأيديولوجيته الاستيطانية الاستعمارية التوسعية”.
واعتبرت ان هذه الأجواء المشحونة بالتطرف والعنصرية والتوسع الاستعماري ظهرت جلياً في الأيام والساعات الأخيرة عبر سلسلة من الجرائم والانتهاكات ضد أبناء شعبنا وممتلكاته، ففي قرية قريوت جنوب نابلس أقدم المستوطنون على إعطاب إطارات عدد من مركبات المواطنين بالقرية، وفي بورقين غرب سلفيت اقتلعت مجموعات من المستوطنين 39 شجرة مثمرة، أما في الاغوار الشمالية فأغلق عدد من المستوطنين الآلاف من الدونمات ونكلوا بأصحابها ومنعوهم من الوصول اليها.
وأكدت أن اعتداءات قطعان المستوطنين توًجها المستوى السياسي الإسرائيلي بوضع حجر الأساس لمنطقة صناعية استيطانية جديدة على عشرات الدونمات في مستوطنة “كريات أربع” بمدينة الخليل، بمشاركة وزير الصناعة الإسرائيلي “ايلي كوهين”.
وأدانت التصعيد الحاصل في المشروع الاستيطاني الاستعماري في أرض دولة فلسطين، والذي يؤدي بالضرورة الى مزيد من تعميق أساسات الفصل العنصري الذي يعمل على تأسيسه اليمين الحاكم في إسرائيل، وإغلاق الباب أمام أية فرصة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين، ويُشرع الأبواب أمام تداعيات كارثية محتملة في ساحة الصراع.