العالم
بنس يزور مركز احتجاز مهاجرين مكتظا في تكساس ويتحدث عن “أزمة”
ـ واشنطن ـ زار نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس الجمعة مركز احتجاز مهاجرين مكتظا في تكساس للاطلاع عن كثب على الظروف المروعة التي يعيشونها، مبدياً أسفه لأزمة هجرة قال إنها “تتخطى قدرات نظامنا”.
وتوجه بنس إلى الحدود مع المكسيك في وقت شهدت عدة مدن أمريكية تظاهرات لمطالبة الحكومة بإغلاق ما وصفه المتظاهرون بأنها “معسكرات اعتقال”.
وزار نائب الرئيس نقطة مكآلن الحدودية حيث تم اصطحابه إلى مركز في الهواء الطلق يضم 384 رجلا في منطقة أشبه بالقفص المسيّج.
ونقلت تقارير إعلامية عن الصحافيين الذين رافقوا بنس في زيارته وسمح لهم بالبقاء في المنطقة لتسعين ثانية قولهم إن الروائح المنبعثة كانت كريهة.
والمحتجزون يشتبه في أنهم عبروا الحدود بطريقة غير قانونية وتم تجميعهم في مساحة لا تكفي لتمدد الجميع في آن معا على الأرض الإسمنتية.
ويفتقد المركز للأسرّة والفرش والوسادات وتقتصر تجهيزاته على أغطية من البوليستر. وقد صرخوا للصحافيين قائلين إنهم متواجدون في هذا المكان منذ 40 يوما على الأقل وإنهم جائعون ويريدون أن يتمكنوا من تنظيف أسنانهم.
وقال بنس بعد الزيارة “للصراحة لم أفاجأ بما رأيته”، مضيفا “كنت أعلم أننا سنرى نظاماً مكتظاً تخطى قدراته لذا على الكونغرس أن يتحرّك”.
وقد حمّل بنس الديموقراطيين مسؤولية تفاقم الأزمة بتصديهم لجهود ترامب من أجل تمويل الأمن الحدودي في وقت يشهد الكونغرس انقساما بين مؤيدي الإدارة ومعارضيها حول كيفية إنفاق التمويل.
وفي نهاية المطاف رضخ الديموقراطيون الشهر الماضي للضغوط ووافق الكونغرس على تخصيص مساعدة طارئة قدرها 4,6 مليارات دولار لتخفيف حدة أزمة تدفق المهاجرين إلى الولايات المتحدة وغالبيتهم من دول أمريكا الوسطى الفقيرة.
وقال بنس “ما نشهده هنا اليوم واكتظاظ هذه النقطة الحدودية كما والأزمة الشاملة على حدودنا يؤكد ضرورة بذل الكونغرس جهدا أكبر”.
وأضاف “إنها أزمة تتخطى قدرات نظامنا”.
بدوره رفض مايكل بانكس المكلّف إدارة نقطة مكآلن ما قاله المحتجزون عن أوضاعهم وقال إنه يسمح لهم بتنظيف أسنانهم بالفرشاة مرة يوميا وإن أحدا منهم لم تتجاوز مدة احتجازه في هذا المركز 32 يوما.
وقال إنهم يحصلون على ثلاث وجبات ساخنة يوميا من المطاعم المحلية والعصير والبسكويت.
إلا أنه أقر بأن كثرا منهم لم يستحموا منذ 10 أو 20 يوما موضحا أن المنشأة أمّنت الخميس مقطورة للاستحمام.
وزار بنس في وقت سابق منشأة أخرى للمهاجرين في دونا أقيمت منذ شهرين تتألف من خيام بيضاء تأوي 800 شخص وتبلغ قدرتها الاستيعابية الف شخص.
وتحادث مع أهالي وأطفال أبلغوه بأنهم يتلقون رعاية جيدة. وشاهد مراسلون أكواما من الملابس ومياه الشرب والعصير والحفاضات.
وقال بنس “كل العائلات التي تحدّثت إليها قالت إنها تتلقى رعاية جيدة”، منددا بـ”الخطابات المجحفة” التي يطلقها الديموقراطيون.
“معسكرات اعتقال”
وفي وقت سابق من يوم الجمعة عقدت لجنة الرقابة في مجلس النواب جلسة حول أطفال المهاجرين الذين تم فصلهم عن ذويهم.
وقد أدت سياسة “عدم التسامح” الذي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عام 2018 إلى فصل أكثر من 2300 طفل عن أهاليهم عند الحدود، قبل ان تتراجع الحكومة عن إجرائها هذا.
وجاء في تقرير نشرته اللجنة أن 18 طفلا تقل أعمارهم عن عامين قد فصلوا عن أهاليهم لفترات تتراوح بين 20 يوما ونصف السنة.
وقال رئيس اللجنة إيلايجا كامينغز إن “الإدارة تسبب المشاكل عند الحدود ولا تحلها”.
وقالت إيلوار موخرجي الاستاذة في جامعة كولومبيا والتي زارت مركزا لاحتجاز المهاجرين في كلينت في ولاية تكساس للجنة إن عددا من الأطفال لا يزالون يرتدون الثياب نفسها منذ أن عبروا الحدود وما من يهتم بنظافتهم.
وقالت “بسبب الروائح كان من الصعب علي الجلوس بقربهم”.
والجمعة نظمت تظاهرات في مختلف أنحاء البلاد للمطالبة بإغلاق مراكز الاحتجاز.
وقال ميمي روزيكي البالغة 56 عاما خلال مشاركتها في تظاهرة ضمّت نحو ألفي شخص في سان دييغو “إنها معسكرات اعتقال. معسكرات الاعتقال في تعريفها هي احتجاز أناس ليسوا مجرمين لأسباب عنصرية أو عرقية. وهذا ما يحدث حاليا”.
وأمام البيت الأبيض رفع متظاهرون لافتات كتب عليها “حرروا الأطفال” و”كنت غريبا فآويتموني”.
وقالت كايسي غود لوكالة فرانس برس “أتى أفراد عائلتي بصفتهم لاجئين لأنهم يهود. ومن الأهمية بمكان بالنسبة لي أن يبقى الناس قادرين على المجيء إلى هذه البلاد بصفتهم لاجئين”.
وأضافت أن “مجرّد التفكير في أننا نقوم بأمر كهذا في هذه البلاد يثير اشمئزازي”. (أ ف ب)